كيف تكسبين معركة الزواج؟

 

أشياء أخرى:

«الطلاق: الرصاصة الأخيرة التي تطلق في معركة الزواج»


تتكون الحياة الزوجية من عدة جولات، تمامًا مثل جولات حلبة المصارعة، غير أن في حلبة الزواج قد يفوز الزوجان المحظوظان في النهاية، على عكس حلبة المصارعة التي لا بد أن تنتهي جولاتها بفائز وخاسر.

قبل الزواج يحلم الزوجان كثيرًا، ويقطع كل منهما عهدًا للآخر بأن يتفقا على كل شيء، وبألا يختلفا حول أي شيء، وبأن يعيشا في سعادة لا تعكر صفوها أي خلافات، لكن بعد الزواج تحدث الخلافات على عكس توقعات الزوجين اللذين كانا يتصوران أنهما سيعيشان كطائرين مغردين لا يفعلان شيئًا غير الغناء والحب.

ولما كان الصراع في الحياة الزوجية أمرًا حتميًّا، فإنه من الضروري ألا ينجم عن هذا الصراع فائز أو خاسر.

فكثير من الأزواج الذين نراهم سعداء فيما بينهم، قد ينشب الشجار بينهم، لكن ينتهي الخلاف والشجار لدى كل من الزوج والزوجة عند نقطة جديدة كسبها في حلبة الصراع تجعله أكثر اقترابًا من شريكه وأكثر فهمًا له، ومن ثم تكون النتيجة أن كلاً من الزوجين يتعاملان بطريقة أفضل ويتجنبان الشيء الذي أثار الخلاف وأدى إلى الشجار.

ويؤكد خبراء الزواج أن الأزواج الذين لا يختلفون ولا ينشب شجار بينهم من وقت لآخر تظل بداخلهم أشياء قد يؤدي وجودها وتراكمها هناك في الأعماق، بعيدًا عن ضوء الصراع والمكاشفة، إلى انهيار الزواج وتحطمه.. فالخناقات الزوجية ضرورية، وكما يسميها الخبراء هي ملح وفلفل الحياة الزوجية.

كذلك تنصح جوديث والتر شيني في كتابها (الزواج الجيد)، الأزواج بضرورة ممارسة النقاش والجدل الإيجابي، بمعنى أن يتفقوا حتى على ما سيختلفون عليه، ذلك من خلال وضع قواعد للجدال فيما بينهم، بحيث يمكنهم في النهاية التوصل إلى نقاط اتفاق.

وكثيرًا ما يتم الاتفاق بين الزوجين في لحظات هادئة على طريقة للنقاش وأسلوب الجدال، وعلى أن يكون كل منهما مستعدًا لتلقي بعض النصائح حول رؤية الآخر في كيفية التعامل مع الخلاف الناشب بينهما.. فعلى سبيل المثال قد يتفق الزوجان عندما يستبد بهما الغضب ولا ينجحان في التوصل إلى اتفاق، على إنهاء النقاش والخروج في نزهة من أجل مواصلة الحديث في هدوء بعيدًا عن أجواء التوتر والغضب.

ومن النصائح التي تفيد الزوجين كثيرًا في تفادي نشوب الخلاف الذي لا يفوز فيه أحد، ألا يقوم الزوجان بإلقاء اللوم أحدهما على الآخر، وألا ينعت أحدهما الآخر بصفات يمكن أن تثير جدالاً حادًا، وألا يشرك الزوجان أطفالهما في أي خلاف.

ومن المهم عند بدء أي جدال بين الزوجين ألا يشير أحدهما إلى جدال سابق وهما بصدد خلاف حالي، وألا يأتي أحدهما على ذكر موقف انتهى بينهما بنتائج سلبية؛ لأن الفشل في معالجة موقف سابق لا يعني أن ينتهي أي خلاف لاحق بالفشل أيضًا.

ومن المفيد أن يشاهد الأطفال الأب والأم وهما يختلفان من وقت لآخر من دون أن يفقد ذلك الخلاف علاقة الود والحب والتراحم بينهما، وأن يدرك الأطفال أيضًا أن الأب والأم نجحا في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلة التي واجهتهما وأدت إلى خلافهما، وفي رأي جوديث والتر شيني أن رؤية الأطفال للأب والأم في حالات مختلفة من الحياة اليومية تزيد من خبراتهم وتشعرهم بأن الحياة الزوجية مثلما تحتوي على لحظات اتفاق فهي أيضًا لا تخلو من الاختلاف، وبأن الحياة تسير بأوقاتها الحلوة والمرة، وبأن أي خلاف ينشب بين شخص وآخر لا يعني نهاية العالم.

ودائمًا كلمة الحب الرقيقة التي تتضمن اعتذارًا تخفف من حدة أي خلاف وتعمل على إنهائه، خاصة بين الزوجين.