المخرج كمال منصور لـ"سيدتي": أتمنى موسماً ثالثاً لـ"أبو العروسة"

المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور يتصفح "سيدتي"
كمال منصور متوسطاً الزميلين مصطفى عبد العال وعلاء شلقامي
المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور
7 صور

تعرف الممثل المحترف حين تراه، وتستمتع بالعمل المتميز فور مشاهدته، ويبهرك ديكور المشهد التمثيلي، وتحب زاوية الكاميرا.. ليبقى (مايسترو) الحفل هو ذلك المخرج القابع في الظل لا يحب أن يتصدر الصورة، الذي استطاع قيادة (أوركسترا) التمثيل والإنتاج والديكور والتصوير.. في (سيمفونية) تتبارى (آلاتها) لصنع نغمة صاعدة، حتى نهاية الدراما.. نتحدث اليوم عن (مايسترو) إخراج محترف، استطاع - عبر مسلسل «أبو العروسة» - أن يعيد المشاهد المتعجِّل إلى غرفة الجلوس، وتحديدًا إلى الشاشة المصرية العائلية، وأن يترك (هاتفه الجوال) قليلًا، ليحظى بخلطة سحرية تعانق معاناة وآلام المجتمع، وتجسد طموحه وأحلامه..

إنه المخرج كمال منصور، تلميذ (يوسف شاهين) وأستاذ من أساتذة عصره في فن اللوحة السينمائية.. وكان لـ"سيدتي" هذا الحوار معه.


* صف لنا شعورك بعد نجاح مسلسل «أبو العروسة 1 و2» وتحقيقه إقبالاً جماهيرياً وقت عرضه؟

- سعيد بالفعل بأن استطاع مسلسل أبو العروسة بموسميه الأول والثاني جذب الأسرة المصرية جميعها من جديد، إذ أعتبره بداية عودة المسلسلات العائلية التي يلتفّ حولها أفراد العائلة جميعاً الصغير والكبير. وحزين في الوقت ذاته لانتهاء هذه الحالة الدرامية الرائعة.

* في رأيك لِم جذب المسلسل أكثر من 10 ملايين مشاهد لمتابعته بشغف؟

- لأنّه استطاع إعادة الطبقة المتوسطة الحقيقية في مصر، وقوة الفكرة نفسها في أن تتكلّم مرة ثانية عنهم؛ إذ خاطب تلك الطبقة، كما تحدّث عن أحلامها وطموحاتها؛ فأصبحنا قريبين للناس وحقيقيين في التحدث باسمهم ولذلك صدقنا الناس، فأحبونا وأحببناهم.

*لم اتخذتم قرار الموسم الثاني على الرغم بأنّه لم يكن مطروحاً من قبل وفاجأتم الناس به؟

الشركة المنتجة رأت الإقبال الجماهيري عليه ومدى تعلق المشاهدين به لذلك اتخذت قرار إنتاج موسم ثانٍ منه؟

*وهل من الممكن أن تفاجئونا بموسم ثالث منه؟

إلى الآن القرار لم يتم اتخاذه، وبناء عليه سنبدأ تجهيزات الموسم الثالث.

*معنى ذلك أنّ هناك مداولات لبدء التحضير للجزء الثالث؟

كلام اليس أكثر، وإذا حدث تأكيد فتكونون أول من يعرف.

* هل مسلسل أبو العروسة أوّل عمل درامي لك؟

- لا، فقد سبقه مسلسل "على كف عفريت" كان أوّل عمل لي، ولكنه لم يجد الإقبال الصحافي، ولا أبطال المسلسل كانوا على نفس المستوى، ولم يدفعوني إلى الأمام، فكُتِب له الموت وهو حيّ، في حين أنّي تعبت فيه جداً وفي إخراجه، ولكن للأسف لم أجد النجاح المنتظر والانتشار الذي وجدته في "أبو العروسة" الذي أعتبره أول عمل درامي لي.

بعد ما حدث معي في مسلسل "على كف عفريت" للأسف وضعت في اختبار صعب

المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور



* ولماذا لم نرِ مسلسل "على كف عفريت" ينال فرصة العرض الثانية على قنوات تليفزيونية أخرى؟

- لأنّه كان دسماً جداً، ومليئاً بالأحداث السياسية الصعبة من 2011 إلى 2013، وبالتالي ابتعد الناس عنه، لذلك لم يُعرض على أيّ قناة تليفزيونية أخرى. كما أنّ قناة "النهار" اشترته بشكل حصري، من المنتج ولم تسوقه ولم تبعه إلى أي قناة تليفزيونية أخرى حتى الآن.

