لماذا يؤذي طفلي نفسه؟


يؤذي بعض الأطفال نفسه، من خلال تصرفات يقترفها تسبّب ألماً بالغاً لجسده الرقيق، ما ينتج تشوّهات واضحة، لا تجدي أمامها محاولات الأهل في المنع والنهي. فما الذي يدفع الطفل إلى إيذاء نفسه؟ وكيف يمكن نهيه عن هذا التصرف؟ 

«سيدتي» تسلّط الضوء على هذه المشكلة، من خلال معلومات تمدّنا بها اختصاصية العلاج النفسي في «مركز مأب للتأهيل» مي أحمد.


 

تـمثّل التصرفات الأكثر شيوعاً بين الأطفال والتي تسبّب إيذاءهم لأنفسهم، في: شدّ الشعر أو قضم أطراف الشعر الطويل أو نتف الأهداب أو الحواجب أو الضغط على الأسنان بقوة حتى تتكسّر أو الإهتزاز بعصبية أو ضرب الأرض بالقدمين أو قضم الأظافر أو تقشير الجلد حتى التشويه أو العبث بالأنف حتى يسيل الدم منه  أو العبث بالأذن أو وضع الأصابع في الفم... وعندما يتّخذ الطفل عادةً واحدةً من هذه العادات المؤذية ويقوم بتكرارها عندما يكبر،
لا يستطيع الكفّ عنها حتى وإن جعلته محلّ سخرية من الآخرين، وذلك إن أهمل الوالدان تقويم هذه التصرفات في مهدها.

 

شعور بالقهر

ثمة أسباب عدّة تدفع الطفل إلى اقتراف هذه التصرفات المؤذية للنفس، علماً أنها تعبّر عن غضب وتوتر. وإذ تعتبر طبيعيةً وتحدث كردّة فعل على المواقف اليومية،
إلا أن تكرارها والتمادي فيها حتى بلوغ درجة تشويه جسد الطفل يعتبر سلوكاً غير طبيعي ينتج عن شعور الطفل بالقهر! ويجد الطفل نفسه يلجأ ليه كتعبير عصبي عن القلق أو التفكير بمواجهة جديدة أو كوسيلة للتهدئة. ونظراً إلى أن هذه العادات غير إرادية في كثير من الأحيان، فإن إلحاح الأهل في طلب الكفّ عنها لا يزيد الطفل
إلا اضطراباً وتمسّكاً بها.

 

أوقات عصيبة

من الملاحظ أن تعرّض الطفل لتحوّلات جذرية في نظام حياته، خصوصاً عند البدء في الذهاب للحضانة أو المدرسة، يجعله أكثر عرضةً للقيام بهذه العادات العصبية. وإذ يمرّ في هذه السن بأوقات عصيبة تقتضي منه القيام بأفعال جديدة ويلزم على القيام بمهام لم يألفها من قبل، وتزداد الأوقات التي يتعرّض فيها للقلق من خلال العلاقة التي تربط الطفل بالنظام المدرسي والمدرّسين والزملاء، فإنه بالمقابل، في سن السادسة من العمر، يكون مفعماً بالنشاط ولديه الكثير من الرغبات والمطالب وشديد الحساسية، ويبحث عن تأكيد ذاته... لذا، فإن اختياره نمطاً سلوكياً معيّناً وتكراره بشكل دوري يمثّل طريقته في التعبير عن توتّره.

 

خطوات مساعدة

لعلّ أفضل الطرق في التعامل مع هذه التصرفات يتمثّل في تجاهلها وعدم لفت نظر الطفل إليها. أما إذا كانت هذه العادة تؤذيه جسدياً أو اجتماعياً، فمن الضروري التدخّل فوراً، وذلك على الشكل التالي:

يمكن للأم ملاحظة الأسباب الكامنة وراء التصرف السيئ الذي يقوم به طفلها، ثم الشروع في العمل بجدية على تغيير الظروف التي تحضّه على القيام به.

تحدّثي مع طفلك بهدوء واشرحي له خطورة التمادي في القيام بهذه العادة، وأوضحي له أن جسده جميل وأن هذه التصرفات تفقده هذا الجمال.

يمكنك، وبالإتفـاق مــع طفلـك، تسميــة عادته السيئة باسم معين وجعل الأمر سراً بينكما، وأخبريه أنك عندما تذكرين هذا الإسم فإنك تقومين بتنبيهه للتوقّف عن القيام بها.>يقوم بعض الأطفال بالإرتعاش أو قضم الأظافر أو نتف الشعر عندما يشعر بالضجر. ولقتل هذا الفراغ، إقترحي على طفلك سلوكاً بديلاً غير ضار، على غرار اللعب بالكرة المطّاطية...

