حتى لا تتحوّل مكافأتكِ لطفلكِ إلى رشوة

يعتبر خبراء التربية المكافأة بمثابة عصا سحرية يمكن توجيه دفّة سلوك الطفل عبرها إلى الأفضل، شريطة أن يحسن الآباء والأمهات استخدامها حتى لا تنقلب الحال وتمسي وسيلةً يستخدمها لابتزازهما!

الاختصاصية في علم النفس والتوجيه التربوي شروق ابراهيم الضوي توضح أهمية المكافأة في تعديل سلوك الصغير.

 

يغفل بعض الآباء مكافأة صغيره على سلوكه الجيد، إما بسبب انشغاله أو لاعتقاده الخاطئ أنّه يجدر بهذا الأخير إظهار السلوك المهذّب بدون الحاجة إلى إثابة. ولعلّ ما يثبت عدم صحة هذا الاعتقاد هو مثال كيف أنّ الطفل وحين لا يجد أي تشجيع على مساعدته في بعض شؤون المنزل، فإنه تلقائياً لن يكون متحمّساً لتكرار هذه التجربة في المستقبل. ونظراً إلى أنّ هدف المربّي هو جعل السلوك السليم يتكرّر مستقبلاً، فمن المهم إثابة السلوك في حدّ ذاته وليس الطفل.

 

وتعدّ مكافأة السلوك الجيد الذي يصدر عن الطفل منهجاً تربوياً أساسياً في السيطرة على تصرّفاته وتطوّرها، وأداة هامة في بثّ الحماسة ورفع معنوياته وتنمية ثقته بذاته، لأنها تعكس القبول الاجتماعي الذي يحظى به الفرد. ويعتبر الأمر سيّان بالنسبة للراشدين، علماً أن الطفل الذي يثاب عن سلوكه الجيد سريعاً وبدون تأجيل سيتشجّع حتماً على تكراره مستقبلاً.

 

 

 

أنواع المكافآت

 

وإذ يجهل البعض الطرق التي يمكن مكافأة الطفل بها معتقداً أنّها تنحصر في إعطائه نقوداً إضافية، تفيد الدراسات والبحوث أن المكافآت المعنوية تأتي في المرتبة الأولى في مجال تعزيز السلوك المرغوب، تليها المادية. وتشمل المكافأة المعنوية كلاً من الابتسامة والقبلة والعناق والتربيت على الظهر والمديح والاهتمام وإيماءات الوجه المعبّرة عن الرضا والاستحسان...أما المكافآت المادية فتتنوّع وتختلف باختلاف سنّ الطفل، وتشمل النقود والحلوى وشراء لعبة ومشاركة النشاط الرياضي والسماح بمشاهدة التلفاز لوقت إضافي واصطحابه في رحلة ترفيهية خاصة.

 

مكافأة أم رشوة؟!

 

ومن المعلوم أن المكافأة أسلوب تربوي يجعل الطفل أكثر جدّية في القيام بالمهام المنوطة به، وتحدث بعض التنافس المحبّب بين الأشقّاء لإتمام واجباتهم. ولذا، اثني على ابنك عندما يقوم بالمهمة الموكلة إليه، ولكن احترسي من الوقوع في الخطأ الشائع والمتمثّل في منحه المكافأة قبل تنفيذ المطلوب إليه، ما يجعلها تتحوّل إلى رشوة. فهذه الأخيرة تؤدي إلى تكاسله وعدم تعاونه، فيما المكافأة تمنح بعد إتمام المهمة على أكمل وجه.

 

ولكن احذري، فقد تتسبّب مكافأة الوالدين للطفل في بعض الأحيان وبدون قصد في تعزيز سلوكه السيّئ، وذلك عند التالي:

 

•           أن يشترط الطفل إعطاءه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المرغوب أو المطلوب منه، ويستجيب الوالدان لهذا الشرط.

 

•           مكافأة السلوك السيّئ بصورة غير مباشرة كمنحه امتيازات معيّنة عقب قيامه بسلوك مرذول.

 

•           التساهل معه والامتناع عن عقابه على سلوكه الخاطئ، فيصبح عرضةً للصراع النفسي أو الانحراف عندما يكبر.

 

 

 

 

إرشادات مفيدة

 

•           يجب أن ينال الطفل مكافأته إن أبدى سلوكاً حسناً، علماً أن المطالبة المستمرة للمكافأة مطلب شائع في السلوك الإنساني، سواء في صفوف الصغار أو الراشدين.

 

•           من بين خطوات مكافأة السلوك الإيجابي: امتداحه، مع ضرورة مراعاة الدقّة والأمانة وتجنّب المبالغة حتى لا يؤدي تصرّفك إلى نتائج عكسية.

 

•           عاقبي طفلك على سلوكه السيّئ بصورة غير عنيفة، علماً أن الهدف من هذا التدبير هو دفعه إلى عدم تكراره مستقبلاً وليس إيذاءه وإلحاق الضرر بجسده ونفسيته.

 

•           امنحي طفلك حق اختيار الهدية، فهذه الخطوة تعزّز ثقته بنفسه وتحثّه على السلوك الإيجابي.

 

•           تشكّل مكافأة سلوك الطفل الإيجابي أفضل تعبير يصدر عن الوالدين ويخرج بهما عن دائرة الناصحين اللذين يعطيان الحلول ويصدران الأحكام.

 

•           إن مكافأته عن سلوكه الإيجابي يشيح النظر عن بعض تصرّفاته غير المسؤولة والمرتبطة بمرحلته العمرية، ما يجعله يتخلّى عنها.

 

•           عبّري عن مكافأة سلوك طفلكِ الإيجابي باللمسة الحنون والضم والقبلة والعناق والحمل والمداعبة بشكل يتناسب مع سنّه.