سودانيون ينتعلون «إطارات سيارات» ويرونها أفضل من الأحذية العادية

نعال مقصوصة ومصنوعة من إطارات سيارات
صندل مصنوع يدوياً من إطار سيارة
السوداني رومانو يانغا جالساً تحت عريشة يصنع أحذية من الإطارات
محله مفتوح في الهواء الطلق ويصنع أحذية موتو كلي بكلفة بسيطة
4 صور

«الحاجة أم الاختراع»، والحاجة قادت السودانيون إلى ابتكار أحذية خاصة بهم أطلقوا عليها اسم «موتو كلي».. ومعناه غريب جداً، سنتعرف عليه لاحقاً. وتصنع هذه الأحذية من إطارات السيارات، فبدلاً من رمي القديم منها يتم تصنيعها بمهارة مثيرة للإعجاب، فلماذا تم استبدال الأحذية بها؟ وما أفضل ميزاتها؟

يُقبل كثيرون من سكان جنوب السودان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، على انتعال «موتو كلي». وتعني «موتو كلي» أن الشخص سيموت ويترك هذا الحذاء على حاله، كدلالة على متانته.

والحذاء، مصنوع من إطارات السيارات القديمة، وتضاف إلى واجهته، حسب طلب الزبون، زخارف كروشيه ملونة، كلمسة جمالية.

ولكونه مصنوعاً محلياً من خامات بسيطة، فإن سعره في متناول الجميع، وخاصة الفقراء، وفقاً لموقع «العرب».


وبات كثيرون يفضلون «موتو كلي» على الأحذية الصينية، فهي باهظة الثمن مقارنة بأوضاعهم، ولا تعمر طويلاً.


وأكثر من يقبل على ذلك الحذاء، هم الرجال والنساء من الرعاة والمزارعين، فهم يسيرون لفترات طويلة في طرق وعرة وغابات.

وفي ركن قصي من «كونجو كونجو»، أشهر وأكبر أسواق العاصمة جوبا، يجلس رومانو يانغا تحت عريشة صغيرة، محاطاً بإطارات سيارات قديمة.

وقال يانغا (30 عاماً) «التحقت بهذه الحرفة لإعالة أسرتي المكونة من خمسة أفراد، بعد أن فقدت وظيفتي كعامل، بسبب ظروف الحرب».

وبعد عامين من انفصالها عن السودان، عبر استفتاء شعبي، اندلعت في جنوب السودان، عام 2013، حرب أهلية اتخذت بعداً قبلياً.

وأضاف يانغا «اخترت الالتحاق بالعمل في صناعة أحذية (موتو كلي)؛ لأنها سهلة التعلم وغير مكلفة».

وأوضح أن «مدخلات الحرفة غير مكلفة، فهي تحتاج لشراء إطارات سيارات قديمة ومواد لاصقة وأدوات عمل أخرى بسيطة، ولا يحتاج تعلمها لوقت طويل».


وتبدأ مراحل صناعة حذاء «موتو كلي» بأخذ مقاس قدم الزبون، على خلفية قطعة من إطار سيارة، بعدها يحدد الزبون شكل الحذاء، سواء كان يريده مصنوعاً بالكامل من إطارات السيارات، أو يرغب في أن تكون واجهته مصنوعة من خيوط ملونة يتم نسجها عبر أعمال كروشيه، بأيدي فتيات يعتمدن على تلك الحرفة لتوفير نفقاتهن الدراسية.

وقال جوك دينق، وهو راعي أبقار في منطقة «كيت» «جئت إلى السوق لشراء عشرة أحذية لشباب رعاة، فهي تعيش معهم لفترات طويلة ولا تتلف سريعاً».

وتابع «على عكس غيره من الأحذية في السوق، فإن (موتو كلي) حذاء متين يتحمل السير داخل الغابة وفي الطين.. نسير مسافات طويلة مع الأبقار».

وأضاف «إنه جيد ولا يكلفنا مبلغاً كبيراً مقارنة بالأحذية الأخرى في السوق.. إنه الأفضل لنا من واقع تجربتنا، ولا نرتدي غيره».

ومع تردي الأوضاع الاقتصادية في جوبا وبقية الولايات، انتعش سوق أحذية «موتو كلي» كثيراً. وصار هذا الحذاء أقرب إلى موضة بين الشباب والشابات، خاصة مع تزيين واجهته بخيوط الكروشيه الملونة.