د. حنان بلخي لسيدتي : عدد الطبيبات الجديرات بالمناصب القيادية قليل لهذه الأسباب


احتفت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض مؤخرًا بمناسبتين، الأولى تعيين الدكتورة إيناس العيسى مديرًا للجامعة بأمر ملكي، أما الثانية فإعلان الجامعة أسماء الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميز النسائي في دورته الثانية في مجالات الطب، والمبادرات الاجتماعية، والأدب والفنون، وهن الدكتورة حنان بلخي، والدكتورة هدى المنصور، ولطيفة الشعلان، وتسنيم السلطان.

«سيدتي» التقت الدكتورة حنان بلخي الفائزة بالجائزة في حقل الطب، إضافة إلى ترشيحها لمنصب مساعد مدير منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، وسألتها عن إنجازاتها العلمية والعملية، خاصةً في مجال الأمراض المعدية ومكافحة العدوى.

سعيدة جدًا بالجائزة، ولا يسعني إلا أن أشكر اللجنة المنظمة ولجنة تحكيم الجائزة على جهودهم، ورفع اسم المرأة والطبيبة والعاملة إلى أعلى المراتب.

 

 

فخر واعتزاز

تم اختياركِ من قِبل منظمة الصحة العالمية مساعدًا لمدير المنظمة لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، كيف تم ترشيحكِ واختياركِ وبماذا شعرتِ يومها؟

تم ترشيحي من قِبل الدكتور توفيق الربيعة، وزير الصحة. يومها شعرت بالفخر والاعتزاز، وبالمسؤولية أيضًا تجاه بلدي أولاً، والعالم ثانيًا، وذلك لما يحمله ملف مقاومة المضادات الحيوية من أهمية كبيرة، حتى إن منظمة الصحة العالمية أفردت له ملفًا خاصًا به، سيكون من مسؤوليتي.

عملكِ في منظمة الصحة العالمية ماذا سيضيف لكِ؟

هذا المنصب، هو الأمثل لمتابعة مسيرتي العملية في مجال الأمراض المعدية ومكافحة العدوى، إذ ستزداد خبرتي أكثر، وستمتد جهودي لتشمل معالجة المشكلة ليس فقط على مستوى الإنسان، بل والحيوان والنبات أيضًا.

حصلتِ على عديدٍ من المناصب قبل تعيينكِ مساعدًا لمدير منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، حدِّثينا عن تلك المناصب؟

عملت مديرًا لإدارة مكافحة العدوى في وزارة الحرس الوطني، ومديرًا لقسم أبحاث الأمراض المعدية في مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، ومديرًا للمركز التعاوني لمكافحة العدوى ومقاومة المضادات الحيوية، ومديرًا للمركز الخليجي لمكافحة العدوى، كما تم اختياري في أكثر من عشر لجان تابعة لمنظمة الصحة العالمية خلال الأعوام العشرة الماضية.

 

 

الكفاءة والخبرة

بعد إطلاق «رؤية 2030» هل أخذت المرأة السعودية حقها كاملاً في التمكين في المجال الطبي خاصة، والمجالات الأخرى عامة؟

تمكين المرأة، أو أي شخص بشكل عام، يجب أن يكون على أساس الكفاءة والخبرة. عدد الطبيبات الجديرات في المناصب القيادية لدينا ما زال قليلاً لأسباب عدة، منها: عدم شعور المرأة بالراحة عند الدخول إلى عالم يحكمه الرجل، وعدم رغبة المرأة في الأساس في الوجود بالإدارة، وأحيانًا الخوف من خوض تجربة غير ناجحة.

التمكَن من الإدارة بشكل جيد مثل الأبحاث خصلة يجب تنميتها في الطفل والطفلة منذ الصغر. بشكل عام أرى أن المرأة السعودية حصلت على فرص رائعة بعد إطلاق الرؤية المباركة، والحمد لله، أثبتت نفسها في كافة المجالات التي دخلتها، والأفضل قادم بإذن الله لأولادنا وبناتنا.

هناك مَن يقول: إن الطريق ما زال غير ممهد للمرأة السعودية في المجال الطبي ومجال الأبحاث، كيف تردين؟

طريق الأبحاث، عمومًا، ما زال شاقًا جدًا، سواء للمرأة، أو الرجل، فعدم نضوج البيئة التي تُنمِّي، وتعطي الأولوية للأبحاث، وعدم وجود عقلية الباحث عند كثير من الممارسين الصحيين والمشرفين على الجهات الداعمة للأبحاث، وعدم الثقة في المساحة المتاحة للأبحاث العلمية، كلها عوائق أمام البحث العلمي في السعودية. هذه العوائق يمكن تجاوزها، وسيأتي اليوم الذي يتم حل معظمها، خاصة بعد إطلاق «الرؤية السعودية 2030»، وسعي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان إلى وضع السعودية في قلب الدول المتقدمة علميًا.

