شاهد.. «جزيرة الأفاعي» يعيش فيها 4 آلاف أفعى من أكثر الأنواع القاتلة

الأفاعي الذهبية رمحية الرأس
تضم 4 آلاف أفعى
تارا براون من برنامج 60 دقيقة
براون خاضت المغامرة
جزيرة الأفاعي القاتلة
من عمل البعثة باستخراج السُم
الجزيرة بطول 1.5 كيلو متر وعرض 500 متر فقط
جزيرة الأفاعي
تارا وبريان متوجهان للجزيرة
إحدى الأفاعي الذهبية رمحية الرأس من الجزيرة
العلماء يخرجون السم من الأفاعي
فيها 4 آلاف أفعى ذهبية رمحية الرأس
قائد البعثة العالم الأسترالي بريان فراي
14 صور

جزيرة نائية، لا يسكنها أي إنسان، بل لا يستطيع أن يصلها أي شخص دون أن يسري سُمّ آلاف الأفاعي في عروقه قبل أن يلاقي مصيره المحتوم. هذا قد يكون من أكثر سيناريوهات أفلام الرعب إثارة للقشعريرة والخوف في النفوس، إن لم يكن أكثرها على الإطلاق. لكن كل ما سبق وذكرناه، هو حقيقة أجبرت الملايين من الناس أن لا تطأ أقدامهم هذه الجزيرة التي تقع على سواحل البرازيل. حتى أن أشد العلماء والباحثين شجاعة، لا يمتلك الجرأة لمجرد التفكير بالذهاب إليها.
إنها «جزيرة الأفاعي»، إحدى أخطر الأماكن في العالم كله، والتي تحتوي على ما يزيد عن 4 آلاف أفعى من الأفاعي «الذهبية رمحية الرأس»، التي تُعرف بأنها من أشد أنواع الأفاعي سُميّةً، وأن الموت المزروع في أنيابها كفيل بأن يُذيب لحم الإنسان تماماً. ولكن رغم كل هذا الذعر والموت على هذه الجزيرة، إلا أن الحياة لا تزال لم تخلُ بعد من بعض الشجعان المغامرين.


علماء أستراليون.. أم مقاتلون لا يعرفون الخوف..؟


تنقل لكم «سيدتي»، عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، الرعب الذي قرر فريق من العلماء أن يخوضوه في هذه الجزيرة. علماء شجعان وضعوا أرواحهم بين أيديهم لخدمة الإنسانية والعلم. وأبحروا صوب جزيرة تُدعى «إيلها دي كويمادا غراندي» أو كما تشتهر بين الجميع بـ«جزيرة الأفاعي»، قاصدين سُمّ الأفاعي الـ 4 آلاف التي تعيش هناك. في محاولة منهم لإنتاج مَصْلٍ مضادٍ للسم يكون بجودة أعلى وأكبر من المعروف الآن.
في الدراسات القليلة التي أجريت في أوقات سابقة على الأفاعي «الذهبية رمحية الرأس» التي تعيش على هذه الجزيرة، اكتشف العلماء بأنها تعتبر أكثر فتكاً بـ 5 أضعاف من النوع نفسه لهذه الأفاعي، التي تعيش في أماكن أخرى في البرازيل أو في باقي أنحاء العالم. كما أشار العلماء سابقاً إلى أن الأفاعي الـ 4 آلاف التي تعيش هناك، تمكنت خلال الحقب الزمنية الماضية، من أن تطور سُمّها القاتل على نحو كبير، بحيث يُصبح قادراً على قتل فرائس تفوق هذه الأفاعي حجماً بعدة مرات. وهذا من ضمن الأسباب التي دفعت فريق العلماء الذي ذكرناه، إلى اختيارها تحديداً لإنتاج مَصْلٍ مضادٍ للسم.
فريق العلماء بدأ رحلة طويلة بقيادة العالم الأسترالي الرائد «بريان فراي»، العالم المختص بأحياء الجزيئات، إلى هذه الجزيرة الخطرة، والتي تقع على بعد 33 كيلومتراً قبالة أحد شواطيء البرازيل. وأظهر هذا الفريق العلمي رباطة جأش عظيمة جداً في البحث عن هذه الأفاعي الفتّاكة والإمساك بها، وكان كل واحد منهم يتمتع بأعصاب حديدية بكل تأكيد للقيام باستخراج السُمّ من هذه الأفاعي. وفي حديث لـ«فراي» حول البعثة قال: «مع هذه الأفاعي سيكون الموت مؤلماً جداً. سوف تموت وأنت تصرخ».


