بعد فوزها بـ"ملكة الموهبة العربية" في أميركا.. السعودية بسمة العتيبي: أحلم أن أغني في افتتاح دار الأوبرا السعودية

بسمة العتيبي (19 عاماً)، أو "بازما" كما يحب معجبوها أن يلقبوها، هي أول مغنية أوبرا سعودية، خرجت من الأراضي السعودية عام 2012 لتشق بصوتها طريق النجاح في الولايات المتحدة الأميركية. تملك إحساساً مميزاً وحنجرة ذهبية كانا سبباً في حصدها لقب "ملكة الموهبة العربية" في أميركا عن جدارة. طرحت أغنيتها الأولى عام 2016 وحملت عنوان "فودو"، وتمكنت من حصد الجوائز تباعاً في عدد من المهرجانات الموسيقية وصولاً إلى مسابقة "ملكة جمال العرب" في أميركا والتي شاركت فيها عن فئة «ملكة الموهبة العربية» وفازت بالجائزة من بين 100 متسابقة. بسمة كشفت لـ «سيدتي» من خلال هذا الحوار عن أحلامها ورسالتها وعن العقبات التي واجهتها منذ اختارت أن تصبح مطربة وأن يصل صوتها إلى العالم بأسره.

فــزتِ بلقـب «ملكـة الموهبة العربية»، صفِي لنا شعورك بهذا اللقب؟

شعوري لا يوصف. فقد كنت في غاية السعادة، وذلك لأنني عندما اشتركت في هذه المسابقة كان هدفي هو الفوز فقط، لذا احترت كثيراً أثناء اختيار الأغنية التي سأقدمها على المسرح، هل أقدم نوعية «البوب» أم أغنية خليجية أم ماذا، لكني استقريت في النهاية على الأوبرا حتى أظهر طاقاتي الصوتية وهو ما حدث بالفعل. وبعد الكثير من التعب والتحضير، كافأني الله في النهاية بالفوز باللقب.

أنتِ أول فتاة سعودية تغني الأوبرا بشكلٍ احترافي، ماذا يعني لكِ ذلك؟

يعني لي الكثير، وأن أكون مميزة في مجال نادر وغير معتاد في بلادي، فهذا بحد ذاته أعتبره إنجازاً.

كيف جاء ترشيحِك للمشاركة في المسابقة؟

عندما اشتركت في المسابقة، أرسلت رابط الأغنية للمنظمة وتم الرد بعد فترة بالموافقة على أن أؤدي الأغنية على مسرح Tempe Center for the Arts Arizona.

وكان مجرد أدائي على هذا المسرح العريق شرفاً كبيراً، لأن القلة القليلة فقط من الفنانين هم من يحصلون على فرصة تقديم عرض في مسرح الفنون الذي يحضره الآلاف من الجماهير.

ما اسم المقطوعة الأوبرالية التي غنيتِها في الحفل ومن اختارها لكِ؟

o'mio babbino caro أنا التي اخترت الأغنية بعدما تدربت على أكثر من واحدة، فكانت هذه الأغنية تمس مشاعري أكثر وأجد نفسي فيها حين أغنيها.

استقبل أهلي الخبر بسعادة غامرة

وكيف استقبلت عائلتك وأصدقاؤك خبر فوزك بالجائزة؟

الأهل سواء في أميركا أو السعودية استقبلوا الخبر بسعادة غامرة، فهم من أشد الداعمين لي وهم الأكثر إدراكاً لمقدار الجهد الذي أبذله في مشواري الفني.

فزتِ بجوائز عدة من قبل، لماذا في رأيك صار اهتمام الإعلام العربي بكِ كبيراً بعد هذه الجائزة تحديداً؟

بصراحة لا أعرف، لكن ربما لأنها الجائزة الوحيدة التي قدمت عليها بجنسيتي الأصلية كسعودية، باقي الجوائز كانت بصفتي مطربة أميركية.

متى بدأ شغفك للغناء ومتى شعرت بالفعل أنك موهوبة؟

أحبُّ الغناء من صغري، فأنا أذكر أنني أثناء مرحلة الطفولة في السعودية في المدرسة الابتدائية كنت أشارك في الإذاعة الصباحية لأقدم الأناشيد مثل «يا طيبة» وغيرها. وحين انتقلت لأميركا، كنت أرغب في الأمر نفسه، لكن اللغة وقفت في البداية كحاجز أمامي، لذا كرست كل جهودي على تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأغاني حتى أتقنتها. ثم بدأت أشارك في المدرسة كسابق عهدي في السعودية.

هل هناك رسالة معينة تحاولين إيصالها من خلال صوتك؟ وما هي تلك الرسالة؟

أحاول أن أوصل للناس مفهوم الحب الحقيقي من خلال أغنياتي، فأنا دائماً أغني عن الحب، وأغني بإحساس العاشق، فأنا أؤمن أنه إذا وُجِدَ الحب في القلوب، تغير الإنسان إلى الأفضل وأصبح ينعم بسلام داخلي سيعكسه للخارج وينشره على كل من حوله.

أحب التمثيل والكتابة

ما هي مواهبكِ الأخرى إلى جانب الغناء؟

أحب التمثيل والكتابة.

أنتِ فتاة عربية تعيش في أميركا، ما هي الصعوبات التي تواجهك في الحياة هناك؟

في أميركا لا توجد أي صعوبات من هذه الناحية، بل على العكس فإن الشعب الأميركي عندما يسمع صوتي يبدي إعجابه بأدائي وأجد الكثير من التشجيع، لكن العقبة الوحيدة التي أواجهها هنا هو عدم وجود الدعم المادي الكافي. إذا أردت أن تصنع أغنية تحقق نجاحاً باهراً، عليك أن تدفع الكثير من الأموال. لا أحد سيرعاك فنياً في أميركا حتى لو كان مؤمناً بموهبتك ما دمت لا تملك أموالاً طائلة تغطي تكاليف الإنتاج.

