يسرا: فنانو مصر أول الداعمين للانفتاح الثقافي في السعودية..


تزداد إطلالتها إشراقة مع مرور الوقت، لتؤكد دوماً أنها صاحبة ظهور مختلف وأناقة مميزة ولتظل متربعة على عرش النجومية سنوات طويلة. إنها الممثلة يسرا التي أوضحت في حوارها مع «سيدتي»، أسباب انسحابها من السباق الرمضاني لهذا العام، كاشفةً عن مشروعاتها الفنية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة القادمة.

بداية من مشاركتك في «ورشة سكرين بوز لدعم المواهب السعودية فنياً»، ما رأيك بتلك الخطوة وبالانفتاح الثقافي الذي نشهده في المملكة؟

أعتقد أن تقديم محاضرات لكتابة السيناريو في المملكة العربية السعودية، خطوة هامة ليستفيد منها الشباب السعوديون الموهوبون فنياً، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه وسط هذا الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة خلال تلك الفترة، خصوصاً أن السعودية فتحت مجالات كثيرة مؤخراً على صعيد الفن والإعلام والثقافة. والتبادل الثقافي الذي يحدث الآن بين مصر والسعودية أمر طبيعي، وذلك يعود إلى العلاقة التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين، وبالتالي لا بد أن تكون مصر- بفنانيها ومثقفيها وشعبها - أول الداعمين لخطوات الانفتاح الثقافي والفني في المملكة.

قال المنتج جمال العدل إن سبب خروج مسلسلك ومسلسل نيللي كريم هذا العام من السباق الرمضاني، الرقابة على المصنفات الفنية. فما حقيقة هذا الأمر؟

أعتقد أن المنتج جمال العدل أصلح من يرد على هذا الأمر، فأنا حقيقة لا أعلم السبب الحقيقي وراء توقف تصوير المسلسلات.

لكن كان من المقرر أن يبدأ تصوير مسلسلك «بيت العيلة» نهاية فبراير (شباط) الماضي وتفاجأتِ بتوقف التصوير. فكيف استقبلتِ الأمر؟

الحقيقة لم أكن متفائلة بأننا سنبدأ التصوير، خاصة لضيق الوقت، وحلول شهر رمضان مبكراً هذا العام. ولم أكن واثقة أننا سنتمكن من تصوير الكثير من المشاهد خلال مدة شهرين، ولكن في كل الأحوال لم يكن لديّ استعداد كافٍ للدخول في التصوير، وهذا العام أفضل أن أجلس في منزلي وأتابع الدراما الرمضانية كمشاهدة وآخذ قسطاً من الراحة.

 

 

لنا مكانة لن تهتز

شاهدنا مؤخراً الكثير من العناوين الصحفية ومعظمها حمل شعار «أن الشباب سحبوا البساط من نجوم رمضان». فهل يُحسب الفن بتلك الطريقة؟

هذه الألقاب تخرج من الصحافة وليس من النجوم أو الفنانين الشباب، سيظل النجم نجماً «حتى لو مات.. مش لو مشتغلش»، وفكرة غياب النجوم عن موسم درامي، أمرٌ طبيعي يحدث عادة أن نعمل عاماً وآخر لا، أو نعمل أعواماً ونتوقف عاماً نتيجة ظروف طارئة. تلك هي صناعة الفن، وهذا لا يعني أن هناك من «سحب البساط من تحت أقدامنا»، فنحن لنا مكانة لن تهتز، وجيل الشباب من الفنانين يدرك جيداً قيمة النجوم الكبار، فهم لا يفكرون بتلك الطريقة التي يتم ترويجها، ولكن يجتهدون لتقديم أعمال توصلهم بمرور الوقت لمكانتنا نفسها. وإذا سلمنا بتلك العناوين التي لا أساس لها من الصحة، فهل يعني ظهور جيلنا أنه «سحب البساط من تحت أقدام الجيل السابق»، بداية من السيدة فاتن حمامة والراحلة سعاد حسني وغيرهما؟ هذا غير صحيح، ولكنهم انسحبوا في التوقيت الذي اختاروه، وظلت نجوميتهم لا يمكن المساس بها وتاريخهم قائم حتى الآن. الأمور لا تُحسب صراعات وهو أمر غير موجود في الواقع، بل تُحسب تاريخاً وإرثاً فنياً يجتهد عليه الفنان طوال مشواره ليصل لمكانة جماهيرية تضع اسمه في ذاكرة الفن في مصر وفي العالم العربي، وهذا أمر يسعى له الجميع.

