أفتتح عامي الجديد «عليك»

سلمى الجابري
عام جديد، ذكرياتٌ جديدة، كل شيء من حولي بدأ يتجدد، حتى مشاعر الحب جديدة، كل من رحل بقي في الخلف، بقي بجراحه، بنزقه، وتعبه، لا أحد سيرافقنا أكثر من المفترض، لا أحد سيتوقف لوداعنا حينما يبدأ موسم الهجير. الذاكرة.. لا تنتهي مشاهدها، لا تنتهي لحظاتها المنسية، رغماً عن محاولتنا في تخديرها، أوفي كتم صوت الحنين القادم منها، هي تأبى ذلك، تأبى أن تخون الذكرى، أن تتجرّد من ماضيها بسهولة، لذا كل عام يمرّ على قلبي، على روحي، على هذا الوجع الأنيق الذي بداخلي، على كل تفاصيلي البائسة، الصغيرة والمهجورة، يجعلني أحاول نفض كل ما ترسب، وكل ما كان سيترسب، أو كان سيحاول أن يبقى ويتجذر، أنفضهم دفعة واحدة كل عام، دون تفكيرٍ أو حتى دون ندم، أنفض كل الأفكار المُسننة، المثيرة للبكاء والوجع، أنفضها حتى أبعث من جديد، كمن يحيا من بعد ميتة كانت وشيكة، لكنه قد تجاوزها، من حيث لا يعلم. هذا العام أفتتحه على كل اللحظات التي لم أعشها، والتي لم أكن فيها معك، أعيد ترتيبها، أختار لها الألوان، المشاعر، الموسيقى، العطور، واللغة التي سنتحدث بها، والتي ستكون بيننا على مدار عامٍ آخر، عام يشبهنا؛ يعكس الجنون الذي سنخوض في غماره ونحن على أهبة التوق، أفتتح عامي الجديد عليك، فأجمل عطايا الرب «قلبك الطيب»..