ساعة صمت.. مبادرة فريدة لمساعدة مرضى التوحد على التسوق بهدوء

لمساعدة المصابين بالتوحد، على التسوق بهدوء
من مبادرة ساعة صمت
بتوفير أجواء هادئة لهم
سلسلة متاجر كاونتداون
مبادرة أثارت إعجاب الكثيرين
لمساعدة المصابين بالتوحد
6 صور

رغم كل ما يعيشه العالم من أوقات صعبة، إلا أننا نجد مبادرات إنسانية جديرة بالابتسام هنا أو هناك، مبادرات تجعلنا نعيد الأمل بإنسانيتنا في كل مرة يَقِلُّ إيماننا بها، ومؤخراً، قامت أكبر سلسلة متاجر في نيوزيلندا بواحدة من هذه المبادرات، وأطلقت عليها اسم: ساعة صمت، هدفها مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد والاضطرابات الحسيّة الأخرى، على القيام بالتبضع والتسوق في أجواء أقل صخباً، تجعل بإمكانهم فعل هذا الأمر الروتيني اليومي بشكل يناسبهم تماماً.


ووفقاً لما نشره موقع سكاي نيوز؛ فقد قامت سلسلة متاجر كاونتداون، التي تعتبر واحدة من أهم وأكبر سلاسل المتاجر في نيوزيلندا، بعدد من الإجراءات مثل: تخفيف الإضاءة، وإيقاف الموسيقى الخلفية في متاجرها ظهر يوم الأربعاء الماضي 30 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بهدف خلق أجواء هادئة ومناسبة لمرضى التوحد والاضطرابات الحسية.


كما قامت السلسلة الشهيرة، بإيقاف جميع الإعلانات باستثناء الطارئة منها، ومنع القيام بملء وترتيب أي من رفوفها، إلى جانب العديد من التدابير والإجراءات الأخرى المماثلة، وبحسب ما صرحت به كريستن دينان، مديرة السلسلة التجارية، أنهم حاولوا في كاونتداون خلق أجواء هادئة شبيهة بتلك الموجودة في المكتبات، الأمر الذي جعل مختلف الزبائن ينسجمون مع هذه الحالة ويتصرفون بهدوء.


هكذا بدأت الفكرة..


وأضافت دينان، أنه تم تطبيق هذه الفكرة أول مرة، خلال العام الماضي 2018 في بلدة ريفية شمال نيوزيلندا؛ موضحةً أنها كانت في ذلك الوقت تدير أحد متاجر كاونتداون هناك، وحينها اقترح عليها أحد الموظفين القيام بتدابير ممثالة، بسبب الصعوبات التي يواجهها خلال تعامله مع ابنه المصاب بالتوحد.


وأشارت مديرة السلسلة إلى أنه بعد القيام بالمرحلة التجريبة لهذه المبادرة الفريدة، كان التفاعل معها إيجابياً للغاية، الأمر الذي أدى إلى اعتمادها على الصعيد الوطني خلال شهر أكتوبر في متاجر كاونتداون البالغ عددها 180 متجراً في مختلف أنحاء البلاد.


ومن ناحية ثانية، أوضحت دينان، أن مبادرة ساعة صمت، عادت نتائجها الجيدة ليس فقط على المصابين بالتوحد؛ بل وأيضاً على المتسوقين الآخرين من عملاء السلسلة، مثل: عائلات الأطفال والكبار في السنّ، والأشخاص الذين يعتبرون قيد التعافي من أمراضهم، وصرحت قائلة: «من الرائع أن نخفف الضغوطات التي يواجهها الناس في حياتهم، ونجعل مهامهم اليومية أكثر سهولة».


ومن جانبه، أشاد داين دوغن، الرئيس التنفيذي لجمعية التوحد في نيوزيلندا بهذه المبادرة، وقال إن تطبيق هذه التجربة أثبت كيف أن تعديلات بسيطة، من الممكن أن تصنع بيئة مناسبة وقادرة على دمج المصابين بهذه الاضطرابات مع المجتمع، ومن الجدير بالذكر، أن عدداً من المتاجر الكُبرى في دول مثل أستراليا وبريطانيا، كانت قد طبقت مبادرات مماثلة في أوقات سابقة.