لا أطيق والدي!

خطيبي شكّاك!

 

عمري 21 سنة، خطبني شاب طيب القلب، لكنّ شكاك، وعصبيته شديدة، كما أنه غيور لدرجة لا تطاق، وحين يغضب يهدد بالقتل والإيذاء، ثم يعتذر، وكأنه يحاول السيطرة عليَّ والتحكم في أسلوبي وتصرفاتي، صرت منغلقة على نفسي حتى أرضيه، وفكرت في تركه، لكنني متعلقة به، وأقول لنفسي ربما يتغير، فماذا أفعل حتى أتقي غيرته وغضبه في المستقبل؟

 بدرية

           

أختي السائلة:

غيرته وتهديده بالقتل ليست عادة، وإنما شكٌ مبالغٌ فيه، نتيجة لاضطراب نفسي، وحالته هذه تحتاج إلى علاج، وبعدها سيكون الطبيب المتابع لحالته، هو صاحب الرأي الصائب في استمرار علاقتك لتكوني زوجة له، وفي كل الأحوال، يجب أن تعرفي أنّ أعراض حالته تندرج تحت نمط الشخصية البارانوية «الشكاك المتعالي»، الذي يريد أن تكون خطيبته أو زوجته نسخة منه، وتتصرف وفقًا لحكمه وقانونه، وعلى الرغم من كل ما فعلت، وقطعك لعلاقاتك في محيطك الاجتماعي لأجله، فإن شكّه لم يتغيّر، لأنه ببساطة لم يتلقَّ العلاج، بينما الزواج توافقٌ وتكامل، وليس تشابهًا ولا تطابقاُ.

وتتميز تلك الشخصية بأن لديها شعورًا بالاضطهاد والخيانة ممن حولها، وهذا الشعور يولّد لديه كراهية وميولاً عدوانية تجاه كل من يتعامل معهم، وهو يخطئ في تأويل كل شيء، ويتوقع الغدر والخيانة من الكل، ودائم الاتهام لغيره، وأظن أنّ بقاء العلاقة أو الزواج من صاحب هذه الحالة، مسألة صعبة، وأحيانًا مستحيلة، وستتضح لك الصورة عندما يتلقى علاجًا وبعدها أنتِ من سيتخذ القرار.

 

 

التعويض بالطعام!

مشكلتي أنّ وزني 156، مع أنّ طولي 161، وعمري 29 سنة فقط، وجميع من يتقدم لخطبتي يعتذر بعد الرؤية الشرعية، أصبحت متعبة نفسيًا، وحاولت إنقاص وزني، لكن شهيتي للأكل دائمًا مفتوحة، وفي ازدياد، وإن كنت لا أحس بالجوع، وبدلاً من معالجة سبب المشكلة (زيادة الوزن)، فإنني أهرب من الضغوط النفسية ورفض الشباب الارتباط بي، إلى التهام المزيد من الطعام، فكيف أقوِّي عزيمتي لتخفيف وزني؟

 البائسة


 

أختي السائلة:

الوزن الزائد مشكلة صحية ستجلب لك أمراضًا نتيجة عدم التوازن بين طولك ووزنك، ومن الناحية النفسية، فإنّ التوتر والقلق والاكتئاب كلها أمور تدفعك إلى التهام كميات عالية من السعرات الحرارية، تعبيرًا عن المشاعر السلبية وتفريغًا لها، وما شرهك في الأكل إلا آلية مؤقتة لخفض توترك من الضغوط التي تواجهينها، وتعتقدين أنك لن تتجاوزيها (بسبب تصوراتك الخاطئة عن ضعف قدراتك على مساعدة نفسك)، إلا بتناول المزيد من الطعام، وإن كان إحساسك بالجوع غير موجود، وهذا ما يعرف «بالأكل العاطفي»، والمرأة مُعرّضة للسمنة أكثر لكونها أكثر حساسية.

 ما تحتاجين إليه هو زيارة اختصاصي في أمراض السمنة وإجراء التحاليل والفحوصات التي يقررها، واعتماد برنامج من قِبَل اختصاصية تغذية تتضمن سلوكيات غذائية، وفي الوقت ذاته، تخضعين للإرشاد النفسي، بحيث تغيِّرين مفاهيمك وأفكارك تجاه صورتك الجسدية، لأجل الوصول إلى تقدير إيجابي لذاتك، وبعدما تشعرين بالرضا عن نفسك، ستكون المحصلة ثقة بالنفس وخفض الوزن وموافقة العريس المناسب على الزواج بك.



لا أطيق والدي!


تركني والدي مع أمي وأختي مدة 20 سنة، ولا أطيق سماع أي خبر عنه، كلما تذكرت معاناة والدتي في تربيتنا، لكن أختي الصغرى ستتزوج قريبًا وتحاول دعوة والدنا إلى حفل عُرسها، حاولت إقناعها بالعدول عن الفكرة كي لا تجرح مشاعر أمي، لكنها تصر على حضوره زفافها، فماذا أفعل؟ وكيف سأواجهه وأنا لا أطيقه؟

Acacia

 

أختي السائلة:

حينما تعتبين على أختك أنها لا تراعي مشاعر والدتكما بدعوة والدكما إلى حفل عرسها، فأنتِ في الحقيقة تعتبين لأنها لا تراعي مشاعركِ أنتِ، وربما لأنها أصغر منكِ فلم تتعرض للمعاناة مثلما عانيتِ ولم تختزن مثلك ذكريات سلبية تجاه والدكما، ولا شك أن مبرراتها مقنعة ليشاركها أبوها فرحتها، وعليكِ أن تحترمي هذه الرغبة، وربما يكون حضوره في هذه المناسبة، فرصة لفتح صفحة جديدة، وحتى لو انزعجت أمكِ من حضور والدكِ، فليس من حقكِ أن تنظمي حياتهما وفق رؤيتك، فقط يمكنكِ أن تتصرفي فيما يخصك، ومن خلال المشاعر المبطنة في رسالتك، فأنتِ تحتاجين معالجة نفسية للتخلص من الكراهية الشديدة تجاه والدك، ولتجاوز الماضي بمرارته والتفكير في المستقبل، وأغلب الظن أنكِ ستوافقين أختكِ فيما قررته من دعوة والدكما إلى عُرسها.

 

الاختصاصية النفسية لوسي بيريسفورد