"حصرياً" بعد الجدل حول حياتها الخاصة.. الوزيرة المغربية سمية بنخلدون تتحدث لـ«سيدتي»

13 صور

سمية بنخلدون وزيرة مغربية منتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، مهندسة إعلامية في الأصل وأستاذة جامعية، انضمت للفريق الوزاري بالنسخة الثانية للحكومة الإسلامية المغربية.
قصة خاصة بها خرجت للعلن، وسرت سريان النار في الهشيم ولعلها غطت على كل الموضوعات المهمة في المغرب، وهي مشروع زواجها من وزير في الحكومة لم تكتمل بعد تفاصيله، حاولنا استدراج الوزيرة إلى الموضوع، لكنها فضلت أن تتحدث عن مسارها السياسي والاجتماعي والإنساني بكثير من الشفافية، في هذا اللقاء نقدم مسار امرأة مغربية وزيرة، مثقفة وناشطة جمعوية، جمعت في حياتها بين مهام متعددة.


نسألها بداية:
. يقدمك موقع ويكيبديا على أنك مهندسة وسياسية إسلامية وناشطة اجتماعية مغربية من حزب العدالة والتنمية.هل يعجبك هذا التعريف؟
(تبتسم) «مهندسة وسياسية» بالفعل، «مغربية من حزب العدالة والتنمية» أعتز بذلك، «ناشطة جمعوية» فخر لي، «إسلامية» أتفهم هذا التصنيف العالمي الذي يضع بعض الأشخاص في خانة «الإسلامي» بالنظر ربما لاختيار الإسلام منهج حياة، وإن كنت أعتبر أن المغاربة أصلاً مسلمون، ننتمي لبلد يدين بالإسلام كما ينص على ذلك دستور المملكة المغربية.

. وكيف تحبين أن تقدمي نفسك لقراء «سيدتي» في العالم العربي؟
المهندسة المغربية سمية بنخلدون، وزيرة منتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، أستاذة جامعية سابقاً، أما مصدر فخري واعتزازي فهو أني أم لأربعة أبناء وجدة لثلاثة أحفاد.

علاقات طيبة
. أنتن الآن وزيرات تعدن على رؤوس الأصابع كيف العلاقة بينك وبين بقية الوزيرات؟
هي علاقات طيبة جداً، وكذا العلاقات بيننا وبين زملائنا الوزراء، عموماً أعضاء الحكومة يسود بينهم انسجام تام، يتجلى أساساً في التفاهم الكبير أثناء اجتماعات المجالس الحكومية التي تعقد كل خميس صباحاً، مما يمكن من التقدم بخطى ثابتة في تنفيذ البرنامج الحكومي.

- سأعود إلى البدايات كيف جئت إلى السياسة، كيف تحولت من الهندسة إلى السياسة؟
منذ المرحلة الطلابية بالمدرسة المحمدية للمهندسين، كنت أهتم بالشأن العام، وأشارك في تقديم خدمات اجتماعية للمحتاجين، وأتابع القضايا الوطنية والدولية من خلال المتابعة والمشاركة في أنشطة ثقافية وفكرية متنوعة.
وبعد التخرج، انخرطت في عدة جمعيات مدنية، وبالأخص الجمعيات التي تعنى بقضايا المرأة والأسرة.
ومن العمل الجمعوي انتقلت إلى العمل السياسي من خلال الانخراط في حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية سنة 1996، وهو الحزب الذي أطلق عليه لاحقاً اسم: حزب العدالة والتنمية.

. لم يكن لديك تأثير من الوسط العائلي؟

"الوالدة رحمها الله و الوالد أمد الله في عمره "


. كيف زاوجت بين مسار دراسي صعب واهتمام بقضايا أخرى والعمل الاجتماعي؟
بصفة عامة، التنظيم المحكم للوقت يمكن من استثماره الاستثمار الأمثل، والعمل الاجتماعي الطوعي يطرح البركة في الوقت.

هذه هي تضحيتي
. بعد هذا المسار المميز كيف يمكنك أن تنصحي النساء الطامحات لعالم السياسة؟
السياسة والعمل السياسي بالنسبة لي هدفه الأساسي هو خدمة الوطن والمواطنين، وهو عمل يتطلب الصبر والتضحية، لكن نيات الوالجين له نيات مختلفة، فالخصوم السياسيون أحياناً يخلطون بين المنافسة السياسية الشريفة المبنية على الرؤى والأفكار والبرامج، وبين استعمال أساليب منحطة في ضرب خصومهم والكذب والافتراء، خاصة إذا تعلق الأمر بامرأة سياسية، فهي تكون عرضة للانتقاد والهجوم الشرس والنبش في حياتها الخاصة واختلاق القصص والأكاذيب، مما قد يسبب الأذى لها ولأسرتها.

أنصح النساء الطامحات لعالم السياسة، أن يخلصن نيتهن في العمل ويتسلحن بالعلم وبالمعرفة وبالمهارات والكفايات الجادة والجدية، ويعملن بجد وتضحية لما فيه مصلحة الوطن وخدمة البلد، ولا يأبهن لما يحاك ضدهن فتلك ضريبة النجاح، وأنصحهن كذلك بتربية أبنائهن على حب الوطن والتضحية في سبيله والصبر على الأذى.

. ما التضحية التي أدتها السيدة الوزيرة؟
كما قلت لك المرأة السياسية تكون دائماً تحت المجهر، لا يسمح لها بأي خطأ ولو كان بسيطاً، لذا فهي مطالبة بأن تحقق توازنات كثيرة، وأن تبرهن على أنها قادرة على الجمع بين مختلف المسؤوليات والوظائف فتجدها غالباً موزعة بين أدوار عدة، وعليها أن تكون متميزة ومتفوقة في جميع الأدوار، عليها أن تكون سياسية محنكة، وفي عملها متواجدة باستمرار وبمردودية عالية، وبالبيت ربة بيت متميزة وأماً مثالية، وغالباً يكون ذلك على حساب صحة المرأة في كثير من الأحيان.

