فقدان ماسة مسروقة بقيمة 400 ألف إسترليني!

أحد المحققين يفحص موقع سرقة ألماسة «مارلبورو»
محل «غراف» الشهير للمجوهرات، بوسط لندن
ألماسة «مارلبورو» الشهيرة، ما زالت مختفية بعد مرور 39 عاماً على سرقتها
4 صور

توجد جرائم سرقة مثيرة وجريئة تجذب الملايين لمعرفة تفاصيلها السرية، خاصةً إن تمت هذه السرقات بجرأة كبيرة في وضح النهار، وما يثير الفضول أكثر كيفية تهريب المسروقات الثمينة ببراعة، وإخفائها لما يقارب 4 عقود من الزمن على الرغم من إلقاء الشرطة القبض على اللصوص وإيداعهم في غياهب السجون المظلمة.
«ألماسة مارلبورو»، ورغم القبض على من سرقها في وضح النهار من متجر مجوهرات شهير في لندن قبل 39 عاماً، ما زالت لغزاً محيراً لشرطة أسكتلنديارد،
فما هي قصة «ألماسة مارلبورو» البريطانية الشهيرة؟


سرقة الألماسة الشهيرة «مارلبورو» بوضح النهار

5815426-2132711976.jpg

في 11 أيلول- سبتمبر من عام 1980، وقعت إحدى أشهر جرائم سرقة المجوهرات في بريطانيا، تمّت خلالها سرقة ماسة شهيرة تعرف بـ «ألماسة مارلبورو»، ضمن مسروقات قدرت قيمتها حينها بمليون ونصف المليون جنيه إسترليني.
تزن ألماسة مارلبورو 45 قيراطاً، وقيمتها حينها 400.000 جنيه إسترليني، كانت قد قطعت وصنع منها عقد لدوقة «مارلبورو»، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
عملية السرقة نفذت بإتقان، في وضح النهار وبلمح البصر! إذ لم تستغرق سوى أقل من دقيقة، في محل «غراف» الشهير للمجوهرات في حي «نايتس بريج» المزدحم وسط لندن.


سرقة مجوهرات بقيمة 3 ملايين دولار

تمكن المسلحان اللذان نفذا العملية من سرقة الألماسة الشهيرة، حلي ومجوهرات أخرى، قدرت قيمتها حينها بمبلغ 1.429.000 جنيه إسترليني أي بقيمة 3.6 مليون دولار. وكان السارقان مسلحين بمسدس وقنبلة يدوية، وتمكنا من تنفيذ سرقتهما بسرعة شديدة في أحد الطوابق الثلاثة للمتجر دون أن يصاب أي شخص بأذى أو ينتبه أي من الزبائن الذين كانوا في الطوابق الأخرى.


السرقة من تخطيط المافيا الأمريكية 

تمكن السارقان من الهرب بمسروقاتهما الثمينة دون أن يتمكن أحد من اعتراض سبيلهما أو القبض عليهما، بيد أن خيوط التحقيق لاحقاً قادت إلى خارج بريطانيا، وإلى عصابة شهيرة في ولاية «شيكاغو» الأمريكية.

عملية السرقة تمت بعد أن سمح حراس محل المجوهرات للسارقين اللذين كانا يرتديان ملابس أنيقة بالدخول، معتقدين أنهما من الزبائن الأثرياء. وحين دخلا سحب أحدهما، وكان يرتدي سروالاً أزرق أنيقاً وسترة وقبعة، مسدساً وأمر الزبائن والموظفين بالانبطاح أرضاً.
وقام الرجلان باختيار عدد من المجوهرات، من بينها ألماسة «مارلبورو» وحلية أخرى تقدر قيمتها بـ 200 ألف جنيه إسترليني، و18 قطعة من الأحجار الكريمة ووضعوها في حقيبة صغيرة قبل أن يخرجا باتجاه مرآب السيارات الواقع على بعد أقل من 50 متراً عن المحل.


