ما علاقة الوزن بأمراض القلب والسرطان‏؟

السمنة وأمراض القلب والسرطان
الدكتور ستيفن نيسن، رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك
2 صور

‏‏يُعدُّ مرض القلب السبب الرئيسي الأول للوفاة حول العالم. وهناك علاقة وثيقة تربط بين السمنة وزيادة الوزن، وبين خطر الإصابة بأمراض القلب.

‏‏‏‏توصلت دراسة استقصائية جديدة أجراها مستشفى كليفلاند كلينكفي أوهايو الأميركية، إلى نتائج جديدة في ما يتعلق بمدى فهم ‏‏الأشخاص‏‏ للمسائل المتعلقة بزيادة الوزن، وعلاقتها بأمراض القلب. وبيّنت الدراسة أنه في الوقت الذي يدرك فيه معظم ‏‏الناس‏‏ (‏‏88% ‏‏ممن شملتهم الدراسة) أنّ هناك علاقة وثيقة بين القلب السليم والوزن الصحي، إلا أنّ معظمهم لا يقومون بما هو مطلوب - أو لا يقومون بأيّ عمل، لوضع حد للعوامل التي تؤدي إلى زيادة أوزانهم.‏

‏‎‎
‏‏وأوضحت الدراسة أنّ 74‏‏%‏‏ من المشاركين فيها أبدوا قلقهم بشأن أوزانهم، وأنّ 65% قلقون بالفعل من الإصابة بأمراض القلب بسبب أوزانهم الزائدة، في حين حاول 4‏‏3‏‏% منهم إجراء تغييرات في النظام الغذائي في سبيل إنقاص أوزانهم. في المقابل قال 40% من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم يعانون زيادة الوزن أو السمنة، إنهم لم يكونوا حذرين بشأن الأطعمة التي يتناولونها.‏

‏‏ ‏
‏‏ويُعزى جزء من المشكلة إلى أنّ العديد من الأشخاص لا يعرفون الأطعمة والمأكولات الجيدة التي تضمن صحة القلب. وقال واحد من كل خمسة (18%) من الذين شملتهم الدراسة، إنهم يعتقدون أنّ نظامهم الغذائي ليس له علاقة بصحة القلب، في حين يدرك (14%) منهم فقط، أنّ اتّباع النظام الغذائي المتوسطي – الذي يركز على الفواكه والخضروات الطازجة، والبروتين الخالي من الدهون - هو الأكثر فائدةً لصحة القلب. إضافة إلى ذلك، يعتقد حوالى نصف المستجيبين (46%)، أنّ الاعتماد على المُحلّيات الصناعية يُعتبر طريقة صحية لفقدان الوزن، على الرغم من الدراسات التي أثبتت عدم تقد‏‏يمها أيّ فائدة في ما يتعلق بفقدان الوزن.‏

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



‏‏ ‏
السمنة تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية
‏‏كما كشفت الدراسة أنّ هناك قلة الوعي لدى الكثيرين، حول الآثار المترتبة على الوزن الزائد، ومدى تأثيره على القلب والصحة العامة. وقد فشلت الأغلبية الساحقة من المشاركين في الاستبيان - (87%) و(80%) تباعًا - في معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض خطيرة كالسرطان والرجفان الأذيني، وهو عدم انتظام ضربات القلب، حيث تنبض حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بشكل سريع غير منتظم. وأظهرت الدراسة أنّ أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم الاستبيان، يعرفون أنّ هناك علاقة وثيقة بين السمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول السيّئ في الدم (54‏‏%‏‏) أو مرض الشريان التاجي (57‏‏%‏‏)، في حين أنّ ثلثي المشاركين (64‏‏%‏‏) لا يعرفون أنّ السمنة يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية.

‏‏ ‏

‏‏وتعليقًا على نتائج الدراسة، قال الدكتور ستيفن نيسن، رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك، "يفهم ‏‏معظم الأمريكيين بشكل عام أنّ زيادة الوزن أو السمنة مضرة بالصحة، إلا أنه على ما يبدو فإنّ نسبة كبيرة منهم لا يدركون أنّ الأسباب الرئيسية للوفاة والشلل، مثل السكتة الدماغية، والسرطان، وأمراض الشريان التاجي، جميعها تتأثر سلبًا بزيادة الوزن". ‏

‏‏ ضرورة التثقيف والتوعية‏
وأشار الدكتور نيسن إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لتثقيف وتوعية المرضى والعامّة، حول العواقب الرئيسية والآثار السلبية التي من الممكن أن تنجم عن زيادة الوزن، إلى جانب توضيح الفوائد التي سيجنيها الأشخاص الذين يحرصون على إنقاص أوزانهم والحفاظ عليها، موضحًا:‏‏ ‏‏"يحتاج المريض إلى فقدان (5%) فقط من وزنه، ليبدأ بملاحظة العديد من الفوائد والتغيرات الصحية".‏

‏‏ ‏

‏‏وأوضح الاستبيان أنّ (84‏‏%‏‏) جربوا في السابق طريقة واحدة على الأقل لإنقاص أوزانهم. وقال حوالى ثلثهم (30%) إنهم عادة ما يلتزمون بهذه الطريقة، لمدة تتراوح من أسبوع إلى شهر. وأشار البعض إلى أنّ عدم الاستمتاع بممارسة التمارين الرياضية (24%)، وعدم وجود وقت كافٍ (22%)، تُعتبر من العوامل الرئيسية التي تحول دون حفاظهم على وزن صحي. من جهة أخرى‏‏،‏‏ يعتقد معظم ‏‏الأشخاص‏‏ أنّ عملية التمثيل الغذائي في أجسامهم لها تأثير ضار في ما يتعلق بإنقاص الوزن، إذ تعتقد 60% من النساء و46%من الرجال، أنّ هذه العملية لا تصب في مصلحتهم.‏

‏‎‎

‏‏وأوضح‏‏ الدكتور نيسن‏‏، أنّ الأشخاص ‏‏قد يكونون ‏‏على صواب في أنّ عملية التمثيل الغذائي لديهم تحبط جهودهم الهادفة إلى إنقاص الوزن. ‏‏"‏‏بمجرد زيادة الوزن، يحاول الجسم الاحتفاظ بهذه الدهون الزائدة، ما يزيد من صعوبة فقدان الوزن. لذلك من الأفضل استشارة الطبيب لوضع استراتيجية منظمة لفقدان الوزن على المدى الطويل، حيث إنّ برامج فقدان الوزن بشكل سريع ليست فعّالة بما فيه الكفاية".‏

‏‎‎

‏‏

‏‎‎