والدتك مصورة؟ ماذا تعلمت منها وكيف ترين نفسك من خلال عدستها؟

تعلمت منها التركيز على الهدف، فكثير من الصور تخرج مشوهة إذا لم نركز على التقاطها بشكل جيد. وتعلمت منها دراسة أي موضوع أو فكرة من جوانبها كافة، وكيف أسلط الضوء على الهدف قبل التقاط الصورة أي قبل بدء التنفيذ في أي مشروع.

سمعنا عن إنشاء دار أوبرا سعودية قريباً، هل تحلمين أن تصبحي أول فنانة سعودية تغني على خشبتها؟

أحلم إن شاء الله أن أكون أول مغنية وأن يكون لي شرف المشاركة في الافتتاح.

ماذا تغير في المجتمع السعودي منذ مغادرتك المملكة إلى الآن؟

السعودية من يومها دار للفنون وللمواهب، تحتوي الجميع وتدعم الجميع، وليس هناك أي اختلاف سوى في وجود أماكن لإظهار هذه المواهب مثل المسارح والمهرجانات، وهذا ما كان ينقص المواهب السعودية التي كانت غالباً ما تلجأ إلى الخارج لعرض مواهبها الفنية.

قرارات عدة شهدتها المملكة مؤخراً لاقت استحساناً كبيراً في المملكة، ماهو أكثر قرار أسعدك؟ ولماذا؟

الأفضل هو قيادة المرأة للسيارات بكل تأكيد.

ما هي نصيحتك للفتاة العربية الموهوبة؟

نصيحتي لها إذا وجدت القبول والدعم من أهلها في أن تظهر موهبتها، أن لا تتردد وأن لا يمنعها الخجل من إظهار موهبتها للعلن، وأن تضع هدفها نصب عينيها، وتؤمن به وتسعى جاهدة لتحقيقه.

كيف تحافظين على هويتك العربية في مجتمع منفتح كأميركا؟

من الصعب تماماً أن تلغي هويتك العربية في المجتمع الأميركي، فهي موجودة في المسام وفي القلب، وأنا أحافظ عليها عن طريق تذكير نفسي دوماً بأني فتاة عربية وسعودية، نشأت في بيت محترم، وأن أي تصـرّف سيئ سيصــدر مني، سيؤخذ ضد بلدي وأهلي، وأنا لن أقبل بذلك، لذا فأنا دائماً ما أكون حريصة على مراعاة هويتي العربية سواءً في أي فعل أو ملبس أو حديث.

من هن الفنانات العربيات اللواتي أثرن بكِ؟ ومن هن الأجنبيات؟

الفنانات العربيات كلهن رائعات. أنا أحب الاستماع للجميع وكل له طابعه المميز، لكن تؤثر بي «أم كلثوم» أكثر من غيرها من ناحية قوة الصوت وطول النفس والإحساس العالي، أما الأجنبيات فأحب سيلين ديون كثيراً.

فنان عربي تحلمين في تقديم «ديو» معه؟

أتمنى أن أقدّم «ديو» مع «فنان العرب» محمد عبده ومع راشد الماجد.
فنانة تحلمين أن تكوني مثلها؟

الفنانة أحلام الشامسي ونوال الكويتية وشيرين عبدالوهاب.

كان لك تجربة تمثيل، حدثينا عنها وهل تكررينها؟

شاركت في فيلم قصير مدته نصف ساعة. وفي تجارب الأداء، كان هناك حوالي 70 متقدماً من مختلف الوكالات الخاصة بالمواهب. وكان المخرج يطلب أن نؤدي بعض التصرفات النفسية المعقدة، على اعتبار أن الشخصية لديها حالة انفصام وقد أدّيت الدور بشكل متقن وفق تعليمات والدتي التي وجهتني لطريقة تعابير الوجه وحركات الجسد لمريض «الشيزوفرينيا»، بما أن والدتي خرّيجة علم نفس وأنا مدينة لها بحصولي على الدور، ولو عُرضت عليّ أدوار أخرى، طبعاً سأكرّر التجربة.

ما هو أجمل تعليق سمعتِه عنكِ؟ وما هو أسوأ تعليق؟

تعجبني التعليقات التي فيها مدح لموهبتي والدعاء لي بالهداية لمن يعارض هوايتي.

أسوأ التعليقات هي التي تشكك في جنسيتي ويكون فيها افتراءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

هل دمرت «السوشيال ميديا» حياة الناس؟

«السوشيال ميديا» لها منافع ومضار والعاقل فقط هو من يستخدمها بالشكل الصحيح بحيث لا تؤثر في علاقاته الاجتماعية وفي حياة الآخرين.

فتى أحلامي

ما هي مواصفات فتى أحلامك؟

بما أني مثل أي فتاة تحلم بالفارس الذي ستقضي معه عمرها، أتمنى أن يكون رزيناً متعلماً ومثقفاً، أريد أن أنظر إليه كل يوم فأتعلم منه أمراً جديداً، ويظل إعجابي به في ازدياد.

أحلم بالحصول على جوائز الـ Grammy

بماذا تحلمين؟

أحلم على المستوى الشخصي بالعالمية والحصول على جوائز الـ Grammy.

شاهدوا من هي بسمة العتيبي «ملكة المواهب العربية» 2019؟ على tv.sayidaty.net