* وهل تعتقد أن توقيت عرض المسلسل هو السبب في ظلمه جماهيرياً وفشله تسويقياً؟

- أخرجت "على كف عفريت" في 2011، وأُجّل عرضه إلى 2013، فلو عُرِض في 2012 لكان نال نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ولكن للأسف تأخير عرضه هو ما كتب شهادة وفاته، وابتعد عنه الناس.

* ومن 2013 إلى الآن لم تخض أيّ تجربة إخراجية ثانية؟

- بعد ما حدث معي في مسلسل "على كف عفريت" للأسف وضعت في اختبار صعب وهو إمّا أن أعمل مخرجاً منفذاً وأرجع خطوة إلى الوراء، أو أجلس في البيت وأنتظر عملاً أكون فيه على رأس العمل. بالإضافة إلى أن شركات الإنتاج أغلقت أبوابها في وجهي، وأصبح المنتجون يهربون مني بسبب فشله، والنجوم أصبحوا أيضاً يتهرّبون مني. كل هذا وضعني في هذا الاختبار الصعب، إما أن أتنازل وإما أبقى في منزلي دون عمل؛ فاخترت أن أعمل مخرجاً منفذاً درامياً وليس سينمائياً.

* وما أبرز الأعمال التي أخرجتها كمخرج منفذ؟

- مسلسل "مريم"، ثم مسلسل "ليلة" في 2016.

* وكيف تم التعاقد معك على مسلسل أبو العروسة؟

- اتصل بي المنتج إبراهيم حمودة والمنتجة منى قطب، وقالا لي نريدك في هذه التجربة معنا، ثم تعاقدت قناة "dmc" معنا على الإنتاج أيضاً والبث الحصري.

ويعود الفضل الأوّل للكاتب هاني كمال؛ حيث إنّني عندما قرأت السيناريو والقصة أُعجبت بها، وفي نفس الوقت مكتوبة بشكل "يخض" و"عارف من أول لحظة هذه الحدوتة ستصل بك إلى مسافات بعيدة جداً"، فقبلت التعاقد فوراً. فكانت أمنيتي أن أجد نصاً جيّداً مكتوباً بشكل رائع مثلما حدث مع الكبيرين عاطف الطيب وسمير أبو سيف.

* وهل تعتقد أن مسلسل أبو العروسة توافرت له كل سبل النجاح؟

- هذا بالفعل ما حدث معي. قوة الورق من قوة العمل، كما وُجِدت كل العوامل التي ساعدت على إخراجه بهذه الصور الرائعة. فمثلاً من الممكن أن تجد ورقاً قوياً ولكن يوجد مخرج ضعيف. أو تجد شركة لا تريد أن تصرف جيداً على العمل. أو تجد ممثلين ليسوا على المستوى المطلوب.. فهذا كله يأخذ النص الدرامي القوي وينزله إلى الضعف الشديد في وصوله للمشاهد. أما هاني فمن الكُتّاب الجيدين، وقد عرفته من مسلسل "ليلة" عندما عملنا مع بعض، وقلت له هذا الورق مكتوب بشكل رائع، وكانت أمنيتي أن هذا الورق يكون معي ولكنه ليس من نصيبي. إلى أن تشاء الظروف ويقع ورق أبو العروسة تحت يدي وأُرشّح له؛ فهذا من نعم الله عليّ.

كنت أحلم أن يجمعني عمل مع سوسن بدر

المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور


* وماذا عن ترشيح أبطال مسلسل "أبو العروسة"؟

- الترشيح كان ترشيح مجموعة (مخرج، ومنتج، وكاتب) فيضعون الاختيارات، ثم يُجمِعون على أغلب الممثلين، ويتصلون بهم، ويصلون إلى صيغة توافقية جميعاً.

* ومَنْ مِن الممثلين تحديداً كان اختيارك في "أبو العروسة"؟

- الفنّانة سوسن بدر، فقد كنت أحلم أن يجمعنا عمل سوياً، فهي قامة سينمائية وفنية كبيرة. وأيضاً الفنّان سيد رجب ومدحت صالح، ونرمين الفقي، بالإضافة إلى أنني أصررت على تواجدت في الموسم الثاني أيضاً.

* وكيف استطعت أن تُرجِع نرمين الفقي ومدحت صالح بعد سنوات التوقف السابقة؟

- كنت في اختبار حقيقي؛ هل أستطيع أن أُرجِع نرمين الفقي بعد مسلسل "أبو هيبة" مع الراحل محمود عبد العزيز، فقد كنت في تحدٍ كبير أمامها بنجوميتها هل أستطيع إرجاعها حقاً بدور قوي. وقد نجحت فيه بالفعل. أمّا مدحت صالح وغيره من الفنّانين الشباب بدءاً من الطفل "مرزوق" إلى محمود حجازي وولاء الشريف وكارولين خليل وغيرهم، فقوة المخرج هي من أظهرت هؤلاء. ولي الفضل بعد الله في أن أصنع من أبطال أبو العروسة نجوماً. وكان الوحيد القادر على فعل ذلك هو يوسف شاهين.