لم أفشل في زواجي
. بصراحة ألا يمكن القول إن سبب فشل زواجك كان بسبب هذه التضحيات؟
لا أعتبر أبداً أنني فشلت في زواجي ولا في مساري الأسري، بالعكس ربيت أبنائي أحسن تربية.
عادة لا أحب الحديث عن نفسي وعن حياتي الأسرية، لكن ما دامت الصحافة قد فتحت بيتي الداخلي على مصراعيه، فأحب أن أؤكد أنني وأبا أولادي نجحنا في استكمال مهمتنا مع أبنائنا على أحسن وجه.

الحمد لله، ابنتي الكبرى أنهت مشوارها الدراسي بتفوق، وهي اليوم صيدلانية ممارسة وناشطة جمعوية، ومتزوجة من طبيب نفساني ولها بنتان وولد أعتز بهم جميعاً، وابني طيار ضابط في صفوف القوات الملكية المسلحة ومعروف بحبه للوطن وتفانيه في خدمة ملكه ووطنه وهو متزوج، كذلك وزوجه طالبة في السنة الثانية من سلك الدكتوراه في الرياضيات، أما الابن الذي يليه فقد أنهى مشواره الدراسي بتميز، تخرج السنة الماضية مهندس دولة تخصص صناعة ميكانيكية، ويشتغل حالياً بالمكتب الشريف للفوسفاط، وآخر العنقود عصفورتي الصغيرة، طالبة تخصص هندسة معمارية في السنة الثالثة بإحدى الجامعات التركية.

- تؤكدين أنه لا علاقة لانفصالك بمسألة استيزارك وانشغالك عن زوجك؟
انفصلنا أنا وزوجي بعد الانتهاء من مهمتنا الأسرية لأسباب ذاتية لا علاقة لأي طرف ثالث بها، والانفصال لا يعني دائماً الفشل، فالطلاق يكون أحياناً عنواناً على نجاح إدارة العلاقة، أنهيت رسالتي كأم بنجاح، وأسرتي لم تنهرني جراء هذا الطلاق، بل إن ما حصل تحديداً هو أن ترتيبات العلاقات تغيرت، وانفكت فقط علاقة الزواج بيني وبين طليقي، لأسباب لا شأن لأحد بتفاصيلها، وأبنائي ولله الحمد واجهوا الحياة بثقة واحترام لخيارات والديهما.
وما زلت أكن لطليقي كل الاحترام والتقدير وهو كذلك، والدليل أنه حينما بدأ بعض الخصوم السياسيين يفترون بأن هناك شخصاً ما كان سبباً في انفصالي عن زوجي كتبت توضيحاً في الموضوع باتفاق تام مع طليقي مفاده أنه لا علاقة لطرف ثالث في انفصالنا.

- هل يبقى الطلاق أحياناً حلاً لابد منه؟
أجل، أحياناً اتخاذ قرار الانفصال عند تعذر استمرار الحياة الزوجية بمقوماتها الطبيعية يكون عنواناً على اختيار الطرفين أحسن طريقة لتستمر الحياة، وفي بعض الأحيان يتم اختيار الإبقاء على زواج صوري فقط لإرضاء الناس في إطار نوع من النفاق الاجتماعي، وهذا بالنسبة لي عنوان الفشل، لذا كما قلت لك أرى أنني نجحت، ولله الحمد في حياتي الأسرية.


خلافات فكرية
- دور الرجل في حياتك؟
لعلك تقصدين الزوج في سؤالك؟.. أقول لك إنه على الرغم من أن علاقتي به كزوج انتهت قبل التكليف الحكومي، إلا أنني أعترف أن الخلافات الفكرية والسياسية التي كانت بيننا كانت دائماً تدفعني للبحث أكثر والدراسة والاجتهاد لأدافع عن وجهة نظري وأحاول الإقناع بها، أكيد أنا مدينة له في هذا الإطار، وطبعاً هو أبو أولادي وأكن له كل التقدير والاحترام.

أما الرجل الأب والرجل الأخ والرجل الابن والرجل الزميل في العمل والرجل المناضل في الحزب، فتربطني بهم جميعاً علاقات طيبة محفزة على العمل والعطاء.

- الأمور التي تسعدك كامرأة؟
أسعد كثيراً بوجودي قرب أبنائي وباحتضانهم، وأفرح بنجاحاتهم وبتفوقهم، بأخلاقهم العالية، بحبهم لوطنهم، حريصة كل الحرص أن أعيش معهم كل المحطات المهمة في حياتهم.
ويسعدني جداً اهتمامهم بي وتفاهمهم معي بشكل يفوق الوصف، يعبرون عن هذا الاهتمام في كل المناسبات بشكل يروقني جداً.
لهم اليوم طبعاً حياتهم الخاصة، يقطنون جميعاً خارج المدينة التي أقطن بها، بعيدون عني جغرافياً لكنهم قريبون جداً وجدانياً.

- ما سر شبابك الدائم؟
(تضحك)، ربما التصالح مع النفس، والصلة بالله سبحانه وتعالى، أشعر والحمد لله بمعية خاصة من الله تعالى.


- هل الوزيرة مقبلة على زواج جديد وحياة أخرى؟
الحياة تستمر، بالزواج ومن دون زواج.

تابعوا الحوار الكامل والمفصل في عدد "سيدتي" المقبل 1784