 

 

فيروس الإنفلونزا

ما الذي جذبك لتخصص الأمراض المعدية؟

تخصَّصت في علم الأمراض المعدية، لكنني عملت بشكلٍ موازٍ في مجال مكافحة العدوى على مدى أكثر من 20 عامًا. والذي يركز على جميع العوامل التي يمكن أن يكون لها دور في انتقال العدوى إلى المريض، والممارس الصحي، ومرافق المريض في بيئة المنشآت الصحية والمجتمع، ويركز أيضًا على العوامل التي تحفز الجراثيم على مقاومة المضادات الحيوية.

فيروسٌ اكتشفتِ بأنه الأخطر على البشرية؟

فيروس الإنفلونزا. هذا الفيروس أراه الأخطر على البشر، حيث ينتقل بسهولة، وقد تعاملنا مع «جائحتين» من الإنفلونزا في السابق: إنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير. التحدي في مكافحة الإنفلونزا يكمن في صعوبة الإلزام ومراقبة الالتزام بسياسات مكافحة العدوى. أما الفيروس الأكثر خطرًا على السعودية، فهو «كورونا»، والحديث حوله يطول. في المجتمع الطبي، وفي مقدمتهم المتخصصون بالأمراض المعدية، تحوُّل أحد الفيروسات النزفية، مثل إيبولا، أكثر ما نخشاه.

بيئة مهيأة

ما المعوقات التي واجهتكِ؟

لم أواجه معوقات تذكر، فبيئة المنزل كانت مهيَّأة تمامًا للتركيز على الدراسة. لقد أكرمني الله بوالدين جُلُّ اهتمامهما تعليم أبنائهما.

نجاحكِ إلى مَن تهدينه؟

إلى أبي وأمي بالتأكيد، خاصة أمي. هي سيدة مميزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أما والدي فكان يرى أن في مقدورنا تحقيق أي حلم مهما كان، ودائمًا ما كان يردد «زرع... حصد».

كيف توفِّقين بين العائلة والأبحاث الطبية؟

في مراحل حياتي العملية الأولى، اضطررت إلى التضحية بكثير من أمور الحياة الاجتماعية، ولم أندم يومًا على ذلك. كان تركيزي ينصب على العمل والبيت فقط، لكنني عوَّضت بعدها ما فاتني من الحياة الاجتماعية، والحمد لله على توفيقه.

ما الهوايات التي تمارسينها؟

أهتم بممارسة الرياضة، والقراءات الأدبية.

ما رأيك في وسائل الإعلام، وكيف تصبح أكثر فاعلية؟

وسائل الإعلام تضع للمرأة ملامح غير منطقية، إذ تركز غالبًا على الشكل وتترك المضمون. أتمنى رؤية الإعلام يسلِّط الضوء على إنجازات المرأة عامة، والسعودية بشكل خاص، والرجل السعودي أيضًا، ما يحفز الجيل الجديد على الإبداع والتعلم.

وتعاون وسائل الإعلام والأجهزة الصحية مهم للغاية لتعريف القارئ بحقيقة ما يدور في الحقل الطبي، وسيكون له أثر إيجابي كبير في معالجة كثير من الأمور الصحية، مثل التطعيمات، والمضادات الحيوية.

ما القرار الذي اتَّخذتِه، أو لم تتخذيه ثم ندمتِ عليه؟

ندمت على عدم تعلم واحتراف هوايات غير طبية، مثل تعلم اللغات، والغوص.

أقوى المراكز الطبية

ماذا تتمنين لوطنك؟

أتمنى أن تحتضن السعودية أقوى المراكز الطبية عالميًا، وتنافس هارفارد، وجونز هوبكنز، وأن تقود العالم في مجال الأبحاث، خاصة أبحاث الأمراض المعدية. حلمت بذلك فور عودتي من دراسة التخصص عام 1999، والحمد لله، أرى أن الحلم يتحقق على أرض الواقع.

التك للمرأة السعودية؟

لا تخافي من الحلم، واعملي بجدٍّ لتحقيق حلمكِ، وأعطي كل ذي حقٍّ حقه، واستمتعي بوقتك في العمل، وكزوجة وأمٍّ.

كل دور له طعم خاص لذيذ، وكل دور له وقته. أستثني أمي من الرسالة، فلا يمكنني توجيهها إلى مَن ألهمني إياها.

 

 

بطاقة الدكتورة حنان بلخي

 تخرَّجت في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1991.

 حصلت على البورد الأميركي في طب الأطفال من الولايات المتحدة الأميركية عام 1993.

 وحصلت على البورد الأميركي في طب الأمراض المعدية للأطفال 1999. وعلى درجة الأستاذية من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية.

 عضوةٌ منتخبة في الجمعية السعودية للأمراض المعدية لدى الأطفال.

 عضوةٌ منتخبة في جمعية شمال أميركا لعدوى المستشفيات «SHEA»، واللجنة العلمية الأوروبية للمايكروبايولوجي والأمراض المعدية «ECCMID»، واللجنة العلمية للمؤتمر العالمي لمكافحة العدوى «ICPIC»، ولجان تابعة لمنظمة الصحة العالمية.

 حصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية المميزة.

