أريد وقتي، وأحب حياتي

أميمة عبد العزيز زاهد

 قالت: ألا ترى يا سيدي بعد حوارنا الأخير، أنه لم يتغير شيء في موضوعي، وأقول موضوعي لأنه هو فعلاً موضوعي أنا، ومشكلتي أنا وقضيتي أنا؛ فللأسف دومًا محور حديثي لمئات المرات ولسنوات عن استقرارنا، وفي كل مرة أتناقش فيها معك، أشعر بإحراج أكثر من نفسي، وألم من أسلوبي في الكلام في واجبات، المفترض أنها ليس فيها مجال للأخذ والعطاء والمهاترات والمقايضات، ولو كنت منصفًا وعادلاً؛ لاعترفت على الأقل بأنك اتعبتني بالدوران في دوامتك التي لم ولن تنتهي منها؛ حتى أصبح الكلام في حقوقي الأساسية وما شرعه الله والواضح في كتابه سبحانه في أصل الزواج، نسأل بهم مشايخ، المفترض أنه ليس لهم الخيرة فيما شرعه الله، ولا يفتون في أسس واضحة وضوح الشمس، سواء في المهر والسكن وتحمل المسئولية الملقاة على الزوج القوام على أمور أسرته، وأصبح الموضوع بأكمله وكأني أتسول منك وأستجديك لتقوم بواجبك كزوج تجاه شريكة حياتك، وكنت أتوقع، وكنت أتمنى في حوارنا، أن ألمس أي تغيير في أسلوبك، ولكن لا جديد؛ فالبرود واللامبالاة والعناد، كان ظاهرًا على ردات فعلك، وكأننا في مزاد علني، سنوات يا سيدي ونحن نحيا كالبدو الرحل؛ حتى نتمكن من إيجاد حل، وكأن مشكلتنا لا نعرفها أو مجهولة، أتعرف لماذا تفعل ذلك؟ لأنك لم تحس يومًا بالإهانة التي أشعر بها وأنا أحيا بلا سكن وبلا أي اهتمام من فعل أو قول يشعرني بأني زوجة، والأهم أنك لم تقدر يومًا أي عمل قمت به، أو أي تنازل أو تضحية فعلتها بقناعة لأني كنت متمسكة بك، وتحملت لأنه كان لايزال عندي أمل بأنك ستشعر يومًا بمسئوليتك،

إن الحياة الزوجية إذا لم يكن فيها الوضوح والصدق والرغبة في الاستقرار والعطاء المتبادل من البداية، لن تستمر، وأنت ترى الحياة الزوجية بمنظور مختلف لم أفهمه، لعلك اعتبرت زواجك مني، مع الأسف، زواج مسيار أو مطيار، زواجًا للتسلية وليس للاستقرار، زواجًا ليس فيه استشعار للمسئولية؛ فأنت تعيش حياتك وتلبي احتياجاتك ومتطلباتك والتزاماتك لنفسك ولمن هم في قائمة مسئوليتك، وطبعًا لم أكن أنا يومًا من ضمن تلك القائمة، والواضح أننا نسير في خطين متوازيين، لم ولن نلتقي؛ فهل العيب فيّ أو فيك؟ أم هل السبب في الظروف، أو في اختلاف ثقافة مجتمعك ومجتمعي، وبيئتك وبيئتي، أو في تعودك أو تعودي على حياة معينة؟ أيًا كان السبب، ليس هو المهم الأهم، إنه كان من الممكن أن تذلل كل تلك الحواجز لو أنك أحببتني؛ فالأمور الآن اتضحت بأنك أصلاً ليس لديك استعداد للمبادرة للقيام بواجباتك، ولو كنت أحببتني لبادرت من البداية، والحياة الزوجية أسلوب وممارسة تأتي بالرضا والسعادة من الطرفين،

والأفضل أن يعيش كل منا حياته كما يراها؛ فيكفي ما ضاع من عمري؛ فأنا أريد وقتي، وأحب حياتي، ومتمسكة بحقوقي، وأعشق استقراري. .