| قال لها: لحظة عرفتك كانت الحياة جميلة، وكل المشاكل صغيرة، وكل العقبات مذللة، كنت نجمة في سماء حياتي، كان قلبي يخفق فرحاً وحباً وهياماً، ولم يعرف اليأس ولا الألم ولا الشقاء طريقه إلى قلبي، ولكن مع الأسف بعد الزواج سقط القناع الذي كنت ترتدينه، وظهر لي وجه مختلف، وسقطت نجمتي في القاع، وكأنك امرأة أخرى غير التي عرفتها وأحببتها منذ خمسة أعوام، هل يمكن أن تتقني الهدوء والطيبة وحلاوة اللسان لدرجة أني صدقتك وسلمت لك بكل إرادتي قلبي وعقلي؟ لقد حاولت في البداية أن أدفعك نحو القمة؛ لأجعلك سيدة مجتمع مثقفة، ولكنك كنت تمتلكين قاموساً مليئاً بكل النعوت والألفاظ السلبية، وكنت ألتزم أمامك الصمت، فأخلاقي لا تسمح لي بأن أرد اتهامك باتهام، ولا جهلك بجهل أكبر منه، كنت تعاتبينني فأطلب مودتك، تغضبين فأصفح عنك، تثورين فأسامحك، ورغم كل ذلك لم أرغب في تدمير ما تبقى بداخلي تجاهك، حاولت أن أتفاهم وأتحاور معك؛ حتى لا أخسرك وتخسريني، فالقسوة لم تعرف طريقها يوماً إلى قلبي لمن كانوا سبباً في معاناتي، فما بالك وأنت زوجتي وحبيبتي؟ ولكنك تعديت جميع الخطوط الحمراء، فهل تظنين بأن صبري لن ينفد؟ وبأن صمتي سيصمد؟ وأن تسامحي سيستمر؟ وهل صور لك خيالك بأني سأقف أتفرج عليك وأنت تلسعينني بسوط ألفاظك الجارحة والمؤذية؟ فالحب، هذا الإحساس، إذا كنت أصلاً تشعرين به تجاهي كما تدعين هو في المقام الأول يكمن في الاحترام، وهو موقف وتصرف، ولن تكتمل روعة الحب يا سيدتي إلا إذا عشت أنوثتك بصدق وود، ومارست دورك كزوجة وربة بيت كما ينبغي، وأن تهتمي بإسعاد من تحبين، وتتقبلي بكل الرضا عيوبه وحسناته، وتحتويه بكل أفراحه وأحزانه، والأهم من كل هذا أعود وأقول الاحترام، ولكن أين أنت منه؟ ومازلت أعيش الدهشة من تبدل حالك وتغير شخصيتك قبل وبعد الزواج، إن كلام الحب يا عزيزتي يفقد قيمته عندما يفقد الاحترام، والآن ليس هذا مجالاً للعتاب، بعد أن اكتشفت أن ما بيننا كان مجرد زواج تحركه شخصيتك الغريبة، ويتحكم فيه مزاجك المتقلب، وكان تسامحي معك ليس كما تعتقدين بأني كنت أستدر به عطفك حتى أحتفظ بك، ولكني كنت أحبك، وتعاملي معك كان واضحاً وصريحاً، يسيطر عليه الصدق والاحترام الذي أضعه في المقام الأول في قائمة حياتي، وفي النهاية طفح الكيل وخارت مقاومتي ونفد صبري، بعد أن حاولت مراراً أن أبني ما كنت تهدمينه، وأصل ما كنت تقطعينه، حاولت أن أصمد وأهرب من مرارة الشقاء الذي عشته معك بكل ألوانه وفشلت حتى احتواني اليأس، فعندما يكون الألم أكبر وأقوى من سعة القلب تسكت الكلمات ويكون الصمت أفضل، وببعدي عنك سأكسب أشياء كثيرة، بعكسك أنت؛ لأنك ستخسرين كل شيء، وهذا الواقع ستلمسينه بنفسك، ولكن بعد فوات الأوان