أشقاء فيصل يطردونه من نادي الاتحاد.. وأم مبروك تتكلم

«فيصل هزازي»، هكذا يعرف عن نفسه، ينتمي إلى عائلة كبيرة؛ أب وأشقاء من المشاهير.. لا يطلب إلا بطاقة أحواله المدنية، لا يبحث عن المال أو الجاه..

حسب رواية ذلك المراهق، ذي الستة عشر ربيعاً، أنه جاء إلى هذه الدنيا دون أن ينعم بحضن والدته الدافئ وحماية والده؛ والسبب انفصالهما الذي أدى إلى «تخلي» والدته عنه بعد زواجها من رجل آخر، فكانت النتيجة أن عرض الأب على سائقه اليمني «مبروك» أن يبقي الطفل لديه بعض الوقت بدلاً من أن يسلمه للملجأ؛ لأن زوجته لا تريد «فيصل» في البيت!

هذه هي رواية فيصل والسائق اليمني «مبروك» الذي رباه في منزله ومع أولاده. «فيصل» ابن الأثرياء وشقيق المشاهير، يعيش في بيئة شديدة التواضع، وبين أزقة أحياء جدة القديمة التي تضيق على ساكنيها من المهمشين والفقراء والمعدمين. إلا إن هذا الوجع لم يكن عائقاً أمام «فيصل»، بل حاول فرض نفسه على والده الذي اكتفى بتسجيله على اسمه لاستصدار شهادة ميلاد لـ«فيصل»، والتي خولته دخول المدرسة فيما بعد، دون أن يرعى سنوات طفولته الصغيرة التي تنمو وحيدة بعيداً عن أبوة وأمومة ضائعة.

«جحود» و«نكران»... لا فرق بالنسبة لـ«فيصل»، كما يقول، هو الذي لم ير والدته أبداً، ليفاجأ لاحقاً بأنها تربي ابن زوجها الذي التقى به صدفة في المسجد.. وهذا ما دفعه للتساؤل: «ما الخطأ الذي ارتكبته حتى تنبذني أمي وينكرني والدي؟ من المؤكد أن رضيعاً لم يتعد الخمسة عشر يوماً في هذه الحياة يعرف الخطأ حتى يعاقب بالجحود؟ ظننت أنني العيب.. لكن أي عيب فعلته وأنا لا أعرف معنى العيب والخطأ والخطيئة في سنواتي الصغيرة».

وبعد جهد جهيد، انتقل للعيش مع أخوته في منزل أبيه. يقول فيصل: «عشت في هذا البيت شهراً كاملاً.. حاولت التقرب إلى أخوتي ولكنهم كانوا ينفرون مني بحجة أن طريقة كلامي خدمية، فقلت لهم: إذن لماذا تركتموني أعيش مع الخدم؟! حاولت التقرب إلى زوجة أبي ومساعدتها في المنزل، أجمع لها القمامة، وفي النهاية تحينوا فرصة خروجي من المنزل؛ ليجمعوا ملابسي ويضعوها في حقيبة عند الباب. أخذتها وغادرت دون أن ألتفت ورائي. لا أنسى ما قاله أخوتي لحراس نادي الاتحاد عندما ذهبت إليهم: طلعوه بره!»

وفي هذا السياق، علق مبروك قائلاً: «كان فيصل يصاب بالإحباط عندما يشاهد أشقاءه نجوماً في عالم الكرة، وهو يعيش النكران والنسيان. تأثر كثيراً بكل ما تعرض إليه من ظلم. لكني أخفف عنه دائماً بالقول: أنت ابني وبيتي سيبقى مفتوحاً لك».

من ناحية أخرى، وفي أولى إطلالتها الإعلامية، خرجت أم مبروك عن صمتها لتتحدث عن معاناة فيصل هزازي. هذه المرأة السبعينية التي تقول إنها شهدت خيوط قصة الطفل الأولى منذ البداية، عندما جاء به والده إلى منزل العائلة، تقول: «لم تتعد أيام فيصل في هذه الدنيا الخمسة عشر يوماً عندما أحضره والده إلى منزل ابني مبروك الذي كان يعمل سائقاً لديه، قال والد فيصل في حينها إنه انفصل عن والدته ولا يعرف أين يذهب بالطفل! لذا طلب منا أن نبقي فيصل عندنا».

منذ ذلك الوقت نشأ فيصل في منزل عائلة أم مبروك، التي اعتبرته كما تقول أحد أبنائها. «لقد تربى بيننا. أحبه كثيراً، ربما أكثر من عيالي أنفسهم. لكني أحزن على معاناته ووجعه بسبب إنكار عائلته له». إلا إن هذا «النكران» كما وصفته أم مبروك ببساطتها لا يعني لها شيئاً. لكنها تتألم عندما تجد فيصل وحيداً. لا يسأل عنه والده أو أمه أو أشقاؤه.

وتتابع قائلة: لقد تربى هذا الولد في كنفنا حتى بلغ الآن 16 عاماً. لن أتركه بسهولة. ولا أريده أن يذهب إلى بيت أمه أو أبيه؛ لأنهما لا يريدانه من الأساس، والدليل أن عائلة أبيه طردته من منزلها بعدما جلس لديهم شهراً كاملاً!»
جل ما تطلبه أم مبروك لـ«فيصل» هو الحصول على بطاقة الأحوال التي تخوله تقديم الامتحانات الرسمية، والتي ستكفل له أيضاً التنقل بحرية دون خوف أو تردد؛ لأن مع مضي الوقت لن تكون شهادة الميلاد التي بحوزة فيصل كافية، وكذلك كارت العائلة الذي، حسب أم مبروك، أدرج فيه مع أخوته من أبيه.