مرض كرون والتهاب القولون التقرحي: من التشخيص إلى العلاج

اضطرابات الجهاز الهضمي تستدعي التدخل الطبي السريع

مرض الأمعاء الالتهابي، عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الصحية التي تؤثر على الجهاز الهضمي. وتتضمن أنواع مرض الأمعاء الالتهابي كلًّا من التهاب القولون التقرّحي، والذي يسبب التهابًا مزمنًا، وتقرحات في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة والمستقيم، فضلًا عن داء كرون، وهو عبارة عن التهاب بطانة الجهاز الهضمي، ينتشر في أغلب الأحيان عميقًا في الأنسجة المصابة. وعادةً ما يترافق التهاب القولون التقرّحي وداء كرون بالإسهال الدموي الشديد وآلام في البطن، والتعب وفقدان الوزن.

البروفسور علاء شرارة، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي، المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، يتحدث عن الموضوع، فيقول:
"يمكن أن يصاب الإنسان بمرض الأمعاء الالتهابي، بغضّ النظر عن عمره، لكنّ تشخيصه يتمُّ عادة بين سن 15-40 عامًا. وفي لبنان تزداد الحاجة لدراسات طبية بهدف فحص عوامل الخطر المحلية والأنماط الجينية للأمراض، والأنماط الظاهرية، والاتجاهات الزمنية الوبائية. ويلعب العبء النفسي الاجتماعي لمرض التهاب الأمعاء في لبنان، دورًا كبيرًا. وفي دراسة حديثة شملت 15073 شخصًا ، تمَّ تشخيص 8 منهم بداء كرون، و16 بالتهاب القولون التقرحي، الأمر الذي يعكس نسبة انتشار 53.1 لكل 100ألف شخص مصاب بداء كرون و106.2 لكل 100ألف شخص مصاب بالتهاب القولون التقرحي".

حاجة ملحة إلى العلاج
"يعاني كلٌّ من المتعايشين مع مرض الأمعاء الالتهابي، ومنكريه والمستسلمين له، من التأثيرات النفسية السلبية ومضيعة الوقت والطاقة في علاج الأعراض، بدلًا من التفكير في معالجة المرض على المدى الطويل. وينتهي المطاف بزيادة تأثيرات المرض على الخيارات الشخصية والمهنية. وتشير رؤيتنا إلى إحساس المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي، بالتقييد من جرّاء الأعراض وتأثير المرض على حياتهم. كما يعاني البعض الإحباط من جرّاء دوامة التشخيص من دون التوصل لإجماع حول كيفية علاج وضعهم الصحي. وهنا تبرز حاجة تعليمية مباشرة لدفع عجلة الرعاية متعددة التخصصات، عبر التشخيص المبكّر وعلاج الحالات المرضية المتقدمة"، أضاف البروفسور شرارة.

ضرورة التشخيص المبكّر
على مدار يومين، تولّت "تاكيدا" تنظيم المؤتمر الذي ركزت فعالياته على تأثير التشخيص المتأخر في تفاقم مرض الأمعاء الالتهابي، والأدوات المناسبة للتشخيص المبكّر والإحالة، والدور المهم الذي تلعبه منظمات المرضى للارتقاء بمستويات الوعي والتشخيص والعلامات العلاجية.

وسلط الحضور الضوء على مدى أهمية بذل الجهود الجماعية بين الحكومات والمجتمعات والمستشفيات وقطاع الرعاية الصحية على نطاق واسع، وذلك للتوعية بمدى خطورة مرض الأمعاء الالتهابي، وإيجاد السبل الكفيلة بتحسين حياة الأفراد الذين يعانون هذا المرض.


معدل الإصابات
وعلى الصعيد الدولي، يتراوح معدل الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي 0.5 - 24.5 حالة لكل 100 ألف شخص سنويًّا، بالنسبة لالتهاب القولون التقرّحي، و0.1 - 16 حالة لكل 100 ألف شخص سنويًّا بالنسبة لداء كرون. وبشكل عام، يبلغ معدل انتشار مرض الأمعاء الالتهابي 396 حالة لكل 100 ألف شخص سنويًّا. ويبلغ المعدل السنوي للإصابة بداء كرون في الشرق الأوسط 5 لكل 100 ألف شخص؛ بينما يصل معدل حالات التهاب القولون التقرّحي إلى 6.3 لكل 100 ألف شخص.

كما سلّط الخبراء الإقليميون الضوء على حاجة الدولة لتعزيز التوعية بمرض الأمعاء الالتهابي وتأثيراته على المرضى. وقد تسهم التوعية في الحدّ من ارتفاع معدلات الإصابة، بينما يمكن للتعرف إلى داء كرون وتمييزه عن التهاب القولون التقرّحي، أن يسهم في الحدّ من حالات لتشخيص الخاطىء بين شكلي مرض الأمعاء الالتهابي.

 


تطوير علاجات جديدة
"قد تكون أعراض مرض الأمعاء الالتهابي غير متوقعة بالنسبة للمرضى. وتتمحور أعمالنا حول فهم التحديات المشتركة التي تُملي احتياجات كل من المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي والأطباء الذين يعالجونهم. وتسهم الشراكات والأبحاث المستمرة في منحنا نظرة قريبة على تجربة المريض من وجهات نظر مختلفة، والعمل على توفير العلاج الكفيل بتأمين الشفاء من المرض. وعلاوة على ذلك، تعتزم شركة تاكيدا للصناعات الدوائية، الإعلان عن نتائج أول تجربة مباشرة بين العلاجات البيولوجية المعنية بمرض الأمعاء الالتهابي، خلال المؤتمر الأوروبي لداء كرون والتهاب القولون التقرّحي في كوبنهاغن، والذي من المقرر انطلاق فعالياته في مارس من هذا العام"، أشار الدكتور ماجد كامل، المدير التنفيذي للخدمات الطبية والتنظيمية وضمان الجودة في شركة "تاكيدا" في الشرق الأدنى، ومنطقة الشرق الأوسط.