شاب عربي يحلّ لغزًا علميًّا غامضًا حيّر العلماء طوال 100 عام

الذوادي تمكن من حل اللغز أخيراً
طالب دكتوراه في مدرسة لوزان الاتحادية السويسرية
الشاب التونسي وسيم الذوادي
لغز علمي عمره 100 عام
بعد الفرضيات الكثيرة
5 صور

مسألة فيزيائية معقدة حيّرت كِبار العلماء لعقود زمنية عديدة؛ حتى اعتبرها الفيزيائيون أحد أكثر الألغاز العلمية غموضاً. واليوم، وبعد قرابة 100 عام على ظهور هذه المسألة المعقدة، يتمكن شاب تونسي من حلّها أخيراً، منتصراً على اللـغـز الذي حيّر العلماء طوال قرن كامل من الزمن.

ووفقاً لما نقله موقع عربي بوست، عن مجلة تيك إكسبلوريست «Tech Explorist» العلمية، فإن الشاب التونسي وسيم الذوادي، الذي يدرس الدكتوراه في مختبر هندسة الميكانيكا للواجهات اللينة في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية بسويسرا، قام بقياس الشريط الرقيق السائل ووصف خصائصه، وتمكن من حلّ لغز فيزيائي كان حيّر العلماء منذ 100 عام، وذلك بعد اكتشافه لماذا تبدو فقاعات الغاز عالقة في أنابيب عمودية ضيقة بدلاً من أن ترتفع إلى الأعلى.

وتابعت المجلة، أن الذوادي توصل إلى أن اللغز يكمن في تشكل شريط رفيع للغاية من السائل حول الفقاعة، وهو الأمر الذي يمنعها من الارتفاع بحرية. كما توصل الشاب التونسي إلى أن الفقاعات ليست عالقة على الإطلاق وإنما تتحرك ببطء شديد للغاية، وهذا الأمر الذي لم يكن قد لاحظه أي شخص قبله. وأشارت تيك إكسبلوريست إلى أن قوانين العلوم الأساسية تستطيع تفسير آلية طفو فقاعات الهواء في كوب من الماء بحرية على السطح، ولكنها، على الرغم من ذلك، لا يمكنها تفسير سبب عدم ارتفاع فقاعات الهواء في أنبوب بسماكة بضعة ملليمترات بالطريقة نفسها.

وأشارت المجلة العلمية إلى أن الذوادي اعتمد على توجيه الضوء إلى فقاعة الهواء داخل أنبوب ضيق وتحليل شدة الضوء المنعكسة، وباستخدام تداخل الضوء المنعكس من الجدار الداخلي للأنبوب ومن سطح الفقاعة، قام بقياس سماكة الشريط بدقة؛ ليكتشف بعد ذلك أن الشريط يغير شكله إذا تم تطبيق الحرارة على الفقاعة، ويعود إلى شكله الأصلي بمجرد إزالة الحرارة.

وكان الطالب التونسي قد صرح لوسائل الإعلام قائلاً: «كنت سعيداً بتنفيذ مشروع بحثي في وقت مبكر من المنهج الدراسي. إنه أسلوب جديد للتفكير والتعلم، وكان مختلفاً تماماً عن مجموعة الواجبات الدراسية المنزلية، حيث تعرف أن هناك حلاً، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب العثور عليه في البداية».

ومن الجدير بالذكر، أنه منذ ما يقارب الـ100 عام من الزمن، كان العلماء قد لاحظوا هذه الظاهرة، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيجاد أي تفسير علمي لها. ونظرياً هذه الفقاعات يجب ألا تواجه أي مقاومة ما لم يكن السائل في حركة؛ لذلك يجب ألا تواجه الفقاعة العالقة أي مقاومة. وعلى جانب آخر، كان العالم بريثيروتون قد وضع صيغة تعتمد على شكل الفقاعات لتفسير هذه الظاهرة، وذلك خلال عقد الستينيات من القرن العشرين الماضي. وباحثون آخرون تبنوا فرضية أن الفقاعة لا ترتفع بسبب طبقة رقيقة من السائل تتشكل بين الفقاعات وجدار الأنبوب. لكن الطالب التونسي الشاب، فنّد كل هذه النظريات عبر حلّه لهذا اللغز.