ننتقل إلى فيلم «كرو». بعد عمل عامين، انتهى عرض الفيلم بأزمة في مهرجان شرم الشيخ السينمائي. فكيف استقبلتِ الأمر؟

الحقيقة لم أكن هناك وقت عرض الفيلم وكنت خارج البلاد، وليست لديّ تفاصيل كاملة عن ما حدث هناك، ولكن علمت أن مخرج الفيلم إسلام رسمي رأى أن طريقة عرض الفيلم لم تكن جيدة، وهو ما دفعه لطلب سحب عرض الفيلم من مهرجان شرم الشيخ، وهو من يملك التفاصيل الكاملة لما حدث هناك.

تعودين للسينما أخيراً بفيلم «قد المقام» مع المنتج أحمد السبكي.. ما الذي شجعك على تلك الخطوة؟

ما شجعني أن القصة جديدة علينا وعلى الجمهور الذي سيشاهدها، وتلك المرة الأولى التي أتعاون فيها مع أستاذنا الكاتب إبراهيم عيسى وهذا شرف لي، أيضاً سعيدة بالتعاون مع المخرج ماندو العدل؛ لأنه مخرج شاطر ولديه نظرة فنية مختلفة دائماً لما يقدمه، ويحرص على تقديم أبطال العمل بأفضل صورة، وأيضاً أن يصل العمل إلى الجمهور بشكل احترافي.

أما عن التعان مع المنتج أحمد السبكي، فهذا هو التعاون الأول بيننا، وآل السبكي من أكثر المنتجين الذين عملوا للسينما ومن أجل السينما، وفي فترة من الفترات أقدموا على الإنتاج السينمائي في وقت تراجع فيه المنتجون نتيجة الظروف الاقتصادية، إلا أنهم أصروا أن تظل دور العرض مفتوحة، وألا يتوقف الإنتاج السينمائي تحت أي ظرف، وسبق لي أن تعاونت في تلك الفترة مع المنتج محمد السبكي بفيلم «جيم أوفر»، وسعدت بالعمل معه، وشرفت أيضاً بالتوقيع مع المنتج أحمد السبكي.

كان من المقرر مشاركتك في مؤتمر «الإعلام الثقافي» للحديث عن تغيير شكل الشخصية الصحفية ولكن اعتذرتِ عنه. ما الذي تغير في بلاط صاحبة الجلالة من وجهة نظرك؟

كنت أتمنى المشاركة بالفعل في مؤتمر الإعلام الثقافي، وجاء اعتذاري نتيجة لظروف صحية طارئة، ولكن الموضوعات التي كانت مطروحة للنقاش في غاية الأهمية، وأعتقد أن هناك الكثير من التغييرات التي طرأت على مهنة الصحافة مؤخراً، فالنقد الصحفي صار مختلفاً، وطرح بعض الأسئلة بشكل يبدو استفزازياً يتعرض للحياة الخاصة أو لإثارة أزمات بين الفنانين أمر غريب ومستحدث، إلى جانب خلق موضوعات صحفية زائفة لا أساس لها من الصحة ونطالَب بالرد عليها، لم يكن هذا حال الصحافة في الماضي. هي مهنة لها قدسيتها، لأنها تتحدث بلسان الحق وليس الزيف، وهنا أتحدث عن بعض النماذج الصحفية السلبية وليس كلها، ولكن هناك مقولة شهيرة «الحسنة تخص والسيئة تعم»، وتلك السيئات صارت الأكثر وضوحاً حتى وإن كانت قليلة، وأتمنى أن تختفي بمرور الوقت وأن يتعلم الجيل الجديد من الصحفيين أن شرف المهنة يتمثّل بالكلمة التي يكتبها ولا بد أن يتحرى الدقة، ولكن يبقى احترامنا لمهنة بلاط صاحبة الجلالة، معتبرين أنها كبوات تحدث في كثير من المجالات ولكن بمرور الوقت، أتمنى أن تتبدل الأمور للأفضل ويعود لمهنة الصحافة رونقها الذي طالما احترمناه وعهدناه.

 

 

لديّ أسبابي في الرفض

خلال السنوات الماضية وحتى الآن، نشهد مشاركاتك الدائمة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والفنية والسياسية. فهل إذا عُرض عليك منصب وزاري يمكن أن تقبلي به؟

بالتأكيد لن أقبل بمناصب وزارية، فأنا فنانة أولاً وأخيراً وتلك المشاركات تعكس أن لكل منا دوراً يؤديه من خلال موقعه سواء كان وزيراً أو فناناً أو موظفاً وغيره، فلكل منا دور تجاه الوطن يقدمه من خلال موقعه، وهذا أمر إيجابي والاستفادة منه للوطن تكون بشكل أكبر.