ينبغي على الوالدين عرض المساعدة على الطفل بدون إيقاعه في الحرج وبدون إشعاره بالخجل من نفسه، مع التأكيد له أنه قادر بنفسه على التخلّص من هذه العادة.>درّبي طفلك على التنفّس العميق وبعض التمارين الرياضية الخفيفة التي تقوم على شد وإراحة العضلات، حيث إنها تفيده كثيراً في التخفيف من حالات توتره العصبي.>إذا استمرّ الطفل في إيذاء نفسه، ينبغي عرضه على متخصّص نفسي أو إخضاعه لبرنامج تأهيلي.

 

عادات لا إرادية

 تجدر الإشارة إلى أن هنالك عادات تحدث بسبب تحرّكات عضلية لا إرادية. وإذا كان من الممكن التحكّم بالسلوك المترتّب عن عادة عصبية، فإنه يصعب التحكّم في تقلّصات عضلية لا إرادية، كفتح العين وإغماضها بسرعة أو هزّ الرأس أو الكتفين، علماً أن غالبية هذه التقلّصات العضلية تختفي بعد بضعة أسابيع أو أشهر. وننصح الأم بعدم الضغط على طفلها لترك هذه العادات الناجمة عن التقلّص العضلي باعتبارها إرادية، فالنهي عنها لن يحلّ المشكلة  بل قد يزيدها سوءاً.

وعلى الأم أن تطلع الطبيب على حالة الطفل،
فإذا استمرّت أكثر من سنة وجب إجراء فحص طبي له.

 

 

قواعد يرفضها الأطفال!
بعد
معاينة الأطفال في مركز التدريب على السلوك، تلاحظ المؤلفة مهى صالح كاتبة أن بعض الأطفال يرفض تطبيق عددٍ من التوجيهات المسلكيّة، أبرزها:

 

عدم محادثة أهله بصوت عالٍ، وبنبرةٍ قاسية.

عدم ضرب أخوته.

توضيب أغراضه الشخصيّة.

توجيه الشكر للآخر.

الإعتذار للآخر.

الإستماع إلى الآخر.

الإمتناع عن التلفّظ بالكلام البذيء.

 

عن الكتاب... 

 

يتوجّه كتاب «دليل السلوك المميّز» للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والثانية عشرة، ويتضمّن إرشادات تربوية مسلكية تلقّن الطفل أصول التصرّف السليم مع أهله ومع سائر الأشخاص الذين يتواصل معهم في حياته اليومية، فضلاً عن «مبادئ المحادثة اللائقة» مع الآخرين وكيفية احترام الذات...

 

 

مشاكل أطفالك تجيب عنها:


مستشارة «سيدتي»
الدكتورة ابتهاج طلبة

 

1 - هل من طريقة لدفع إبني إلى تحسين خطّه عند الكتابة؟

سامية ـ الرياض

 

يواجه الطفل، في بعض الأحيان، عوائق في العملية التعليمية، ما يتطلّب إيجاد طريقة لمساعدته عند أداء واجباته. ويعتبر الخط ضمن هذه العوائق.

وفي هذا الإطار، يجدر بالأم أن تجالس طفلها لتدريبه على الكتابة بخط سليم، مع دفعه إلى التمرين عبر ابتكار بعض المحفّزات، على غرار منحه بعض الوقت للّعب بالكمبيوتر أو القيام بنزهة أو منحه بعض الجوائز العينية المحبّبة لديه... وهذه الوسائل الإيجابية تدفعه إلى التصرّف بطريقة صحيحة. ولكن، إذا لم يستجب بعد التعاون مع معلمته في سبيل تحقيق هذا الهدف، من الضروري استشارة متخصّص لتنمية هذه المهارة لديه. 

 

 

2  - كيف تفيد قراءة القصص قبل النوم الطفل؟

نوف ـ جدة

 

تشكّل رواية القصص للطفل خطوةً أولية نحو بناء وعيه وغرس القيم الدافعة لممارسة حياته بشكل مفيد، فكلّما كانت هذه الروايات ترتبط بالواقع كلما أكسبته مهارات إضافية، من ملكة الكلمات التي يجهلها واتّساع في مخيلته إلى تعديل سلوكه السلبي. 

 

 

 3- ألاحظ أن طفلي يقضي ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون، ولم تفلح معاتبتي له ونهيي المتكرّر في جعله يعدل عن هذا الأمر، ماذا أفعل؟

كريمة ـ الرياض

 

من الطبيعي أن الطفل، حين يدع لساعات طوال أمام شاشة التلفزيون سوف يستمتع بالمشاهدة، وسيصيبه الضيق إذا حاول أي فرد إبعاده عنه. وهنا، ثمّة مسؤولية تقع على عاتق الأم إذا تركته منذ البداية أمام التلفزيون، بدون مراجعة أو تنبيه، وذلك بذريعة القيام بأشغالها المختلفة. ولا بدّ أن تقوم الأم بجدولة البرامج والأوقات التي يسمح خلالها للطفل بمشاهدة التلفزيون. وعقب فراغه، يمكن مناقشته فيما شاهده، للنهوض بتفكيره ووعيه.