هل يمكن لشخصيتك أن تعرقل تطور حياتك المهنية؟

تشكل بعض السمات الشخصية عاملاً حاسماً في تحقيق الأهداف أو إيجاد بعض التحديات المهنية
تشكل بعض السمات الشخصية عاملاً حاسماً في تحقيق الأهداف أو إيجاد بعض التحديات المهنية. المصدر: freepik by stockking

قبل مدة من الزمن، أنشأ عالما النفس روبرت وجويس هوجان قائمة تضم مجموعة من الصفات، والتي تتراوح ما بين الانفعال إلى الالتزام بأداء الواجبات، تلك الصفات التي تتمثل في شخصيتك إلى أقصى الحدود، لذلك فإنها تشكل نوعاً من اضطرابات الشخصية الأكثر شيوعاً من دون وعي.
يشكل هذا الوصف حالة للعديد من الموظفين والمديرين والقادة الذين يظهرون على الأقل ثلاث سمات من هذ الصفات ضمن الجانب الخفي في شخصياتها، حيث إن حوالي 40% منهم يظهرون تلك الصفات بشكل واضح وصريح، الأمر الذي يعرضهم لخطر مغادرة الوظيفة.
انتبه: قد يساعدك أن تكون سريع الانفعال على إظهار الشغف والحماس لزملاء العمل والمرؤوسين، لكن ذلك قد يجعلك أيضاً متقلباً ولا يمكن التنبؤ بانفعالاتك. إن وجود نظرة تشوبها الشك والسخرية يجعل من الصعب بناء الثقة حولك في العمل. وإن الاجتهاد الزائد يمكن أن يتحول إلى مماطلة وهوس الكمال بحسب الموقع الأكاديمي " Harvard Business Review ".

"الشخصية ليست فقط شيء نظهره للآخرين، بل هي أساس حياتنا المهنية" - زيغ زيغلار

هل تسهم شخصيتك في نجاحك الوظيفي أم تُعتبر عقبة؟

صفاتك الشخصية تُعد جسراً لتحقيق النجاح أو تعتبر تحدياً يتطلب التفكير والتحليل وإعادة التقييم. المصدر: freepik

يتطلب النجاح في العمل أن نركز على نقاط القوة الفطرية في شخصيتنا: كصفات الذكاء العالي، والقدرة على التعلم، والطموح للإنجاز، والمهارات الاجتماعية التي تسعى إلى تطوير علاقات قوية. لكن هذه الخصائص قد تتأثر دائماً مع نقاط الضعف في شخصياتنا، وهي جوانب من الشخصية قد تبدو غير ضارة أو حتى مفيدة في بعض الظروف، ولكن عندما تُترك دون رادع أو تهذيب يمكن أن تعيث فساداً في المهن والوظائف. وتكون أبرزها:
  • الحضور متأخراً عن المواعيد

يُعد الوصول للاجتماعات متأخراً عن الموعد المحدد، دليل على عدم الاحترام والتقدير لزملائك الذين التزموا بالموعد ولمنظم الاجتماع على حد سواء، لذلك تصنف هذه الصفة كإحدى الخصال التي قد تسبب لك خسارة الوظيفة.
  • التظاهر بالمرض والإعياء

يمكن أن يؤدي التظاهر بالمرض إلى فقدان الشخص لثقة الزملاء والمدراء. فالتظاهر بأنك تعاني من حالة مرضية ما، يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية والمهنية مع الآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى خلق بيئة عمل غير صحية، حيث يمكن أن يكون التظاهر بالمرض سبباً في نقص الإنتاجية وخلق أجواء من التوتر بين الزملاء.
اقرأ المزيد لاكتشاف الطريق إلى النجاح المستدام، من خلال هذا المقال: كلمات قد تكون خطرة على مسار حياتك المهنية.. احترس وتجنبها
  • تناول أطعمة ذات رائحة كريهة

يشكل تناول الأطعمة ذات رائحة الكريهة مصدراً لإزعاج الزملاء داخل بيئة العمل، خاصةً إذا كانت هذه الرائحة قوية ومتسللة إلى مناطق العمل القريبة من مكان تواجدك، مما يؤدي إلى تقليل مستوى الراحة والرضا بين أفراد الفريق، الأمر الذي يعزز إمكانية فقدان الفرص المهنية في بعض الحالات، فالإزعاج المتكرر قد يؤدي إلى فصل الفرد أو إلى فقدان فرص العمل في المستقبل.
  • المبالغة في طرح العديد من الأسئلة

يمكن أن تشكل المبالغة في طرح الأسئلة إزعاجاً للزملاء في العمل، خاصة إذا كانت الأسئلة غير ملائمة أو متكررة. الأمر الذي ينعكس بتأثير سلبي على العلاقات في فريق العمل. فالشخص الذي يقوم بطرح الكثير من الأسئلة بدون داعٍ أو بشكل شخصي يؤدي إلى إشغال الوقت والانشغال بمواضيع لا تعود بالفائدة للعمل. مما قد يتسبب في تأخير المشاريع وتقليل كفاءة الفريق.

كيفية التخلص من العادات السيئة في شخصيتك؟

التفكير بشكل حاسم لغايات استبدال الصفات السلبية بأخرى إيجابية في مجال العمل. المصدر: freepik by stockking
  1. وضع بديل عن العادات السلبية: يجب على الأفراد أن يضعوا خطة مُسبقَة لكيفية الاستجابة عند مواجهة الضغط ومحاولة مجابهته بالصفات السلبية التي قد تؤثر على مستقبلك المهني، كاستبدال الوجبات المزعجة برائحتها بأخرى صحية وخفيفة في العمل.
  2. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين: إن العثور على أصدقاء جُدد يمارسون العادات الإيجابية التي تبحث عنها سيساعدك في القضاء على العادات السلبية القديمة. لذلك ننصحك بقضاء الوقت مع هؤلاء الأشخاص وممارسة الأنشطة الاجتماعية التي تشتمل على العادات الجديدة والمطلوبة.
  3. مكافأة النفس على الإنجاز: على الأفراد استثمار قوة التعزيز النفسي والإيجابي لغايات تقديم الدعم لنفسك وبناء المكاسب المستقبلية. لذلك احرص على مكافأة نفسك بين الحين والآخر بعد إجراء عدة تغييرات صغيرة للتخلص من عاداتك السلبية.

"صفات الشخصية تشكل الأساس الذي يستند إليه النجاح المهني. النزاهة والاستمرارية تصنعان الفارق." - جويس ماير


ختاماً: ضع ورقة وقلماً دائماً في حقيبتك، وتذكر في كل مرة تمارس فيها عاداتك السلبية أن تضع علامة عليها في ورقتك. في نهاية اليوم، قُم بإحصاء كل العلامات السلبية في شخصيتك وانظر ما هو المجموع لمحاولة تقليلها حتى التخلص منها. وتذكَر بأن هدفك في البداية ليس الحُكم على نفسك أو الشعور بالذنب حيال القيام بشيء غير صحي، لكن تهذيب، تطوير الارتقاء بصفاتك الشخصية من أجل مستقبلك المهني.
اقرأ لتفهم كيف يمكن للتفاصيل الدقيقة أن تحدث فارقاً كبيراً في مسارك المهني: كيف تحقق نجاحاً باهراً في مقابلات العمل؟