تضعين ملف «المرأة» دائماً في أول اهتماماتك.. فما رأيك بتنصيب سبع وزيرات في الحكومية المصرية. وشهدنا الأمر ذاته في الحكومة اللبنانية؟

حقيقة أن الوزيرات السبع اللائي تم تعيينهن في الحكومة المصرية، من أكفأ الشخصيات النسائية في الوزارة، وكان اختيارهن على مستوى عالٍ من الدقة، وأعتقد أن هذا الأمر ينعكس على مصر بالإيجاب داخلياً وخارجياً، ولهن كل التقدير على الإنجازات التي حققنها خلال فترة توليهن، والمرأة في مصر لها مكانة عالية على مر التاريخ، تراجعت قليلاً ولكنها أساس بناء المجتمع، ودائماً تعود بقوة. وعن النساء في الحكومة اللبنانية، أرى أن لبنان دائماً متوازن سياسياً، وهو من البلدان التي أعشقها وله طلة هادئة على النفس، والنساء في لبنان أيضاً على قدر عالٍ من الثقافة. أعتقد أن ما نشهده في مصر ولبنان يثبت قدرة المرأة على الإدارة، وأنها إذا تولت منصباً، فلن تقبل سوى النجاح وتحقيق الإنجازات.

استكمالاً للحديث عن ملف المرأة، هل أنت مع نشر بعض الفنانات مؤخراً معاناتهن مع العنف الزوجي أم ضده؟

ضد هذا الأمر، ولكن لديّ أسبابي لرفضه، وذلك لأنه أصبح هناك الكثيرون من أصحاب النفوس المريضة ممن لا يقدّرون قيمة تلك الصراحة، ولن يؤخذ الأمر من منطلق إيجابي بأن تلك الفنانة تحفّز مثيلاتها من النساء على التصدي لظاهرة العنف الزوجي، وهي ظاهرة موجودة مجتمعياً بالفعل، ولكن سيؤخذ الأمر من منطلق التجريح بهن والخوض في حياتهن الخاصة. لذلك، أنا ضد النشر قبل أن تتغير ثقافة استقبال هذه الأمور، والنظر إليها بالشكل الصحيح.

 

 

عملي في الفن أعطاني الكثير

إذا انتقلنا للحديث عن يسرا، فهل ما زال الخوف من المستقبل داخلك حتى الآن أم تلاشى الشعور بمرور الوقت؟

الخوف دائماً ينبع من المجهول، وكل ما هو غامض لا بد أن يكون هناك قلق منه، ولا يمكن التعامل مع الأمور بأنها مسلمات وأن ما هو متوافر الآن سيظل دائماً متوافراً بشكل حتمي، دائماً هناك ما يؤخذ بالحسبان، وما نخشاه ونضع له حسابات مختلفة بتغير الظروف. اليوم نملك الدنيا بأكملها وغداً لا نملك شيئاً، لذلك يبقى القلق والخوف من المجهول. ليست هناك حقائق مسلّم بها، كل الأمور خاضعة للتغيير وفي النهاية كل شيء بيد الخالق فقط.

ما هي الاستفادة التي عادت عليك من خلال نجوميتك؟

عملي في الفن أعطاني الكثير، وأعطاني القدرة على قول «لا» ورفض ما لا أرغب في فعله، وأعطاني القدرة على الحفاظ على مكانتي. ومن خلال الفن، يصير النجم مثلاً أعلى لمعجبيه، الأمر الذي يحتّم مسؤولية كبيرة على الفنان. هم يروننا من خلال أعمالنا الفنية، والفن خدم جميع النجوم وأعطى لهم الكثير بقدر ما أعطوا، فنياً.

 

 

 

عمليات التجميل

أنت متربعة منذ أعوام على عرش الموضة، فمن هو مصمم الأزياء الأقرب لعقلك؟

أحبهم جميعاً ولن أستطيع أن أخص شخصاً واحداً بالذكر، فجميعهم أصدقاء على المستوى الشخصي والإنساني، وكل واحد منهم يراني بنظرة مختلفة ومن زواية مختلفة، ويبرز جمالي وأناقتي برؤية مختلفة، فكل منهم يضيف لي شيئاً جمالياً، لذلك أعتز بهم جميعاً.

