طرق تعزيز الصحة النفسية والثقة بالنفس لتجنّب الأمراض وفق اختصاصية

تعزيز الصحة النفسية والثقة بالنفس
تعزيز الصحة النفسية والثقة بالنفس

يُعتبر تعزيز الثقة بالنفس وتحسين صورة الذات من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الإنسان ونجاحه في مختلف جوانب الحياة.
إن تكوين صورة إيجابية عن الذات يعزز الشعور بالقبول والرضا عن الذات، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الأداء الشخصي والاجتماعي وتجنّب الأمراض النفسية. إذا كنتِ تعانين من قلة الثقة بالنفس، فإن هذا المقال سيقدّم لكِ مجموعة من النصائح والإستراتيجيات لمساعدتكِ على بناء وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ، وفقاً للاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان في حديثها لـ"سيدتي".

الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان

أسباب قلة الثقة بالنفس

قبل البدء في تعزيز الثقة بالنفس، يجب أن نفهم جذور المشكلة. هل هي نتيجة لتجارب سلبية في الماضي؟ هل هي ناتجة عن توقّعات سلبية للمستقبل؟:

  1. عادة ما تُعزى قلة الثقة بالنفس إلى تجارب الطفولة والعلاقة بين الشخص ووالديه. تلك العلاقة والتفاعلات في الطفولة يمكن أن تترك بصمتها على نمط تفكير الفرد وتصوّراته عن الذات، مما يؤثر في ثقته بنفسه في المستقبل، ويجعله عرضة للأمراض النفسية.
  2. قد تكون قلة الثقة بالنفس نتيجة لعدة عوامل، منها التجارب السلبية في الماضي، والتعرّض للانتقادات اللاذعة، والمقارنة المستمرة بين النفس والآخرين. كما يمكن أن تكون مرتبطة بصورة الذات السلبية والشعور بعدم الكفاءة في تحقيق الأهداف المرسومة.
  3. التجارب السلبية في الماضي: تجارب الفشل أو التجارب السلبية في الماضي قد تؤثر سلباً على الثقة بالنفس وتجعل الشخص يشعر بالشك والقلق بشأن قدراته.
  4. المقارنة بالآخرين: عادةً ما يقوم الأشخاص بمقارنة أنفسهم بالآخرين، وإذا شعروا بأنهم لا يمتلكون ما يكفي من المواهب أو القدرات، فقد يؤدي ذلك إلى قلة الثقة بالنفس.
  5. الانتقادات السلبية: تعرّض الشخص لانتقادات سلبية مستمرة، سواء كانت من الآخرين أو من داخله، يمكن أن يقلل من ثقته بنفسه.
  6. عدم التقبّل الذاتي: عدم قبول الشخص لنفسه كما هو، والتفكير بأنه يجب أن يكون مثالياً، قد يؤدي إلى قلة الثقة بالنفس.
  7. الخوف من الفشل: الخوف من التعرّض للفشل أو عدم تحقيق التوقعات الشخصية أو الاجتماعية يمكن أن يقلل من الثقة بالنفس.
  8. التجارب السلبية الحالية: تجارب الفشل أو الإحباط الحالية يمكن أن تؤثر على ثقة الشخص بنفسه في الوقت الحالي.
  9. تعتبر هذه بعض الأسباب الشائعة لقلة الثقة بالنفس، ومن المهم التعرّف على هذه الأسباب لبدء عملية تحسين الثقة بالنفس والتغلّب عليها.

في حال كنتِ تملكين أفكاراً سلبية، تعرّفي إلى طرق التخلص من الأفكار السلبية في العقل الباطن وفق مستشارة إرشادية.


تأثير الصورة الذاتية السلبية على حياة الفرد

التحديات والصعوبات جزء طبيعي من الحياة
  • الصورة الذاتية التي يحملها كل شخص عن نفسه ليست دائماً تعبر عن الواقع، وقد تكون مشوّهة أحياناً بالتفكير السلبي والانطباعات الخاطئة عن الذات.
  • عندما يتبنّى الشخص صورة سلبية عن نفسه ويبني حياته عليها، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى دوران دائرة السلبية، حيث يتجه الفرد نحو تجارب وسلوكيات تؤكد هذه الصورة السلبية، وبالتالي يتم تعزيزها.
  • هذه السلوكيات السلبية قد تشمل تجنّب الفرص والتحدّيات، وتجنّب العلاقات الاجتماعية، وتجنّب المواقف الجديدة، مما يؤثر سلباً على نمو الشخصية وتحقيق النجاح في الحياة.
  • لذلك يجب على الفرد أن يكون واعياً للصورة التي يحملها عن نفسه وأن يسعى لتحسينها من خلال تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية وتطوير الثقة بالنفس.
  • التحديات والصعوبات جزء طبيعي من الحياة، ويمكن تجاوزها بالإيمان بالقدرات الشخصية وتطوير القدرة على التكيّف والنمو.