* كيف استطعت إخراج "أبو العروسة 1 و2" في 120 حلقة بترابط محكم دون ملل؟

- عملت سابقاً مسلسلات من 30 و45 حلقة، أما الـ60 لكل جزء فهي من أصعب الأعمال الدرامية، إذ إن قوة المخرج تظهر في جعل الـ60 دون تطويل للمشاهد ومط للأحداث واختلاق أحداث أخرى غير متسقة مع الخط الدرامي أو دخيلة عليه لتطويل عدد الحلقات، والذي ساعدني على ذلك أن يكون "الورق" ملكاً لكاتب واحد (المؤلف هاني كمال) وليس نتاج ورشة كتابية مشتركة لأكثر من كاتب. فهاني كمال استطاع أن يربط الناس من أول حلقة إلى الحلقة الستين، وبعد مناقشتي معه وضعنا عقداً درامية متوسطة ومطبات وألغازا "سينمادرامية" في المسلسل حتى يظل متماسكاً إلى نهايته، واستطعت أن أتحكم في مشاعر الناس وجعلتهم يفرحون وقتما أشاء وجعلتهم أيضاً يبكون وقتما أردت، وساعدني على ذلك قوة النص وتميز الممثلين.

* هل تدخّل أحد المُمثّلين في سيناريو المسلسل؟

- كنت ديمقراطياً في قيادتي لإخراج العمل، والذي ساعدني على ذلك أن أغلب أبطال أبو العروسة مثقفون، بالإضافة إلى أن الفنّان سيد رجب كاتب سيناريو مميز، والفنّانة سوسن بدر تؤدي الشخصية ببراعة وعندها تجارب حياتية كثيرة؛ فاستفدت بالفعل من ملاحظاتهما لأيّ إضافات لشخصية كل منهما وطريقة أدائهما، وفي بعض الأحيان كنت أنا صاحب القرار الأول والأخير وسلم أبطال المسلسل أنفسهم لي.

* ما أصعب المشاهد التي أُرهِقتك في إخراجها؟

- هناك بعض "البلوكات" والمشاهد التي لم تأخذ على الشاشة سوى دقيقة أو دقيقتين ولكن أخذ التحضير لها 9 ساعات، ومنها ما أخذ يوماً كاملاً مثل حلقة الشهيد ومشهد الجنازة في الجزء الأول حيث بدأنا التصوير من 5 فجراً إلى 9 مساء. وأيضاً حلقة تعارف العائلتين، وحلقة الخطوبة وأغنية "بنتي"، بدأنا 4 عصراً إلى 5 فجراً، ومعك 30 ممثلاً في المشهد الواحد، وكيف ستجلس 17 ممثلاً في غرفة واحدة، وتأخذ انفعالات كل طرف في مشهد جماعي. وثالث الحلقات المتعبة هي حلقتا 59 و60 في الفرح، حيث فرضنا إقامة كاملة للممثلين في الفندق. كما مشهد العائلة وهي ترقص الموجود في برومو التتر في الحلقة 17. وفي الثاني كان مشهد المستشفى وولادة كارما، ثم آخر مشهد وهو مشهد "عيد العائلة".

ابن يوسف شاهين

المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور


* يطلق عليكَ لقب "ابن يوسف شاهين"؟

- بالفعل أنا من أبناء يوسف شاهين، فقد عملت معه على مدار أكثر من 15 سنة، ولازمته إلى مماته، حيث عملت تحت يديه مخرجاً منفذاً. فهو شرف ومسؤولية في الوقت ذاته، وبسببه "اتعورت" كثيراً وسبّب لي هموماً وأزمات كثيرة.

* وكيف كان لقب "ابن شاهين" عبئاً عليك؟

- ليس من السهل أن تكون مخرجاً منفذاً مع يوسف شاهين ويعرض عليك عمل "هلس"، أو عمل ضعيف المستوى وتقبله. فهذا المستوى وتلك المرتبة فرضت عليّ ألا أقبَل أعمالاً كثيرة، وبالتالي ابتعد عنّي الكثير من المنتجين وشركات الإنتاج بالتبعية، حتى لا يقال إنّ تلميذ يوسف شاهين عمل هذا العمل الضعيف؛ فإني أفكر ألف مرة في قبول أو رفض أي عمل لأني بالفعل تربيت على فن يوسف شاهين، وأخاف على اسمي وسمعتي في أن أقبل أعمالاً ضعيفة.