وقع جدل عقب ارتداء نيللي كريم فستانك نفسه في مهرجان الجونة السينمائي. ما رأيك بذلك؟

بداية نيللي كريم من الأصدقاء المقربين على الصعيد الشخصي، أما في ما يخص أمر ارتدائها فستان الفراشة الذي سبق وارتديته في مهرجان الجونة، فلا أجد مبرراً لحدوث حالة من الجدل. هذا أمر طبيعي الحدوث ويتصادف في العالم وليس هنا فقط، ويعني أنني اخترت فستاناً «عجب الدنيا كلها» وهذا أمر يسعدني، لا يحتاج أن يكون محور جدل.

ما رأيك بعمليات التجميل وكيف ترين مبالغة بعض الفنانات في عمليات التجميل حتى أن ملامحهنّ تتبدل؟

يمكن لكل سيدة اليوم أن تخضع لعملية تجميل، ولم يعد الأمر غريباً مثل الماضي والنظرة إليه تغيرت بمرور الوقت، حتى أن فتيات في العشرينات يخضعن لعمليات تجميل، وبالتالي الأمر غير مرتبط بفكرة التقدم بالعمر مثل الماضي، ولكن الأمر يتوقف على كيف تخضعين لعملية تجميل وهل تحتاجينها أم لا؟ ولا أفضل تلك العمليات التي تغير ملامح الشخص بالكامل، ونصل لمرحلة أننا لا نعرف هذا الشخص الذي نتحدث معه، كل شيء حين يزيد على الحد ينقلب إلى الضد فوراً، لذلك لابد أن يكون الخضوع لعمليات التجميل من أجل تجميل شيء معين لا لتغيير الملامح بالكامل فهذا أمر خطر.

 

 

بعيداً عن ضغوطات الحياة اليومية

بمرور السنوات تختلف ضغوطات الحياة، إلى أين تهربين اليوم من أزماتك؟

أسافر لفترة خارج البلاد مع زوجي وأصدقائي المقربين، ولا أردّ على هاتفي وأقضي وقتاً بعيداً عن ضغوطات الحياة اليومية.

كيف تقضين أوقات فراغك؟

في الحقيقة، لا أملك أوقات فراغ، فإما لديّ عمل أقوم بتصويره، أو لديّ سفريات عمل خارج مصر، أو لديّ أنشطة أقوم بها، فأنا دائماً وقتي ممتلئ.

ومع من تفضلين أن تقضي أوقات سفرك؟

هذا يتوقف على نوع السفر، فإذا كان سفري إجازة أقضيها مع زوجي ومع أصدقائنا المقربين، أما إذا كان السفر قصير المدة لإنجاز مهمة عمل فعادة أسافر بمفردي.

كيف تصفين علاقتك بزوجك؟

علاقة خاصة جداً، فهو ليس زوجي فقط بل هو صديقي الذي أتحدث معه دوماً دون قلق، وهو الناصح الأمين لي، والسند دائماً في الأزمات، وأدعو الله أن يديم الهدوء والسكينة على حياتنا.

وهل يسرا «ست بيت» شاطرة؟

بالتأكيد «ست بيت شاطرة جداً»، وأحب الدخول إلى المطبخ ولكن الطبخ عندي له مزاج خاص، فأنا لا أطهو يومياً، ولكن حين أقرر ذلك أطبخ أشهى الأصناف.

أخيراً.. ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟

أركز في هذه الفترة على بعض المشروعات التي سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وحالياً، أفكر بالاستمتاع بإجازتي الرمضانية فقط.

لا أندم على شيء

وما الشيء الذي ندمتِ عليه وتتمنين أن يعود بك الزمن إلى الوراء لإصلاحه؟

حتى اللحظة، لا يوجد شيء ندمت على فعله، لا أذكر عملاً قدمته وندمت عليه، أو فعلاً أقدمت عليه وندمت عليه، وذلك لأنني أتعامل بإحساسي الشخصي دائماً وما يدلني عليه قلبي أفعله، وما أقتنع بفعله أقدم عليه، وبالتالي لا أتذكر أن هناك ندماً كبيراً في حياتي أتمنى تغييره.

author
القاهرة - ريهام المصري
Subtitle
وتوقعت الخروج من الموسم الرمضاني
رقم العدد
1991
Photographer
تصوير ـ محمود عبد السلام ـ ماكيير ـ سهى خوري كوافير ـ حسن برجي ـ ستايلست وتصميم فستان ـ يمنى مصطفى ـ مجوهرات ـ إيجبت جولد
Slideshow
publication_date_other