 تحدت رعب الأفاعي ورافقت البعثة العلمية


كان قراراً جريئاً وشجاعةً كبيرة، عندما قررت الإعلامية الأسترالية الشهيرة، «تارا براون»، مقدمة برنامج «60 دقيقة» 60 minutes، أن تنضم إلى البعثة العلمية التي يقودها «بريان فراي» إلى جزيرة الأفاعي، ورغم أنها على اطلاع قليل كما قالت على هذه الكائنات الخطيرة، إلا أنها وافقت على الذهاب هناك. حيث كانت هي وفريقها أول فريق إعلامي أسترالي تسمح لهم السلطات البرازيلية بالذهاب إلى الجزيرة، التي يحظر زيارتها إلا بتصريح رسمي.
من تقرير «تارا براون»:

 

وتنقل لكم «سيدتي» ما كتبته «براون» في مقالها لموقع «9 نيوز 9news» عن هذه التجربة، حيث قالت إنها تحترم الأفاعي عموماً وتجدها مخلوقات رائعة، رغم أنها لا تعرف الكثير عنها، وفي بداية الأمر لم تكن متحمسةً كثيراً لهذه الرحلة التي لم تكن واضحة المعالم بعد. ولكنها عندما عرفت الوجهة التي سوف تذهب إليها، وأنها تُسمى «جزيرة الأفاعي» وتسكنها الآلاف من هذه الأفاعي القاتلة، شعرت بخوف لا يُصدق.
وتابعت «براون» بأن جزيرة الأفاعي صغيرة إلى حد ما، فهي بطول لا يتجاوز الـ 1.5 كيلومتراً، أما عرضها فهو 500 متر فقط، الأمر الذي يجعل عدد الأفاعي فيها خطير إلى حد لا يمكن تخيله. إذ أننا سنجد 35 أفعى «ذهبية رمحية الرأس» في كل متر مربع على الجزيرة. وأضافت الإعلامية أن مرشدها الدكتور «فراي»، ليس شخصاً عادياً، بل عالماً مهووساً بالأفاعي، وأن هذه الزيارة الثالثة له إلى الجزيرة البرازيلية الفريدة، لكن شغفه بالأفاعي وهدفه بالحصول على مصل للسُمّ جعلها تطمئن أنها ستكون بأيدٍ أمينة.
«تارا براون»، التي أصبحت على اطلاع واسع بما يخص حياة الأفاعي، قالت في مقالها أنه ومنذ ما يقارب الـ 11 ألف عام، قام الناس بعزل الأفاعي عن البرّ الرئيسي، جراء ارتفاع مستوى سطح البحر في ذلك الوقت. لكنها وطوال هذه القرون من الزمن، تمكنت من أن تتطور بشكل مثير للاهتمام ولا يمكن تصديقه. فقد تعلمت هذه الثعابين أن تصطاد وتأكل الطيور المهاجرة الكبيرة، وغيرها من المخلوقات التي تفوقها حجماً.
وأردفت «براون»، أن سكان البرازيل يتعرضون لما يزيد عن 30 ألف لدغة ثعبان في كل عام، يموت من المصابين بها حوالي 150 شخصاً. لذلك فإن إيجاد مصل قوي وذي جودة عالية ضد السموم، يعتبر أمراً غاية في الأهمية، وسوف يكون مفتاحاً لإنقاذ حياة الآلاف من الناس هناك.


مغامرون غير شرعيين يخاطرون بحياتهم..


على الرغم من أن السلطات البرازيلية لا تسمح لأي أحد بوصول الجزيرة إلا بتصريح رسمي، إلا أن بعض المغامرين المهووسين بالتشويق، يقومون على الدوام برحلات غير شرعية إلى هناك، كما أنهم يصطادون بعض تلك الأفاعي التي قد يبلغ ثمن الواحدة منها 30 ألف دولار أمريكي. إنهم يعرضون حياتهم لمصير محتوم وخطر في سبيل ذلك.