ماذا تعرفون عن الفاتيكان.. أصغر دولة في العالم؟

رأس الهرم الديني للمسيحية
الفاتيكان أصغر دولة في العالم
بحجم حي سكني وسط روما
جميع سكانها موظفون عاملون فيها
بابا الفاتيكان يعامل معاملة الملوك والرؤساء
علم دولة الفاتيكان
ساحة كاتدرائية القديس بطرس مركز الفاتيكان
8 صور

عندما نذكر كلمة دولة، يتبادر إلى أذهاننا مساحات شاسعة بمئات آلاف الكيلومترات، عاصمة ومُدن عديدة ومناطق ريفية، وعدد سكان بالملايين وعشرات أو حتى مئات الملايين، أو ربما بالمليارات مثل الصين التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.338 مليار نسمة. ولكن لن يخطر ببالنا أبداً دولة معترف بها رسمياً وسياسياً بحجم حيّ في إحدى المُدن، وبعدد سُكّان لا يتجاوز الـ 1000 نسمة فقط. رغم ذلك فالأمر حقيقي، فنحن نتحدث عن دولة الفاتيكان، التي تتوسط العاصمة الإيطالية روما، والتي تعتبر أصغر دولة في العالم مُعترف بها بشكل رسمي ودولي على الإطلاق.

 


الفاتيكان.. الدولة الحيّ

6006806-1656789760.jpg


بمساحتها لا تتجاوز النصف كيلومتر مربع في منتصف روما، وفوق تلة صغيرة مطلة على نهر التيبر، أقيمت دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم على الإطلاق، والتي لا تملك اقتصاداً كباقي الدول. والتي لا يزيد عدد سكانها عن الـ1000 نسمة منهم أقل من 500 شخص يحملون جنسيتها. وأهم معالمها التاريخية والأثرية والدينية ساحة كاتدرائية القديس بطرس، التي تعتبر مركز الفاتيكان، إضافة إلى حدائقها الشهيرة. ورغم أنها من حيث المساحة وعدد ساكنيها قد لا تتجاز أي حيّ سكني بأي مدينة في العالم، إلا أنها تعتبر قوة سياسية ودينية كبيرة يُحسب لها الكثير دولياً.

ولأن الفاتيكان دولة دينية، فهي لا تمتلك أي جيوش أو أجهزة أمنية، إضافة إلى أن رجال الدين هم من يحكمون ويعملون فيها، كما أنها تعتبر رأس الهرم الديني لجميع معتنقي الديانة المسيحية في العالم. وعلى وجه الخصوص أتباع الكنيسة الكاثوليكية البالغ عددهم أكثر من مليار و147 مليون شخص في مختلف دول العالم. ورغم أنها موجودة في منتصف العاصمة روما، إلا أنها لا تتبع سياسياً لأي دولة على الإطلاق، بما في ذلك إيطاليا نفسها. فهي دولة مستقلة بشكل كامل ولها سلطتها المستقلة.


عمرها قرابة الـ100 عام فقط..

6006801-1268830514.jpg


قبل النصف الثاني من عقد العشرينات من القرن الماضي، لم يكن هناك ما يُسمى دولة الفاتيكان، حيث كانت النزاعات قبل ذلك الوقت قد بلغت أشدها بين مختلف الكنائس المسيحية، الأمر الذي استدعى تحركاً عاجلاً لإنهاء هذه الأزمات، وعليه تم توقيع معاهدة لاتيران الشهيرة عام 1929، وهي واحدة من 3 اتفاقيات تم عقدها بين مملكة إيطاليا و‌الكرسي الرسولي. وكانت تتألف من اتفاقية سياسية، شملت وجود اعتراف كامل بالسيادة الكاملة للكرسي الرسولي على دولة الفاتيكان. والثانية، اتفاقية نظمت موقف الكنيسة الكاثوليكية و‌الديانة المسيحية في إيطاليا. أما الثالثة فقد كانت اتفاقية مالية. وبموجب هذه المعاهدة التاريخية، انتزعت دولة الفاتيكان، اعترافاً رسمياً من جميع الدول الأوروبية، بأنها دولة مستقلة بشكل رسمي.

بعد هذا الإعتراف الدولي، تم تشييد العديد من الأبنية التي تضمنت منشآت حكومية للدولة الجديدة الناشئة، وسفارات عدد من الدول العالمية فيها. ومن الجدير بالذكر أن سكان دولة الفاتيكان الذين لا يتجاوز عددهم الـ 1000 شخص، هم جميعهم موظفون عاملون فيها. ومن المعلومات المثيرة للإهتمام للغاية بشأنها، بأنها الدولة الوحيدة في كل العالم التي لا يوجد فيها أطفال على الإطلاق، كون جميع سكانها من رجال الدين المسيحي.


حكومة الفاتيكان ورأس الحكم فيها..

6006796-1189856408_0.jpg


تتكون حكومة الفاتيكان مما يُسمى مجمع الكرادلة، الذي يقوم بانتخاب رأس الدولة أو الزعيم أو الرئيس الذي يطلق عليه الـ"بابا"، والذي يعتبر رأس الكنيسية الكاثوليكية في العالم كله، وبمجرد انتخابه يكون لديه صلاحيات كاملة وغير محدودة على الإطلاق طوال الحياة وحتى لحظة وفاته الأخيرة، كما أن بابا الفاتيكان يعامل تماماً معاملة الملوك ورؤساء الدول في زياراته الرسمية إلى مختلف دول. ويُشار إلى أن والرئيس الحالي للفاتيكان، هو البابا فرانسيس، والذي يعتبر البابا رقم 266 في تاريخ هذه الدولة.