شهادة صاحب متجر «غراف»

5815421-1486514753.jpg

«لورانس غراف»، وهو صاحب محل «غراف» الشهير أوضح أن اللصين كانا يعرفان بدقة ما يريدان، فقد اختارا قطعاً خاصة جداً من المعروضات.. «وحدث كل ذلك في أقل من دقيقة» لكنه لفت إلى أنّ السارقين لن يتمكنا من بيع ألماسة «مارلبورو» بسهولة، لأنها  قطعت بأسلوب حديث ومميز جداً.
 

اعتقال السارقين

على الرغم من احترافية السارقين وسرعة تنفيذ سرقتهما، إلا أن التحقيق تمكن من الوصول إليهما بسرعة، إذْ تمكن أحد العاملين في المحل من تعقب الرجلين وتسجيل أرقام لوحة تسجيل سيارة من نوع فيات، هربا فيها، كما لاحظ أن اليد اليسرى لأحد الرجلين كانت مشوهة بشدة، الأمر الذي قاد إلى الاشتباه برجل عصابات أمريكي شهير يدعى «جوزيف جيري سكلايز».
الرجلان وخلال إقامتهما في لندن قبل وأثناء السرقة، لم يبذلا أي جهد لإخفاء هويتيهما، إذ نزلا باسميهما الحقيقيين في فندق «رويال ماونت».
وعلى الرغم من مغادرة الرجلين لبريطانيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية توجهت إلى أمريكا، إلا أنه تم اعتقالهما بعد 11 ساعة فقط من حادث السرقة، فقد كانت الشرطة في انتظار السارقين لتعتقلهما لحظة نزولهما من الطائرة القادمة من لندن في مطار شيكاغو.
تم الكشف عن هوية السارقين، وهما «جوزيف جيري سكلايز» وزميله «آرثر راتشيل»، وهما عضوان في عصابة مافيا شهيرة في شيكاغو، تعرف باسم «شيكاغو أوتفت»، أو «سلاح فرسان شيكاغو»، وهي من أشهر عصابات المافيات الإيطالية الأمريكية، تنشط في شيكاغو وإلينوي، ويرجع تأسيسها إلى عام 1910.
وكان من أشهر زعماء هذه العصابة، رجل العصابات الشهير، «آل كابوني» الذي صارت حياته الإجرامية مادة لعدد من الأعمال الأدبية والسينمائية.


لغز اختفاء «ألماسة مارلبورو»

5815416-1707156784.jpg

قضى الرجلان ثلاث سنوات في السجن في الولايات المتحدة، يقاومان أمر ترحيلهما إلى بريطانيا. وفي عام 1983، تم ترحيل الرجلين إلى بريطانيا والحكم عليهما بالسجن 16 عاماً، وفي عام 1989، أبلغ أحد عناصر المافيا مكتبَ التحقيقات الفيدرالي، أن «سكلايز» قد أرسل الألماسة في طرد بريدي إلى أخته في نيويورك بعد السرقة مباشرة في عام 1980، لكن لم يتم العثور على الماسة المختفية حتى يومنا هذا.


إطلاق سراح اللص الرئيسي

قضى «سكلايز» نحو 12 عاماً خلف القضبان في بريطانيا، قبل أن يطلق سراحه في عام 1992، حيث عاد للعيش في شيكاغو، غير أنه اعتقل أكثر من مرة بعد هذا التاريخ بتهم حيازة مسروقات، وفي عام 1998 حُكم عليه بالسجن لتسع سنوات بتهم تتعلق بتجارة المخدرات، وقالت السلطات حينها إن سكلايز قد تعاون معها في إطار التحقيق في تجارة المخدارت.
وفي عام 2012، حكم على زميله «راتشيل»، وكان في الـ73 من العمر، مرة أخرى بالسجن لمدة ثمانية أعوام ونصف، بتهمة التخطيط لعمليات سرقة برفقة شخصين آخرين في السبعين من العمر أيضاً.
«سكلايز» عمل مستشاراً لتصوير مشاهد السجن في فيلم «أعداء الشعب» 2009 الذي صور في شيكاغو عن حياة سارق البنوك «جون ديلينجر»، وقام بدوره الممثل «جوني ديب»، وعندما سُئل «سكلايز» في مقابلة معه عام 2012 عن إمكانية العثور على الألماسة المفقودة، قال: «إذا رغب بنك «لويد» بدفع مبلغ كافٍ من المال، قد يعثرون عليها».