عمليات التجميل... وعمليات «التبشيع»!!

مبارك الشعلان
كل اللواتي قمن بعمليات تجميل أصبحن أقل جمالاً... وأكثر بشاعة.... وأكتب اليوم عن الجمال والتجميل... والتبشيع ... قالت واحدة إنها ورثت جمالها من أبيها.. وعلقت ثانية: طبعاً؛ لأنه جراح تجميل. هذه الأيام، كثير من البنات والنساء ورثن جمالهن، من صديقاتهن.. فكل واحدة تجري عملية تجميل تتبعها صديقتها.. فأصبحت كل النساء من نوع واحد، لدرجة تشعر معها وكأنهن توائم..، فمشرط الجراح جعل مقولة يخلق من الشبه 400 وليس 40؛ لأنه لا يوجد جراح مبدع، لكي يرسم كل يوم واحدة شكل.. لذلك هو يستنسخ النساء.. فكلهن أنوف مجدوعة وخدود وشفايف «منفوخة»، ما جعل النساء أخوات في الرضاعة أو أخوات في الجراحة!. وعلى طريقة استضافة نهائيات كأس العالم، استضافت الصين نهائيات الجمال الصناعي، لاختيار «ملكة الجمال الصناعي». وقد نجحت في الاستضافة بعد أن أثبتت أنها «أحق» من غيرها، على الرغم من أن العالم ينظر إلى الصناعة الصينية على أنها «صناعة رديئة».. فهي بذلك أرادت أن تقول إن الجمال من نوع «صنع في الصين»، وأن الجمال رديء أصلاً، ولا توجد «ملكة جمال» إلا وهي من نوع «صنع في الصين». مسابقة الجـمال الصنـاعي لاخـتيار ملكـة الجـمال كـانت مـن نوع تحضير النقانق أو السجـق، فإذا أردت أن تأكله فلا تسأل عن كيفية تحضيره، كما يقول إخواننا، الأميركان، فالمتسابقـات يدخلن مصنعاً لتكسير بعض العظام وزيادة الطول، وإنقاص الوزن، المتسابقات يدخلن أيضاً غرفة العمليات، لإزالة أشياء و«تكبير» أشياء، و«تصغير» أشياء ثالثة، تخرج بعدها المتسابقة بأنف مجذوع، وخدود سيليكونية، وأشياء أخرى تمنعني مكارم أخلاقي من ذكرها، قبل أن يمنعني الرقيب أو الرقيبة في «سيدتي»!. هذه الصناعة الصينية الرديئة هي تقليد لصناعة أميركية ربما تكون رديئة، ولكن الطريقة الأميركية في العرض تقنع الآخرين بأنها جيدة، فالأميركان ينجحون «بالعرض» وليس بجودة البضاعة، بعكس الإنجليز الذين يحسنون صنع بضاعتهم، ولكن لا ينجحون في طريقة عرضها، أو تسويقها مثل الأميركان، فهي منقولة عن فكرة برنامج Swan أو البجعة الذي يجعل من المرأة التي تريد أن تنتحر رحمة بالناس، لكي لا يروها بكل هذا «الجمال»، يجعلها تريد أن تنتحر؛ خوفاً من الناس، لكي لا يروها بكل ذلك «الجمال». البرنامج الأميركي شاهدت بعض حلقاته، لا لكي «أعجب». أو «أغرم» بالجمال الصناعي، لكن لكي أعرف كيف تحضر النقانق. وبعد كم حلقة ازددت قناعة بأن أكل النقانق عادة سيئة يجب أن نقلع عنها تماماً مثل السجائر، ويجب أن يكون عليها «تحذير رسمي» ينصح بالإقلاع عنها، ومثلها الجميلات جمالاً صناعياً يجب أن يُلصَق في ظهر كل واحدة تحذير مماثل! كل هذا يؤكد «نظرياتي» التي تشبه نظريات «فيثاغورس» بأن الجمال نوعان: جمال الروح.. أو جمال الماكياج.. ولا ثالث لهما، فأنا أتمسك بقناعاتي السابقة بأن كل الجمال المعروض من نوع صنع في الصين، وبما أن البضاعة الصينية هذه الأيام تملأ الأسواق العربية، فالجمال على الطريقة الصينية يملأ الشوارع. أما الجمال الطبيعي فلا يخرج للشوارع، ولا يشارك بمسابقات ملكات الجمال!. شعلانيات: | هناك أشخاص لديهم قدرة عجيبة في نشر السعادة لمن حولهم. وهناك أشخاص لديهم قدرة عجيبة في نشر التعاسة دون جهد..! | أحياناً الحزن .. أشد ألماً من المرض!. | تعاملك اللطيف مع شخصٍ لا تحبه مرحلة متقدمة من رقي أخلاقك. | تحدد مستوى ذكائك من قدرتك على تفادي النقاشات العقيمة!