تعالَ لعامي الجديد.. بكامل زهوك

سلمى الجابري

عامٌ جديدٌ يبحث عن بدايته، ككل الكلمات التي تبحث عن لحنٍ يقحمها في أغنيةٍ تناسبها، تعلو بها، ثم تتزاحم بداخلها الموسيقى دون انتهاء، هذا العام يفتتح مشاعره عليك، يبدأ من دعائك، من ابتهالاتك، من اللحظة التي تتمايل فيها كلمة (أحبك) بداخلك، هذا العام لن ينتهي، لن يتوقف، لن يعبره الأسى، ولن يتجرأ قطاع الهوى على الحدِ من تكاثره.

تعالَ لعامي الجديد بكاملِ زهوك، تعالَ فكل البدايات تنتظرنا، تعالَ لندع الجنون يخلفنا.

تعالَ لندّعي بأن هذا هو عامنا الأول، عامنا الذي نرتبه، نختار له الروائح، الأماكن، الذكريات، الأغنيات من جديد، وكأننا لم نفعل ذلك من قبل.

تعالَ لتبدو أيامي أكثر ثباتًا مما عليه، فأنت حيلتي، وحاجتي، أمام هذا العالم الموحش.

تعالَ لعامٍ يولد من رحمه كل شيءٍ ممكن، كل شيءٍ كاد أن يصبح مستحيلا وينتهي.

تعالَ إلى المستحيل، حتى يصبح هذا العام ممكنًا.

شكرًا لعامٍ بات ينقضي، يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يعانقنا بكل حب، فشكرًا للأقدار التي جعلتك لقلبي الرجل الحظ، وجعلتني لروحك المرأة الحلم، شكرًا لأنك جئت كما أشتهي ومعك كل احتفالات الأعياد، شكرًا لأنك حبيبي.

نحن لا نخشى من بداياتِ الحب، إلا لأننا نعلم جيدًا كيف يمكن للحب أن يتجذر بداخلِ الذاكرة دون أن يتعرض للتيه، أو للنسيان، لذا قد يبقى أثره يجرحنا كلما بدأ عام جديد من غيرهم.

هذا العام افتتحه على كل اللحظات التي لم أكن فيها معك، ولم تكن فيها معي، أعيد لها الحياة كما تعيد لملامحي نضارتها.

لم أكن أخشى إلا من لحظةٍ واحدة، لحظة أن تباعدني الحياة عن دفء يديك، ونحن في منتصف الشتاء، أن تجبرنا على الركض تحت المطر ونحن في غمرة البكاء، وأن كل شيء من حولنا حينها يصرخ، يندد؛ بأن هذا العام، هو عامنا الأخير..