قد يجهل بعض الآباء والأمهات أنّ براءة أطفالهم تُخفي وراءها الكثير من الذكاء والدهاء، وقد يستخدمهما الطفل لنيل ما يريد أو منع ما لا يريد أو ربما لمجرد لفت الأنظار.
فرغبة الطفل في لفت الأنظار من السمات البارزة للطفل السويّ، وذلك بين سن 9 أشهر حتى ثلاث أو أربع سنوات حيث يرغب أن يكون مركز الاهتمام وأن يُعامل من الجميع كشخصية مميزة. لذا عليكِ أن تتعرفي جيداً على حيل طفلكِ خاصة عندما يتمارض، وطريقة التعامل المناسبة لصد هذه الحيلة دون جرح مشاعره.
ما هو التمارض؟
تقول الدكتورة عصمت الجميعي، الأستاذة بجامعة الملك سعود كلية التمريض النفسي: "إنّ التمارض هو إدعاء المرض مثل: وجع الرأس، البطن... إلخ من حيل تشفع له عند والديه لعدم تنفيذ أمر ما، وتستدعي اهتمامهما. أو حجة لعدم الذهاب إلى المدرسة.
ولا شك أنّ لكل مشكلة أسباب تكمن وراء نشوئها، وقد يكون الطفل صادقاً فيما يقول وقد يكون خاطئاً، ويستعمل التمارض كحيلة هروبية من المدرسة مثلاً.
لذا يجب أن تتأكد الأم في البداية ما إذا كان الطفل مريضاً فعلاً، أو أنه يحتال وذلك بأن تلاحظ عليه من تعبيرات وجه أنه مستريح.
وفي حال صعب عليها الأمر فعليها الذهاب به إلى الطبيب لتتأكد من سلامته.
وتتنوع الأسباب التي تدفع الطفل لاستخدام حيلة التمارض ومن أهمها:
1-. رغبة الطفل بجذب انتباه والديه خاصة إذا كان يفتقد الحب والحنان والرعاية، أو كان غيوراً من أخيه أو أخته الصغرى التي نالت مكانه من الدلال، أو كان مهملاً من قبل والدته فيتمارض لكي يكسب الحب والحنان والاهتمام منها.
2-تعلق الطفل الشديد بأمه وخوفه من فقدانها وتركها له، ورغبته في الاستحواذ على جل اهتمامها.
3 - الخوف نتيجة عدم أداء أحد الواجبات التي يكلف بها كترتيب غرفته مثلاً.
4 - مشكلة نفسية يعاني منها الطفل مثل: السخرية والاستهزاء به من قبل الآخرين.
طرق التعامل مع هذه الحيلة:
1 محاورة الطفل بهدوء ومناقشة الأسباب الكامنة وراء تصرفه.
2 إشعار الابن بالحب والعطف والحنان، وإشباع حاجاته النفسية حتى يشعر بالأمان النفسي.
3 مكافأة الطفل في حالة إقلاعه عن التمارض. والعكس، حرمانه من رحلة أو من مصروف في حالة تحايله.
4 تجاهل مرض الابن إذا كان فعلاً يتمارض، وعدم مجاراته فيما يريد كأن تجعله يتغيب عن مدرسته لأنها عندما تسمح له بذلك سيصبح التمارض لديه عادة يستخدمها لتحقيق ما يريد.
5 تجنب الضرب والقسوة الشديدة على الطفل، واستخدام أساليب أخرى مثل: التشجيع. فعبارات التشجيع لها أثر كبير على نفسية الطفل؛ حيث تعطيه الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية.
والاستماع إلى ما يشعر به الطفل من أحاسيس ومشاكل يعد من أهم العوامل. فالطفل يشعر بالقلق والانفعال عندما يلاحظ أنّ والديه لا يستمعان إليه باهتمام، وهذا يؤدي به إلى عدم الثقة بنفسه.