الصحفية والناقدة السعودية سهى الوعل: لماذا يا شيرين عبد الوهاب؟

الصحفية والناقدة السعودية سهى الوعل

لن أطالبَ شيرين بالتوقف عن الكلام والاكتفاء بالغناء؛ لأنها ـ ببساطة ـ لا تستطيع ذلك؛ فشيرين تعيش على الكلام وليس الغناء، نحن من يعيش على غناء شيرين، لدرجة أنني أصبحت شبه واثقة أننا أكثر حرصًا عليها كفنانة من نفسها، حتى إنها في آخر ظهور برامجيّ لها مع وفاء الكيلاني، قالت: «حسام حذرني من كثرة ذكر اسمه.. يريدني أن أتحدث عن أموري الفنية أكثر».. فكانت تلك الحلقة وكأنها عنه هو فقط!!

قد تكون شيرين بسيطة، ولكنها ليست عفوية، بل تعني ما تقول، وغالبًا ما تعي العواقب، لكنها لا تكون جاهزة لها، ليست هناك مؤامرة ضد شيرين، ولا يصحُّ أن نسأل «لماذا شيرين دون غيرها؟»، فالمسؤول من حقه أن يستشعر أن تلك الفنانة تتحدَّاه وتتحدى الاتفاقات المبرمة بينهما، ولذلك من الطبيعي جدًّا أن يتعامل معها بحزم قد لا يتعامل به مع من يقترفون أخطاء تتجاوز أخطاءها.

نقيب الموسيقيين استدعى شيرين لأكثر من مرة سابقًا؛ حتى تُبَرِّرَ بعضَ مزْحَاتِهَا عن مصر في مسارح خارجية، ولم يَتَّخِذْ في حقِّها إجراءً صارمًا في أي مرة من تلك المرَّات، أولًا بسبب الدعم غير المسبوق الذي تحظى به من زملائها الذين لا يملُّون دعمها وإيجاد الأعذار لها، وثانيًا بسبب الإعلام الذي يضع علامات استفهام أكبر من القضية نفسها، مما يأخذها إلى مكان آخر تمامًا، وثالثًا بسبب الجمهور العاطفي الميال لنظرية المؤامرة، ورغم ذلك تُصِرُّ شيرين على إثارة غضب من أصبح شغلهم الشاغل مراقبة زلاتِها ومحاسبتها عليها ولو لمرة واحدة؛ حتى لا تعود لاستخدام مبرر العفوية.

شيرين فنانة اعتادت النِّعَمَ، فالجميع يحبُّها ويقدِّرها ويتعامل معها بتسامح، وهي في المقابل تحبُّ لعبة الضحية وتمارسها باستمرار، ولا أراها شخصًا يتحدث دون تفكير، بل على العكس تمامًا.. شيرين تفكر و«تلطش».. سواء على المسرح أو عَبْرَ لقاءاتها التلفزيونية، ومن ثَمَّ تبكي وتطلب تَدَخُّلَ الجميع، حتى وصلت إلى المطالبة بتدخل «الرئيس»، رغم أنها تعلم جيدًا ـ وقَبْلَنَا جميعًا ـ أن الأمر سينتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة، لكنها سياسة «نسائية» بحتة، لطالما اعتمدتْها وستستمرُّ في اعتمادها.

هاني شاكر في المقابل يعاني الأَمَرَّيْنِ جماهيريًّا بسبب شيرين؛ فصورة الفنان المتعقِّل الهادئ اهْتَزَّتْ كثيرًا بسببها؛ لأنها تلعب على وَتَرِ الجمهور العاطفي، بينما يقوم هو بدوره كنقيب لا يَقْبَلُ بالتحديات العلنية المتكرِّرة، ولذلك من لا يعلم خفايا الأمور لن يفكر لأبعد من كونِه نقيبًا قاسيًا يستخدم صلاحياته للإطاحة بفنانة عفوية مكسورة الجناح. ولكن، هل تفعل شيرين كل ما تفعله عمدًا للإطاحة بهاني شاكر أو تصفية حسابات شخصية عالقة معه؟ خاصةً أنها في مداخلتِها الباكية خاطبت الرئيسَ ولم تخاطب النقيبَ، مما أوحى بأنه آخر شخص قد تلجأ إليه، لذلك أصبح الجمهور يتساءل: هل يستحقُّ هاني شاكر لقبَه ومنصبَه؟!

الحملة التي قادها نجومُ الصف الأول، والتي نادرًا ما تحدث من أجل نجوم أهم من شيرين ـ مثل جورج وسوف على سبيل المثال ـ ، أسهمت كثيرًا في تعزيز نظرية المؤامرة ضد شيرين، رغم أنها نظريةٌ ضعيفة للغاية، لكنها النظريةُ المُنْقِذَةُ بالنسبة لها في كل مرة. وأظن أنه ليس من المفترض أن يكون السؤال «لماذا شيرين؟»، فلا أحد يملك الإجابة غيرها، بل الأصح أن نتوجَّهَ بالسؤال إليها مباشرةً: «لماذا يا شيرين؟»!!