* أخبرنا عن بداياتك مع المخرج العالمي يوسف شاهين كيف كانت؟

- كانت بداياتي في فيلم المصير، ومن يومها لم أفارقه إلى مماته، رحمه الله؛ فقد كنت من المُقرّبين من الراحل وكنت أمين سره الناصح له.

* كيف خرجت من عباءة يوسف شاهين السينمائية إلى الدراما؟

- عانت السينما انحدارا أمام الدراما منذ عام 2008، فضعف الإقبال عليها بسبب سرقة الأفلام من قبل القنوات المقرصنة ومواقع تحميل الأفلام، ما أدّى إلى أن أغلقت شركات كثيرة أبوابها أمام المخرجين، وقلّت الأعمال السينمائية من حينها، ومن ضمنها شركة يوسف شاهين أوقفت الإنتاج تماماً، فأصبحت ما بين خيار من اثنين إمّا أن تجلس في البيت أو "تعمل"، فبدأت فكرة أن المنتج يريد عمل مسلسل بتقنيات سينمائية وجودة تصوير عالية مثل مسلسل "أهل كايرو"، فأرادوا مخرجاً منفذاً محترفاً فاستعانوا بي، فوجدتها فرصة وأعجبت بالفكرة. وبدأت فكرة السينما الدرامية تروج في تلك الفترة ممثلة في المسلسلات التركية، فاشترطت لعمل هذه التقنية أن أقرأ الورق وأبلغ المنتج بكيفية عمل هذه الخلطة في عدد أيام وحلقات معينة، فوافقت الجهة المنتجة أن تستعين بـ"كاست" كله سينما من ممثلين ومصورين ومخرجين سينمائيين. وساعتها أخذت قراري بأن أتّجه للدراما، بالإضافة إلى العائد المالي السخي فيها وتستطيع أن تعيش أنت وأسرتك بشكل أفضل، كما اتجه نجوم السينما إلى الدراما؛ فهذا كله متطلبات سوق وأزمة مرحلة إما أن تتطور وتواكب أو تتوقف وتجلس بالبيت.

كان من أحلامي أن أعمل مع الراحلين نور الشريف ومحمود عبد العزيز

المخرج كمال منصور
المخرج كمال منصور


* هل نراك مخرج كليبات أو إعلانات أو مسرح؟

- كل تصنيف من الثلاثة السابقة لها "تكنيك" مختلف عن الآخر، وكان عندي فضول أن أذهب للمسرح، ولكن في النهاية كل مهنة من الثلاثة لها أشخاص مُميّزون بها، وبصراحة لم أستمتع ولم أجد نفسي في المسرح تحديداً. أما الكليب فقد أخرجت 3 كليبات في مسلسل أبو العروسة. أما الإعلان فربما تأتي فرصة وأعملها. فأنا أرى نفسي حالياً في الدراما هذه الفترة.

*ولكننا رأينا مخرجين بحجم عاطف الطيب أخرج أغنية لأنغام..

- يجب أولا أن تتضح الأغنية في ذهني وأن أحولها لـ"حدوتة" درامية في شكل فيديو كليب؛ فساعتها سأخوض التجربة.

* وماذا لو عرض عليك دراما سورية أو أردنية هل ستشارك بها؟

- على حسب القصة هل ستشدك أم لا، فساعتها سأخرجها وأوافق عليها. فيوسف شاهين نفسه عمل في الجزائر فترة وذهب للبنان وأخرج أفلاماً. فالمخرج هو المخرج في أيّ مكان. والفيصل هو القصة والسيناريو هل "سيرفعك لفوق" أم ينزلك لأسفل، وأذكرك بـ"أبو العروسة"، فلن أقبل بأقل منه في الفترة الحالية.

* مَنْ مِن الممثلين تريد أن يكونوا معك في أعمالك الدرامية القادمة؟

- يوجد في مصر عظماء في الدراما الذين أشرف بالعمل معهم. وكان من أحلامي أن أعمل مع الراحلين نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وأريد العمل مع يحيى الفخراني حيث أستمتع بمشاهدته.

* الدراما الصعيدية والتاريخية.. هل ستخوض غمارها قريباً؟

- الدراما الصعيدية تستهويني جداً، وتُمثّل بالنسبة لي تحدياً كبيراً، وأتمنى قريبا المشاركة فيها. أما التاريخية فتكلفتها الإنتاجية عالية جداً، وتحتاج لدعم الدولة لها، حيث أصبح تحقيقها حالياً صعباً جداً، بعد ابتعاد النجوم عنها، وانشغالهم بأعمالهم الخاصة.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"