كتالوج الحياة!!

مبارك الشعلان
لكل شيء كتالوج؛ يعلمك كيف تتعامل معه وكيفية استخدامه، إلا الحياة لا تأتي بكتالوج جاهز لكيفية الاستخدام، فلكل إنسان كتالوجه الخاص. البعض يحاول أن يبيعك كتالوج حياة قديماً أو مستخدماً. الحياة خلطة لا يفهمها إلا الراسخون في روح الحياة. نقرأ.. نكتب.. نسافر.. نبحث عن كتالوج يليق بنا ويمنحنا خلطة الحياة. نجلس مع كبار وصغار.. شيوخ وعجائز.. نستنسخ تجاربهم الجميلة في الحياة، نحاول أن نستفيد من خلطاتهم السرية؛ لنتجاوز أخطاءنا وعثراتنا، نبحث عن طريق يرسمه لنا من نثق في حكمتهم ونور بصيرتهم، فمع مرور السنوات سنتغير كثيراً. الحياة تجعل منا أشخاصاً آخرين! فمع أننا جميعنا نملك نفس العين، لكننا لا نملك نفس النظرة... وإذا كنا نتشابه في النظرة، فالأكيد أننا نختلف في النظرية! الناس كالكتب؛ بعضهم لا يتطلب أكثر من قراءة سريعة، والبعض الآخر يجبرك على احتضانه وقراءته بهدوء وتركيز! البعض كتالوج حياته جميل ورائع، أشبه بخارطة طريق؛ يحتاجها كل مسافر مع الأيام؛ ليقرأ كتاب رحلة الحياة.. هذا الكتاب غلافه عيون الناس ووجوههم، ومحتواه تفاصيلهم الصغيرة والكبيرة في هذه الحياة، فعيون الناس مثل الصحف؛ فهي تصدر كل صباح بطبعة جديدة.. وبنظرة جديدة.. ولكن أين القراء الذين يقرأون عيون الناس كما يقرأون صحف الصباح؟! وهناك وجوه مثل وجوه الصحف؛ فهي بأكثر من وجه؛ وجه يحث على الفضيلة... ووجه يمارس الرذيلة، أو في أفضل الأحوال يحض عليها، فللفضائل وجوهها... وصحفها وصفحاتها، وللرذائل وجوهها وقراؤها! شعلانيات: . أنت الذي تلوّن حياتك بنظرك إليها، فحياتك من صنع أفكارك! . ليس عليك أن ترد الجميل.. ولكن كن أرقى من أن تنكره! . الصمت لا يعني دائماً القبول.. أحياناً، يعني أننا تعبنا من التفسير!.