ننصحكِ بالاطلاع الى تمارين للتخلص من الخجل.. جرّبيها وستلاحظين الفارق.

8 خطوات لتثبيت الثقة بالنفس وتجنّب المشاكل النفسية

  1. التقبّل الذاتي: يُعَتبر التقبل الذاتي أساساً في بناء الثقة بالنفس. عليكِ أن تقبلي نفسكِ كما أنتِ دون مقارنة بالآخرين. تقبّلي عيوبكِ وقواكِ، وتعلّمي كيف تحبين نفسكِ بشكل كامل.
  2. تطوير المهارات الشخصية: ابحثي عن فرص لتطوير مهاراتكِ وتعلّمي أشياء جديدة. الاستثمار في تطوير الذات يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ويحسّن صورة الذات. يمكن تعزيز الثقة بالنفس من خلال تطوير مهارات جديدة وتحقيق النجاح في مجالات مختلفة من الحياة.
  3. التواصل الإيجابي مع الذات: يجب أن تحاولي تغيير النظرة السلبية للحياة إلى نظرة إيجابية. استخدمي الإيجابية في الحوار الداخلي، واحتفظي بتوقعات إيجابية للنجاح والتحقيق. يجب على الفرد تغيير الحوار الداخلي السلبي إلى حوار إيجابي يعزز الشعور بالقبول والتقدير.
  4. تحديد الأهداف وتحقيقها: حدّدي أهدافاً واقعية ومحدّدة بشكل واضح، وضعي خططاً لتحقيقها، وحافظي على التركيز والالتزام بها حتى تحقيقها.
  5. يمكن للعناية بالمظهر الشخصي والعناية بالصحة البدنية أن تلعب دوراً هاماً في تحسين الصورة الذاتية، وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس.
  6. الاستماع إلى الآخرين بعناية: كوني مستعدة للاستماع إلى آراء الآخرين وملاحظاتهم، ولكن لا تسمحي لهم بتحديد قيمتكِ الذاتية.
  7. الحفاظ على علاقات إيجابية: احرصي على الاقتران بالأشخاص الذين يدعمونكِ ويحفّزونكِ، وتجنّبي العلاقات السلبية التي تؤثر سلباً على صحتك النفسية.
  8. التفاعل مع التحديات بشكل إيجابي: اعتبري التحديات كفرص للنمو والتطور، وتعلّمي كيف تواجهينها بثقة وإيجابية. ولا مانع من طلب المساعدة من اختصاصي عند مواجهة حدث أو تحدٍّ كبيرين.

تعزيز الصحة النفسية

  • يعتبر تعزيز الصحة النفسية والثقة بالنفس وتحسين الصورة الذاتية عملية مستمرة تتطلب الجهد والتفاني. من المهم أن يدرك الفرد أنه يمتلك القدرة على تغيير نفسه وتحسين حالته النفسية والشخصية. باعتماد الخطوات العملية المذكورة أعلاه، يمكن للفرد أن يبني صورة إيجابية عن الذات ويعزز ثقته بنفسه، مما يؤدي إلى تحسين جودة حياته بشكل عام. باعتباره عملية مستمرة، يمكن تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصورة الذاتية من خلال اتباع الخطوات المذكورة أعلاه.
  • قومي بتطبيقها بانتظام واستمري في التعلّم والتطوّر، وستلاحظين تحسناً كبيراً في ثقتكِ بنفسكِ وفي صورتكِ الذاتية بشكل عام.
  • تحصين الصحة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس ليس بالمهمة السهلة، لكنها قابلة للتحقيق بالتدريب والتطبيق المستمرين. باستخدام الإستراتيجيات المذكورة أعلاه والعمل الجاد، يمكنكِ بناء ثقتكِ بنفسكِ وتحقيق النجاح في حياتكِ الشخصية، و"لن يتمكن أي شخص أن يصل إلى قمة الجبل إذا لم يبدأ في التسلق" كما يقول ريتشارد إيفانز (مؤرخ وكاتب بريطاني).
  • إذا واجهتِ صعوبة في تعزيز حالتك النفسية وتحسين ثقتكِ بنفسكِ، فقد يكون من الجيّد اللجوء إلى خبير نفسي للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.

تعرّفي إلى أهمية ترديد رسائل التذكير الإيجابية كل صباح.. لتكوني قوية.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.