 

  وسائل الإعلام تضع للمرأة

ملامح غير منطقية، تركز غالبًا على الشكل وتترك المضمون

عدم نضوج البيئة التي تُنمِّي، وتعطي الأولوية للأبحاث، عوائق أمام البحث العلمي في السعودية المرأة حصلت على فرص رائعة بعد إطلاق الرؤية، وأثبتت نفسها في كافة المجالات

 

الدكتورة إيناس العيسى مديرة جتمعة نورة

 أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عدة قرارات ملكية، منها أمر ملكي بتعيين الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بالمرتبة الممتازة.

والدكتورة إيناس حاصلة على بكالوريوس في العلاج الطبيعي، كما حصلت بعد ذلك على الماجستير في ذات التخصص، ومن ثم حصلت على الدكتوراه في مجال التشريح وبيولوجيا الأعصاب بامتياز من كلية الطب بجامعة دالهاوزي في كندا.

 

 

أهم المناصب التي شغلتها:

 وكيلة كلية التمريض، وكيلة أقسام العلوم والدراسات الطبية، ثم عميدة لنفس الأقسام، ثم وكيلة للجامعة لشؤون الطالبات وذلك في جامعة الملك سعود، وهي عضو هيئة تدريس بكلية العلوم الطبية التطبيقية، وأيضًا شغلت منصب مستشار مكتب مدير جامعة الملك سعود، إضافة إلى عملها كمستشارة غير متفرغة بمستشفى التأهيل في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وتترأس كذلك لجنة البحوث في الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي، وهي مستشارة التأهيل المتخصصة في إدارة آلام أسفل الظهر، وعضو اللجنة التوجيهية للاعتماد الأكاديمي، وعضو لجنة البحوث في مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.

حصدت الدكتورة إيناس العديد من الجوائز نظير أبحاثها العلمية التي نشرت في مجلات محلية وعالمية معروفة، ومنها جائزة التميز العلمي في مجال أبحاث الرعاية الصحية، من جامعة هارفارد الأميركية فرع دبي في عام 2007.

 

 

اعتمد مجلس الوزراء جائزة التميز النسائي في عام 2015، وتتمثل أبرز ملامح اللائحة المنظمة للجائزة في ما يأتي:

فروع الجائزة:

 فرع الدراسات النظرية، وتمنح جائزته في أربعة مجالات، وهي: الأدب، والدراسات الإنسانية، والعلوم الطبيعية، والعلوم الصحية.

 فرع يختص بالأعمال التطبيقية المنفذة، وتمنح جائزته في أربعة مجالات، وهي: الأعمال الاجتماعية، والمشاريع الاقتصادية، والأعمال الخيرية، والأعمال الفنية.

 تمنح كل فائزة درع الأميرة نورة وشهادة تقدير مع مبلغ مائة ألف ريال، وذلك في حفل سنوي.

 

 

أسماء الفائزات بالجائزة في دورته الثانية:

 حقل الطب: الدكتورة حنان بلخي

لإسهاماتها في مجال مكافحة الأمراض المعدية محليًّا وعالميًّا وتسليط الضوء على الأمراض المعدية الأكثر انتشارًا في السعودية ومنطقة الخليج.

 حقل المبادرات الاجتماعية: الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن المنصور

وذلك لمساهمتها في خدمة صحة المجتمع عن طريق إطلاق مبادرة «مكافحة أمراض الدم الوراثية» الأكثر انتشارًا في السعودية، والتي تهدف إلى رفع الوعي العام بأسباب انتشار الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي الناجم عن الزواج بين شخصين مصابين، وضرورة تطبيق آلية الحد من الإصابة بالمرض من خلال فرض إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج. والدكتورة هدى حاصلة على دراسة درجة ما بعد الماجستير في الصحة العامة بامتياز، ولديها 10 براءات اختراعات مسجلة دوليًّا.

 حقل الأدب: الدكتورة لطيفة الشعلان

لدورها المميز في الكتابة بالصحف المحلية على مدى عشرين عامًا، وقد عالجت خلالها عددًا من القضايا، مثل: تمكين المرأة، متبعة في ذلك الطرح والتحليل الموضوعي المدعم بالحجج العقلية والواقعية مع جمال العرض والأسلوب واللغة، وهي حاصلة على دكتوراه الفلسفة في علم النفس، وعضو مجلس الشورى.

 عن حقل الفنون: تسنيم السلطان

تكريمًا لتوثيقها حركة تنمية المرأة في السعودية، وهي مصورة بحثية متجولة حول العالم تركز على لقطات الحياة اليومية، وتوثيق القضايا الاجتماعية والحقوقية في السعودية والخليج العربي لنقل الصور الحقيقية. تنشر أعمالها في نيويورك تايم وناشيونال جيوغرافي، ولها العديد من الجوائز الدولية.

يذكر أنّ الدراسات الإنسانية تم حجبها لعدم توفر أعمال تندرج ضمن الدراسات البينية، كما حجبت المشاريع الاقتصادية لعدم توفر أعمال ترقى إلى مستوى الجائزة.

 

author
الرياض - لميس سامي
رقم العدد
1990
Photographer
تصوير - عبدالعزيز النزهة
Slideshow
publication_date_other