الوطن العربي ينتظر صحيفة الصباح!

مبارك الشعلان
| كان البعض في الوطن العربي يرفع شعار الموت لأمريكا. النتيجة: عاشت أمريكا ومات أجمل ما في الوطن العربي. كان الناس ينتظرون صحف الوطن العربي ليقرأوا بارقة أمل. اليوم أصبح الوطن العربي ينتظر صحيفة الصباح كل يوم ليقرأ بارقة أمل، ويردد أن الأمور ليست سيئة إلى هذا الحد، في الصباح تكون أفضل. أو في أسوأ الأحوال ليست «أسوأ»! الناس ينتظرون صحيفة الصباح كما ينتظرون قهوتهم الصباحية. وينتظرونها كما لو أنها قارئة فنجان، فكل واحد يريد أن يقرأ بخته مع صحيفة الصباح، ولكن صحف الصباح لا توزع الحلوى والأخبار السعيدة. إنها سلة من الأوجاع التي يتألم بها الناس كل يوم، ولكنهم مع ذلك كله يركضون في صباح الغد ليتلقفوا صحيفة الصباح، أو يتلقفوا أوجاعهم، وكأنهم يمارسون جلد الذات ويتلذذون بهذه السادية فيقرأون ويرمون الصحيفة جانباً مثل كل صباح، وهم يرددون عبارتهم المأثورة: «لا يوجد شيء جديد في الجريدة وفي هذا الصباح». ولكن، لعل صحف الغد تحمل سلة أخبار جميلة توزع الحلوى، والأخبار السعيدة التي لا يوجد فيها خبر لا يحمل رائحة القتلى هنا ورائحة العمليات الانتحارية وفشل المفاوضات هنا وهناك، يريد صحيفة تكتب على صدر صفحتها الأولى: إن الأمم المتحدة مازالت في مهمة بحث شاقة عن فقراء لإطعامهم؛ لأن كل فقراء العالم أصبحوا أكثر غنى بدلاً من أن يكونوا أكثر فقراً، ولأن كل الخائفين أصبحوا أكثر أمناً وأماناً وأن أخبار المحبين والعشاق تتصدر الصفحات بدلاً من أخبار القتل والقتلى والذبح اليومي بجميع أشكاله. هذه الصحيفة لم تصدر بعد، وهذه السلة من الأخبار لن تحملها صحيفة اليوم؛ لأنه لا توجد صحيفة حتى الآن توزع الأخبار السعيدة والمن والسلوى، ولأنه لا توجد وكالة أنباء تعمل إذا كانت الأخبار سعيدة، ولا يوجد صحافيون يتابعون حسنات الناس بدلاً من البحث عن سوءاتهم وعوراتهم، ولا يوجد كتّاب مهمتهم إسعاد القارئ، بدلاً من «تقليب المواجع» وتحريض الناس على الكآبة؛ لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك فسيفقدون عملهم. فمهمتهم غير النبيلة في الحياة هي تعكير صفو الناس، وتوزيع الألم والكآبة في كل صباح مع قهوة الصباح وصحيفة الصباح!! شعلانيات: | إذا فكرت مرتين قبل أن تتكلم فسوف تتكلم أفضل بمرتين! | لا، لا تجعل همّك حب الناس لك، فالنـاس قلوبهم متقلبة قد يحبونك اليوم ويكرهونك غداً، وليكن همّك كيف يُحبك رب الناس فإنه إن أحبك جعل أفئدة الناس تهواك! | كل حدث في حياتك فيه لُطف خفيّ لاتدركه غالباً إلا إن تمعّنت، قد لا يعجبك أو لا تتفق معه لكنه يبقى خيراً لك لأنه قُدّر لحكمه! | كثير من مشاكلنا في الحياة تنتج لسببين: نتصرف دون تفكير، أو نستمر في التفكير دون أن نتصرف!