وعكة عاطفيّة

سلمى الجابري
- هل جربت يوماً أن تسابق الأحلام؟ أن تعبر مداها؛ كي تشق جميع الطرق بابتسامةٍ ساخرة؟ - هل راهنت يوماً على البهجة كما تراهن باستمرار على الألم؟ - هل ربتّ يوماً على كتف روحك المتعبة، كما تربت على كتف من تحب؟ - هل غادرت يوماً أناك، هل هجرتها، تركتها، تبرأت منها؟ ثم عدت من أقصاك تبحث عنها كي تعانقها، وتعانقك في ذات الآن؟ - هل حدقت يوماً في هاتفك طويلاً، تبحث بنظراتك القلقة عن وميض، عن إشارة تنبئك بقدوم رسالة أو مكالمة ممن تحب؟ - هل أخذك التفكير يوماً نحو العدم، نحو اللحظة الأخيرة من الحياة، ثم تداركت الموقف بشهقة طارئة فعدت؟! - هل جربت يوماً أن تفضي بأسرارك، بأهم عيوبك ونقاط ضعفك لأحدهم، ثم خُذلت، ندمت، وجاءتك الصفعة متزامنة تماماً مع حجم الخيبة؟! حسناً فكلنا قد شعرنا بذلك، لا داعي بأن نخجل من ضعفنا، فنتوارى عن الأعين، وكأننا اقترفنا ذنباً لا يمكن الصفح عنه، الوقت لم ينتهِ بعد، ما زلنا نتنفس، نصافح الأغصان، نتحسس التربة، ونسقط بتعبنا فوق العشب، مازلنا نحيا من أجلنا، لم ننتهِ كما اعتقدنا، ولم نمت حباً كما كنا نقول، كل ما في الأمر أننا سنبقى طريحي الفراش لأيام.. لأشهر.. وسنتجاوز هذه الوعكة العاطفية كما لم نتخيل قط!.