أسمى أنواع الحب هو حب الله سبحانه وتعالى، ومن ثم حب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
وهناك أنواع أخرى كثيرة من الحب مثل حب الآباء والأبناء والإخوان والأصدقاء، ومنها الحب الذي يشبع العواطف، وتكمن حقيقة الحب في التقاء الأرواح، وفي الانسجام والانجذاب، وأحياناً قد يكون الإحساس واضحاً وقد يكون غامضاً نعجز نحن البشر عن إدراكه، وكثير من البشر يظلمون الحب ويصفونه بأنه عذاب وألم وفراق، والحب بريء مما ينسب إليه، فالحب احتواء وعطاء ونقاء.
إن الحب ليس عملة قابلة للتداول ولا للجدال، أو الإتجار فيه، ولو بحثنا عن معية الحب، وكيف نجده، هل هو في العقل أم في الشخصية، أو المركز والمادة، أو العاطفة والجسد، أم في الحاجة إلى الأمان والاستقرار، أم هو حب من أجل تحقيق هدف معين وواضح، أم هو حب لأجل مسمى، أم أنه الحب الحقيقي الدائم لكل الأوقات، وفي أي الأحوال فإن الحب الصادق هو الحب الذي لا يقترن بمصلحة، ولا نساوم، ولا نشترط، ولا نشتري أو نبيع فيه لأنه يكون برغبتنا، فالحب هو العطاء، ومتى تحول إلى تسول في العواطف، أو استجداء في المشاعر، أو إلحاح في الطلب فلن يكون حباً.
واليوم الذي نبدأ فيه بوضع الشروط والقيود والحدود والمواصفات، واليوم الذي نريد مَنْ أمامنا أن يكون نسخة مكررة منا، واليوم الذي نحلم وننتظر فيه أن يأتينا الحب ونحن في مكاننا..لحظتها نتأكد بأن هذا ليس هو الحب؛ لأن الحب قضاء وقدر، الحب شعاع يسري في أعماقنا دون إرادة منا، ودون تحديد أو إنذار مسبق …الحب معناه أن نغير ما استطعنا أن نغيره بإرادتنا، فالحب هو الموجه والمرشد، ولن يكون الناهي والآمر.
إن كل تطور وتقدم وازدهار يحدث لنا في حياتنا يكون سببه وجود الحب في كياننا وجوارحنا ومشاعرنا، فما الدنيا بدون الإحساس بالحب …فالحب إحساس رائع لو امتلكناه فسيفجر بداخلنا كل الطاقات الكامنة…لو أحببنا فسنكتشف كل يوم في أنفسنا إحساساً جديداً ورائعاً …ولو أحببنا فسننسى همومنا وتخف حمولنا ومشاكلنا، وسننظر للدنيا بمنظار الحب الذي لا يرى إلا كل ما هو جميل وصافٍ وشفاف، فالحب فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمل وأرقى...علينا أن نروض أحاسيسنا، ونجاهد أنفسنا للشعور بالحب، والتعامل بود مع كل أنواعه مهما كانت الأوضاع والظروف، فقد تكون ضحكة من القلب، أو ابتسامة من الشفاه، أو كلمة صادقة لمن أمامك تعطي الأمل، وتزرع الثقة، وتمنح التفاؤل.
فالحب لا يقيد، ولا يسجن، ولا يموت إلا بأيدينا نحن عندما نفتقد مفهومه الحقيقي، ومعناه السامي المترفع عن كل النقائض.
فالإحساس بالألم لا يخلق إلا الشقاء، والشعور بالسعادة لا يجلب إلا السعادة، والحب لا يصنع إلا الحب.
أنين الحب
الرجل يحب بعقله... والمرأة بقلبها... وأصدقهما الأول، وأجملهما الثاني