يحكى والدا التوأم الملتصق «إميليا» و«ساربيث» من ميتشغان، الولايات المتحدة عن رحلتهما التي استمرت لمدة عامين، مليئة بالصدمة والأمل والحب، والتي انتهت بمعجزة منحت الفتاتين حياة خاصة بهما. وبحسب موقع «ميرور»، فبالرجوع إلى فبراير 2019، كانت القصة مختلفة تماماً، فقد شعر والدا التوأم - تبلغان من العمر عامين الآن - «أليسون» وزوجها «فيل» بسعادة غامرة كأي زوجين آخرين، عند علمهما بنبأ الحمل مرة أخرى.
وأثناء إجراء فحص الأسبوع الـ20 من الحمل، كانت «أليسون» متحمسة جداً لرؤية طفلها، حيث لم يكن لديها أي فكرة أنها حامل بتوأم. وبمجرد أن بدأت أخصائية التصوير بالموجات فوق الصوتية، سألت «أليسون» عن طبيبها، ثم اختفت. ثم عادت لتخبرهما بالمفاجأة: «لديكما توأمان ملتصقان. لم أرَ هذا من قبل. سيتعين عليكما أن تقررا ما يجب عليكما فعله».
لقد ترك الزوجان المستشفى وهما في حالة دمار، ويتساءلان: «ما هي فرص أن تعيش طفلتانا؟ ماذا يعني ذلك لنوعية حياتهما؟».
وفي اليوم التالي، التقيا بالفريق في مستشفى "ميشيجان ميديسن سي إس موت" للأطفال. وبعد الفحص والتأكد أن التوأم ملتصق، كانت الأخبار لا تزال صعبة للغاية، حيث تشاركت الفتاتان الكبد، وتم توصيلهما من عظم القص إلى أزرار البطن.
دخلت «أليسون» في فترة حمل مختلفة عن حملها الأول. مواعيد كل أسبوعين، مع فريق من أطباء وجراحي حديثي الولادة. كما تضمن كل اجتماع فريق الرعاية التلطيفية؛ لأنه كما يشرح جراح الأطفال والجنين جورج بي ميخاليسكا: «من النادر جداً حدوث مثل تلك الحالة من الالتصاق، واحد فقط من بين كل 100 ألف إلى 200 ألف طفل بهذه الطريقة. معظمهم يولدون ميتين، ومن بين القلائل الذين بقوا على قيد الحياة، يموت الكثير بعد الولادة بوقت قصير».
وفي الأسبوع الـ25، علم الزوجان أن الفتاتين لا يتشاركان نفس القلب، مما يعني أنه لديهما فرصة للانفصال بنجاح.
تقول «أليسون»: «كان هذا دائماً أملنا.. أردنا أن نمنح فتاتينا فرصة عيش حياة منفصلة، إذا كان ذلك ممكناً. لكن لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما هو ممكن!».
كانت خطة الأطباء أن يصل حمل «أليسون» إلى 37 أسبوعاً، ولكن فى الأسبوع 33، لاحظ الأطباء تباطؤ تدفق الدم في الحبل السري الذي تتشاركه الفتاتان، مما يعني أنه قد حان وقت ولادتهما.
كان فريق ضخم في غرفة الولادة، ومن خلال شق يبلغ ضعف الحجم الطبيعي، ولد التوأم «ساربيث» و«إميليا» في 11 يونيو 2019 كما أظهرتهما الفحوصات: وجهاهما متعانقان، ملتصقتان بين الصدر والبطن.
تبع ذلك 85 يوماً من مشاركة الفتاتين مع فريق طبي، حيث أكدت عمليات المسح أن الفصل سيكون ممكناً. وكان من المقرر إجراء العملية في فبراير 2020، بعد خمسة أشهر من الولادة لكن تم تأجيلها، ففي الأسبوع الذي سبق الجراحة، أصيبت الفتاتان بالتهاب رئوي، ثم ضرب كوفيد، وفجأة لم يكن لدى والديهما أي فكرة عن موعد إجراء عمليتهما.
وفي 5 أغسطس 2020، تم تجهيز التوأم للجراحة، وبالفعل خضعت الفتاتان لعملية جراحية لتوسيع الأنسجة، مع وضع بالونات تحت الجلد للسماح بالفصل وإعادة البناء وتم الفصل رسمياً. وبعد أسبوعين من الجراحة؛ سُمح لوالدي التوأم بحملهما.
تتذكر «أليسون» تلك اللحظة قائلة: «كان التمسك بهما هو الشيء الذي كنت أنتظره، وكان أمراً لا يصدق. نتطلع إلى حياة رائعة لهما. لكن لن ننسى أبداً الرحلة التي أوصلتنا إلى هنا!».