أرض عرفة تكتسي بالبياض طمعاً في رحمة الله

"لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك". بهذه التلبية الصادرة من القلوب والحناجر وقف أكثر من مليون ونصف المليون حاج، جاؤوا من كلّ فجّ عميق إلى المشعر الحرام (جبل عرفات) لأداء الركن الأعظم من الحج، طامعين في رحمة الله عزّ وجل أن يجعل حجّهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وأن يغفر لهم ما تقدّم من ذنبهم.
وكان الحجّاج قد قضوا يوم التروية في مشعر منى، حيث وصلوا إلى المشاعر بانسيابية، أرجعتها الداخلية السعودية إلى التزام الحجّاج بالتعاليم الصادرة إليهم.
وتقدّم الجهات المعنية بشؤون الحجّ أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات، حيث تتوفّر الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية، من مستشفيات ومراكز صحية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه، إضافة إلى موادّ التموين التي تفوق حاجة الحجّاج، ممّا يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة، حسب ما ورد في قناة العربية.
وبحسب ما ورد في وكالة "الأنباء السعودية" (واس)، فإن هناك انتشاراً كثيفاً في مشعر عرفات لرجال المرور، يُساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدّية إلى المشعر والساحات المحيطة به لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة، إلى جانب دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر، تمهيداً لتطبيق خطّة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات.
وسيبدأ حجاج بيت الله الحرام مع آذان المغرب في النفرة إلى المزدلفة، حيث يصلّون فيها المغرب والعشاء جمعَ تأخير، ثمّ يبدأون بجمع الحصى لرمي الجمرات خلال أيّام التشريق الثلاثة، ويقضون ليلتهم في المزدلفة حتّى يصلّوا الفجر، اقتداءً بسنّة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن يتوجّهوا إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بعد زوال شمس أوّل أيام التشريق.