"بين مكتبة مخفية وأخرى على ظهر الإبل" جولة في أغرب المكتبات حول العالم

حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يقرأون باستمرار، يوجد سر خاص يجذبهم للأماكن التي تحتوي على الكتب، سواء أكانت من أجمل المكتبات في العالم أو أكثرها غرابة؛ فيسعى محبّو الكتب دائماً إلى العثور على الكتب أينما ذهبوا؛ مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اكتشاف بعض المواقع الثقافية غير المعتادة، التي تسمح لك بالجلوس جانباً وقراءة ما هو معروض. فيما يلي، بعضٌ من أغرب المكتبات في العالم؛ بدءاً من المكتبات المخفية داخل الأشجار، إلى تلك الموجودة على أظهُر الإبل.

مكتبة A Tree Library
آيداهو الولايات المتحدة الأمريكية

عندما تكون أميناً لمكتبة، وخارج منزلك شجرة عمرها 110 أعوام، ولم تعُد قابلة للحياة ومعرَّضة للإزالة؛ فما هو الحل الأمثل لك؟ هذا ما تَبادر في ذهن أمين المكتبة شارالي أرميتاج هوارد، الذي قال لنفسه: ما المانع من تحويل جذع هذه الشجرة إلى مكتبة صغيرة مجانية لتستمر في عطائها! وبالفعل استطاع تحويلها إلى مكتبة حقيقية كاملة بشكل مذهل، مع سقف مائل وباب أخضر كبير، ورفوف بالداخل ومجموعة مختارة من الكتب، وأضواء داخلية وخارجية تجذب الأنظار.

وتُعتبر المكتبة جزءاً من مبادرة Little Free Libraries غير الربحية، التي تشجع على تبادل الكتب، وبعدما استمرت الشجرة في عطائها على مدار أكثر من مئة عام، ستواصل عطاءها، لكن بشكل مختلف ومثير!

مكتبة لا تيت كاريه La Tête Carrée

نيس فرنسا

إذا تجوّلتم في قلب مدينة نيس بفرنسا؛ فبالتأكيد سيلفت نظركم هذا التمثال مكعب الشكل، البالغ ارتفاعه 28 متراً، ومساحته 14 متراً مكعباً، وقد تظنون أنه مجرد عمل فني غريب، لكن الغريب حقاً أن هذه التحفة المعمارية، ما هي إلا مكتبة تحتضن 3 طوابق من الكتب!

تعَد مكتبة La Tête Carrée الشهيرة في وسط مدينة نيس الفرنسية، واحدة من أغرب المكتبات حول العالم؛ نظراً لتصميمها المميز واللافت للأنظار، تعني كلمة La Tête Carrée "الرأس المربع"، وتُعرف المكتبة أيضاً باسم "التفكير داخل الصندوق"، وهي واحدة من أكثر الأعمال الفنية غرابة في العصر الحديث، تم افتتاح المكتبة في عام 2002، وهي من عمل النحات الفرنسي ساشا سوسنو؛ إذ كان أول تمثال ضخم مأهول في العالم في ذلك الوقت.

مكتبة غلادستون Gladstone

هاواردن ويلز

على الرغم من أن قرية هاواردن الصغيرة الواقعة في شمال ويلز بالقرب من الحدود مع إنجلترا، غير مشهورة سياحياً، إلا أنها مشهورة بمَعلم ثقافي مميز، ألا وهو مكتبة غلادستون الشهيرة، ورغم مبنى المكتبة التراثي الذي تم بناؤه عام 1902، إلا أن غرابتها تعود إلى أنها المكتبة السكنية الوحيدة التي توفّر غرفاً للإقامة!

تم إنشاء المكتبة بتوجيه من رئيس الوزراء السابق ويليام غلادستون، وتحتوي على ستة وعشرين غرفة تاريخية، ومطعم، وصالة، وعدد لا يحصى من الكتب- 20،000 منها من مكتبة غلادستون الشخصية التي كانت في قلعة هاواردن القريبة؛ حيث كان يعيش، وتستضيف مجموعة متنوعة من الأحداث التي تشمل المحاضرات وورش العمل والدروس الرئيسية والدورات الداخلية.

مكتبة شتوتغارت العامة Stadtbibliothek

شتوتغارت ألمانيا

الحقيقة أن مكتبة شتوتغارت العامة في ألمانيا، قد تعَد واحدة من أكثر المكتبات أناقة في العالم من الداخل، كأكثر المكتبات تماشياً مع متطلبات التعليم الحديثة في ألمانيا، وحتى شكلها الخارجي على هيئة مكعب أبيض مميز، لكن سبب إدراجها في قائمة أكثر المكتبات غرابة حول العالم، هو تصميمها الداخلي المستوحى من فكرة "سلالم إيشر" الشهيرة، وإم سي إيشر فنان هولندي اشتهر في الخمسينيات بالنسبية في تصميم السلالم المستحيلة، وقد استخدمت بعدة طرق فيما بعد.

وتحتوي سلالم المكتبة على مجموعة من الزخارف والمنقوشات الواضحة، لكن عند التدقيق جيداً سنجدها ترتفع وتنخفض بشكل نسبي.

مكتبات صناديق الهاتف الحمراء
إنجلترا

عندما حلت الهواتف المحمولة محل الهواتف الأرضية وصناديق الاتصال العامة، أصبحت صناديق الهاتف الحمراء الشهيرة في إنجلترا فارغة وغير مستخدمة. في مدينة ويستبيري-سوب-مينديب، الموجودة في مقاطعة سومرست في الجنوب الغربي، تم إنشاء أول مكتبة داخل صندوق الهاتف، وتديرها السلطة المحلية.

هذه الصناديق القديمة تمنح فرصة جديدة لصناديق الهاتف في إنجلترا؛ حيث تُحمى من العفن وتقدم موقعاً رائعاً لتبادل الكتب.

مكتبات الإبل Camel Libraries
باكستان

قد تكون بعض المتغيرات والظروف التي تمر بها بيئةٌ ما، هي الدافع الرئيسي للابتكار، وهذا ما فعلوه في باكستان وأنتج واحدة من أغرب المكتبات في العالم؛ حيث تعتبر باكستان ثاني أعلى دولة من حيث نسبة الأطفال خارج المدرسة في العالم، بحوالي 22.8 مليون طفل؛ وفقاً لتقرير منظمة اليونيسف، ومن هنا جاءت مبادرة "مكتبات الجمال" أو قافلة الإبل.

تعمل المبادرة على توصيل الكتب إلى المناطق النائية، وتقدم غرف قراءة دائمة للمجتمعات المحلية، وتعمل على تأمين مواد القراءة والتعلم لأطفال المدارس في جميع أنحاء باكستان. يُعتبر استخدام الجمال وسيلة فعالة لنقل الكتب والبضائع. يعَد هذا المشروع صديقاً للبيئة ولا يسبب تغييراً في المُناخ، كما يساعد على توفير دخل لرعاة الإبل المحليين، والأهم من ذلك، يعمل على نشر المعرفة.

تابعوا المزيد: دليلك لتصبح شخصاً مثقفاً