اعتذار وقرار

محمد فهد الحارثي
أعتذر لو جرحتك تصرفاتي أو كلماتي. فمثلك يستحق مشاعر الوفاء وكلمات الحب. أعتذر والرجال حينما يعتذرون يكبرون. كيف يمكن لي أن اجرح نعومة مشاعرك وهي مثل قطرة الندى مستلقية في حضن زهرة تداعبها الريح فتجفل. يا أرق ما رأت عيني، ويا أطيب من عرفت، اسمحي لي فما داخل القلب أكبر وإن عصى التعبير. أكثر الناس حظاً هم الذين يدركون قيمة الأشياء التي بين أيديهم قبل أن يعلّمهم الزمن. هناك أشخاص، وجودهم نسمة حانية.. غيابهم هوة شاسعة وفراغ كبير. من الصعب أن نجرحهم. خوفي ليس من جرحك، فكيف للرموش أن تجرح العينين وهي بين أحضانها أبد الدهر، فقط خوفي أن تفسر الأشياء بغير قصدها، فتخدش صفاء إحساسك ونعومة مشاعرك. علمتنى الحياة أن الأوفياء هم الذين يحضرون من دون أن نطلبهم، ويشعرون بنا من دون أن نكلمهم. ويتكرمون علينا بعطائهم، ويحسسونا بأننا أصحاب الفضل، وأننا نحن من نمنّ عليهم بالوجود في حياتهم. أعترف لك بأن الأفكار التي رحلت بي في مسارات بعيدة، قادتني إليك مرغمة. ليس لأنني أجبرتها، بل لأنها اكتشفت أن كل الفلاشات المثيرة تتضاءل أمام شمعة ضيائك. وأن كل الألحان الصاخبة تخفت في حضور نبرات صوتك الحانية. أصعب لحظاتي حينما يتسلل الحزن إلى عينيك. ما من شيء في الحياة يستحق أن يكدر صفاء هاتين العينين. ألا ما أغباك أيها الحزن. كيف تضل طريقك وترنو إلى هاتين اللؤلوتين. كل الطرقات لك معبدة. ارحل أينما شئت. لكن لا تلمس من يهبنا السعادة ويضفي علينا الحنان. لا تقترب ممن يغمض عينيه عن الإساءة، ليخلق للآخرين الأمان. قررت اليوم أن كل صباحاتي ستكون سعيدة. وأن سحب الخير التي غطت سمائي بوجودك في حياتي سوف تمطر حباً وحناناً. قررت أن أسعى لإسعادك، لأنك علمتني، لكي تفوز بقصب السبق في السعادة، اصنعها للآخرين فستعود إليك. سوف أصنعها اليوم الثامن: السعادة ليست هبة يمنحنا هي الواهبون بل حصاد نحن نستحقه إذا زرعنا بذورها للآخرين