بين التماس والقرار 

محمد فهد الحارثي

 

أصعب مرحلة هي مرحلة اللاقرار. يعيش الإنسان على خط التماس فليس الذي هو بادر وانطلق، وليس هو الذي تراجع واستراح. اللاقرار هو استهلاك للوقت وهدر للفرص. أحياناً نتهرب من أخذ القرار، ونتحاشى لحظات المواجهة، ونكتشف لاحقاً أن الهروب لم يكن حلاً، وأن الأمور تتعقد أكثر بالتأجيل والتسويف.

الأشخاص القادرون على اتخاذ القرارات هم الأشخاص الأقرب إلى النجاح. والقياديون ميزتهم الأولى والأهم هي القدرة على اتخاذ القرار وتحمل تبعاته. اتخاذ القرار ممارسة يتم تطويرها مع الوقت، وهذه الملكة ضعيفة لدى الشعوب السلبية، التي اعتادت أن تسلم كل قرارتها لغيرها وأصبحت تبحث عن شخص يتخذ عنها القرار، أو شماعة تعلق عليها الأخطاء.

في مشوار حياتنا تمر علينا فرص تنتظر منا مبادرة ونخسرها فقط، لأننا لانرغب في اتخاذ القرار وتحمل المخاطرة. نعتقد أن الأفضل ما اعتدناه ولانجرب الإبحار للشاطىء الآخر. الحياة عبارة عن مسلسل من القرارات، وترك دفة القيادة للأحداث تسيرها كيفما كان هو استسلام وتهميش لقدرات الإنسان. الشخص غير القادر على اتخاذ القرار هو ربما الشخص الذي اتخذ قراراً واحداً فقط في حياته، وهو أن يعيش على هامش الحياة وليس في عمقها.

الثقة بالنفس والتصالح معها يجعلنا أكثر قدرة في أن نقرر خياراتنا بأنفسنا، ومتى ماتحقق ذلك فإننا نستطيع أن نسيطر على مسار حياتنا، ونحتضن الفرص الجديدة في رحلتنا. حينما نقرر نضمن الحد الأدني وهو أن نكون أنفسنا.

 

اليوم الثامن:

تعلم اتخاذ القرار حتى لو كان خاطئاً

فحياة من دون قرار، هي زمن من دون معنى