كاريزما كبيرة وقدرة على التواصل والإقناع، قادتها صدفة إلى الأضواء فسرقت النجوميّة من زوجها المرشّح للرئاسة بعد أن أدارت حملته باقتدار كبير.
سلوى السماوي زوجة المرشح الثاني للدور الثاني للرئاسة في تونس، نبيل القروي، الذي هزم الأحد 15 سبتمبر أمام منافسه أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، بفارق كبير في الأصوات.
سطع نجمها وتردّد اسمها في الشارع التونسي مباشرة مع انطلاق الحملة الانتخابيّة الرئاسيّة، حين توّلت افتتاح حملة زوجها من مدينة قفصة (جنوبي تونس)، بعد أن تعذّر عليه الحضور يومها بسبب إيقافه وإيداعه السجن بتهمة التهرّب الضريبي.
استطاعت سلوى السماوي السيّدة الخمسينية التي لا تمتلك خبرة سابقة بالعمل السياسي شدّ انتباه التونسيين بعد أن تحدّثت يومها بطلاقة بلهجة مدينة قفصة، حيث ولدت وترعرعت حتّى حصولها على شهادة البكالوريا.
قيادة الحملة الانتخابية
بدت السماوي، التي أظهرت من خلال الحوارات الإعلامية التي أجرتها قدرة كبيرة على التواصل والتأثير في المتلقي، طيلة الحملة الانتخابيّة بصورة السيّدة القويّة والوفيّة التي لم تتخلّ عن زوجها في محنته، بل التي وقفت إلى جانبه ودافعت ونابت عنه، وهو ما اعتبره كثيرون دليلاً على شجاعة المرأة ورباطة جأشها، ورأى البعض أنّها أبلت البلاء الحسن، بل وقارنوها بزوجها وذهبوا إلى حدّ الجزم بأنّها كان يمكن أن تحصد شعبيّة أكثر منه في حالة ترشّحها للرئاسة.
ويجزم الكثير من التونسيين أنها كانت السبب في بلوغ زوجها الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة على الرغم من المنافسة الشديدة في الدور الأوّل.
مسيرة دراسيّة ومهنيّة لامعة
سلوى السماوي ابنة أحد كوادر شركة الفسفاط في محافظة قفصة، درست الهندسة الصناعيّة في الولايات المتحدّة، تجيد الإنكليزية والفرنسيّة.
التحقت بشركة مايكروسوفت عام 2006 حيث عيّنت مديرة للشركة في تونس، وفي 2011 أصبحت المديرة الإقليميّة لمايكروسوفت في الشرق الأوسط وأفريقيا، والمكلّفة بالإعلان والإنترنت.
الحادث المأساوي
سنة 2016 فقدت سلوى السماوي وزوجها نبيل القروي، ابنهما البكر خليل (20 سنة) الذي تعرّض لحادث سير قاتل، وعلى الرغم من هذه المأساة قام الزوجان بتكوين جمعيّة خيريّة تحمل اسم ابنهما خليل، قامت بتنظيم عدد من الحملات الخيريّة لمساعدة المحتاجين.
