الهيبة... ألم يحن وقت الحصاد بعد؟

سيرين عبد النور
بوستر المسلسل
تيم حسن وسيرين عبد النور
روزينا اللاذقاني
منى واصف
تيم حسن من المسلسل
6 صور

هذه الهيبة عادت من جديد ولكن بعد تقديم طويل استمر لحلقات عدة، انتقل من خلالها "جبل شيخ الجبل" إلى بيروت باحثًا عن إنقاذ ابن عمه شاهين، الذي اعتقد الجميع أنه مع نهاية الجزء الأول قد مات، ولكنّ الإنتاج والإخراج والتأليف رفضوا ذلك، بل سرى الدم في عروقه من جديد، بينما مات "الدب" الذي كان حيًّا يُرزق، هكذا تصنع توليفة مسلسلات الأجزاء في حال غياب أو تغييب ممثل ما، أو استعادة آخر، وربما هو السر الذي أتقنه المخرج بسام الملا في سلسلته الدرامية الشهيرة "باب الحارة".

الهيبة الحصاد إيحاءات جنسية صريحة تصدم المشاهدين


ولكن بالمجمل عانى مسلسل "الهيبة .. الحصاد" في حلقاته الأولى، تقديمًا بطيئًا لأحداثه المقبلة، ولكنه نجح في إيجاد مبرر درامي لانتقال "جبل شيخ الجبل" ( تيم حسن ) إلى بيروت، بعدما قرر إنقاذ ابن عمه "شاهين" (عبدو شاهين)، ليبدأ لقاؤه هناك بالإعلامية "نور رحمة" ( سيرين عبد النور )، التي قادها الخوف من عشيقها لدخول منزل "جبل" الذي قاده الخوف من انكشاف أمره، للسكن بشقة مقابل الشقة التي تسكنها "نور"، هكذا حدث الأمر بالمصادفة، وهي بالمنطق يمكن تبريرها دراميًّا، لكنها فاقعة إلى حد كبير كما يقال، وبالمقابل يقول الكثيرون إنّ الدراما هي عالم اللامنطق، فلكل وجهة نظر تبريرها من جهة من يدافع عنها.

لا يبدو التسلسل الدرامي منطقياً
لا يبدو التسلسل الدرامي منطقياً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بالمقابل ما ينطبق على جميع مسلسلات الدراما المشتركة، ينطبق على "الهيبة" من ناحية غياب المنطق أو المبرر الدرامي للحدث، كأن تتحدث عائلة "سلطان" باللهجة السورية، وهم لبنانيون بدافع أنّ أمهم سورية، وهو مبرر بات لزامًا علينا أن نقبله، لأنه ربما تحول إلى قاعدة أو نظرية مثبتة دراميًّا كما اثبت فيثاغورث نظريته مثلًا.
وعلى صعيد العمل ككل، يبدو أنه اتجه أكثر نحو التوازن والابتعاد عن إثارة المعارك قياسًا بالأجزاء السابقة، وأصبح وجودها في المسلسل أقل من الجزأين السابقين، وهذا ربما استجابة للانتقادات التي طالت العمل وإكثاره لمشاهد العنف والدماء، في حين تحضر الرومانسية بصورة أوضح من خلال علاقة "جبل" بـ "نور"، رغم أنّ المنطق يقول إنّ هذه العلاقات نادرًا ما تحدث، بسبب اختلاف طريقة التفكير بين هاتين الشخصيتين بشكل مطلق، ولكنه الحب بشكل عام فكيف إذا كان دراميًّا؟

الهيبة الحصاد هل يمتدّ لعشرة أجزاء؟


أما على صعيد الإخراج، فلا يمكن إنكار الرؤية البصرية الخاصة بالمخرج سامر البرقاوي، ولقطاته التي تخدم فكرة المشهد، لكن ما كان مثيرًا للاستغراب، هو عدم قدرته أو إهماله للقطات بدت فيها المبالغة أو الاستعراض بالأداء واضحة وضوح الشمس، كمشاهد "صخر" (أويس مخللاتي)، حين كان فاقدًا للبصر، أو حتى تصوير عدد من مشاهد إيحائية لا تزيد للفكرة أو تطورها، ليبقى السؤال: ما الهدف منها؟
بالمقابل بدت "سيرين عبد النور" في المسلسل، متماسكة إلى حدّ جيد ولاقت قبولًا جماهيريًّا لدى متابعي المسلسل، خصوصًا وأنّ عبد النور اتجهت نوعًا ما إلى الأداء المتوازن بعيدًا عن الاستعراض المبالغ به، والذي لم تغفله في عدد من المشاهد، حيث بدا الحرص على اطلالتها واضحًا في عدد من مشاهد العمل، ولعلّ مشهد مداهمة جبل لمكان اختطافها وطريقة اختبائها من الرصاص، كان يمكن أن يظهر بصورة أفضل بكثير ممّا ظهر عليه، لناحية ردة الفعل وطريقة التعاطي مع الخطر نفسيًّا وجسديًّا، وبالمقابل بدت سيرين مختلفة بالمشاهد الرومانسية وقصة حبها التي قدمتها بصورة أكثر واقعية ومنطقية، بعيدًا عن المبالغة.

سيطر الخط الرومانسي في هذا الجزء على خط المعارك والسلاح
سيطر الخط الرومانسي في هذا الجزء على خط المعارك والسلاح


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

على الجبهة الأخرى يبدو تيم حسن أكثر هدوءًا في شخصيته بالجزء الثالث من العمل، ويميل إلى إيقاع هادئ بعيدًا عن الصخب الذي رافق معاركه في الجزأين السابقين، وهو أمر طبيعي في ظل انتقاله لبيروت في الحلقات الأولى، حيث ظهر بشخصيتين مختلفتين تمامًا بين "فادي" و"جبل"، وهي نقطة تُحسب لممثل يجيد الأداء بطرق مختلفة، حيث استعاد جبل شخصيته الأساسية عند عودته للهيبة، واستعاد مفرداتها المتعلقة بطريقة المشي والكلام، وحتى الأكل، التي تتناسب مع هذه الشخصية، ولكن يبقى السؤال الأهم ألم يحن الوقت ليظهر تيم في عمل آخر، بعد أن استنفدت شخصية "جبل" كل ما يمكن تقديمه لممثل، أم إنّ الحكاية مستمرة، وإذا كانت كذلك فما الذي يدفع تيم حسن للاستمرار فيها .. ألا يجب أن يفكر بمشروع مختلف تمامًا .. فهل يكون الحصاد هو ختام المرحلة ليبدأ بزرع جديد؟!

الهيبة الحصاد هل تعود قصّة حب منى وشاهين إلى الأضواء؟



بالمقابل كان حضور الممثلة الشابة روزينا لاذقاني أكثر حيوية في هذا الجزء، واستطاعت أن تستفيد من المساحة التي أُعطيت لها فيه، وتقدم نفسها بطريقة جيدة جدًّا، كما فعلت الممثلة اللبنانية القديرة ختام اللحام، التي تثبت أنها ممثلة من طراز رفيع تسير في طريق الاداء الانفعالي والحسي إلى أقصى حد، لتقابل القديرة منى واصف التي لا تزال تعمل بالهاوية نفسها الباحثة عن مكان لها على الخريطة، فتعطي لأدوارها كل ما تملك وكأنها تقف أمام الكاميرا للمرة الأولى.