هامّ للوالدين: إبحثا عمّا يميّزه ولا تدعاه أسير المنزل في بيتنا معوّق


تعتبر الإعاقة ظاهرة طبيعية، وهي من الأمور التي من الممكن أن تصيب الأطفال في عمر مبكر نتيجةً لعدد من العوامل، بعضها وراثي والبعض الآخر منها بيئي، وقد يشكّل وجود طفل معوّق ضمن أفراد بعض الأسر أزمة نفسية واجتماعية تنشغل بسببها عن أداء الدور المنوط بها، لتقديم الرعاية اللازمة له، سواء من الناحية الطبية أو النفسية أو الاجتماعية أو التــأهيلية. «ســيدتي» اطلعت من مستشار وخبير العلاقات والشؤون الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني بن عبد الله الغامدي على كيفية تعامل الأسرة والمجتمع مع المعوّق.

 

 

الأسرة والمجتمع


 

لكل فرد من أفراد المجتمع ما يميّزه وينفرد به وسط أقرانه، فإذا ما قدّر الله تعالى أن يسلب بعض هؤلاء الأطفال جزءاً هاماً من قدراتهم، فإنه بكل تأكيد قد أودع فيهم العديد من القدرات التي تمكّنهم من النجاح والتميّز في مجالات عدّة. لذا، يجدر بالأسرة والقيّمين على تربية المعوق البحث عن نقاط التميّز لديه، والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم إعاقته والوصول به إلى أقصى درجات الإستفادة من قدراته، خصوصاً في المجالات المتوافقة مع ميوله.

ولذا، على الوالدين طلب المساعدة من أهل الاختصاص لاكتشاف مواضع القوة لدى هذا الطفل، وكيفية تنمية قدراته، مع توفير الأجهزة والاحتياجات اللازمة لإبراز مواهبه، ثم عرضها، وتوفير البيئة اللازمة من تجهيزات قد يحتاجها المعوق في أهم مكان يعيش فيه وهو المنزل.

وكلما تسلّحت الأسرة بالإيمان بالله تعالى والرضا بقضائه، كلما أمكنها تجاوز هذه المحنة بطريقة أكثر توافقاً واتزاناً، وكلما استطاعت تطوير ما يتمتّع به ابنها المعوق من استعدادات وإمكانات بشتى الوسائل، حتى يتمكّن من أن يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه يؤدي ما عليه من واجبات ويعرف ما له من حقوق حسب نوع إعاقته.

 

يـقصد بالإعاقة عدم قدرة الفرد على أداء متطلّبات دوره الطبيعي في الحياة، نتيجةً لعيب خلقي أو غير خلقي، علماً أن ذوي الإحتياجات الخاصة هم من يحتاجون معونة خارجية لنقص في تقويم أحد هذه الجوانب الثلاثة: الجسم أو العقل أو النفسية. كما يعتبر معوّقاً أيضاً من اختلّت نفسيته من جرّاء أزمة ما أدّت إلى إصابته بمرض نفسي. وللإعاقة درجات، تبدأ من البسيطة إلى المتوسطة إلى المعقّدة، وتتفاقم الأزمة عندما تنكر بعض الأسر إعاقة الطفل وتتهاون في متابعة حالته مع المراكز المتخصّصة، ظناً منها أنه غير قابل للتعليم أو التدريب! ولعلّ من أهم العناصر المدمّرة لنفسية الطفل والتي تؤثر فيه سلباً نظرة الأسرة والمجتمع إليه، حينما تكون نظرة عطف وشفقة، مع أن هذا الطفل قد لا يختلف عن بقية الأسوياء من الناحية العقلية والفكرية والنفسية، وقد يكون الفارق فقط هو عدم قدرة أحد أعضائه على القيام بدوره بشكل طبيعي. ولذا، يجب على الأهل توفير المناخ المناسب ليستطيع أصحاب الإعاقات العيش والتعامل مع المجتمع بشكل طبيعي. ومن خلال التجربة، وجد أن هناك الكثير من قصص النجاح للمعوقين، وذلك من خلال تصميم ووضع خطة تربوية لتطوير العقل والسلوك من قبل الوالدين وهو ما يحتاجه هذا الطفل. ولمساعدته على رفع معدّل نموّه العقلي، على الوالدين اصطحابه معهما في الزيارات العائلية وإلى الأسواق والمطاعم والملاهي. قد يكون هذا الأمر مرهقاً بالنسبة لهما، كون هذا الطفل يحتاج إلى رعاية خاصّة، إلا أن ما سيشجعهما على ذلك هو أن هذا التصرف سيبعث في نفسيته الثقة وإحساسه بأنه غير منبوذ ممن حوله وأن بإمكانه أن يعيش حياته بشكل طبيعي كغيره من الأطفال.

 

التساوي في التربية


من المهم أن يكون هناك اقتناع داخلي لدى الوالدين بأن هذا الطفل لا يختلف عن بقية الأطفال الأسوياء، إلا في بعض الأمور التي قد تكون عقلية أحياناً أو جسدية في أحيان أخرى. وبالتالي، ينعكس هذا المفهوم على تثبيت نظرية التساوي في التربية كمجموعة أطفال مختلطين مع بعضهم البعض أي بين الطفل المعوّق وأخوته الأسوياء، ما يمثّل العنصر الأساس للمعالجة النفسية والعقلية التي يحتاجها المعوّق بغض النظر عن درجة إعاقته

 

مشاكل أطفالك تجيب عنها:

مستشارة «سيدتي»
دكتورة ابتهاج طلبة



ما هي الطريقة الأنجع لعقاب طفلي البالغ ست سنوات من عمره؟ وهل تجدر مكافأته على كل عمل صائب يقوم به؟


سهى ـ الرياض

 

لا بدّ أن يوازي كلّ من الثواب والعقاب ما قام به الطفل، فعلى سبيل المثال إذا كلّف الطفل بمهمة معيّنة وأدّاها بطريقة صحيحة، فلا بدّ أن يكون الثواب مساوياً  لما قام به، علماً أن المكافأة قد تتمثّل في التشجيع اللغوي أو في السماح له بالخروج أو اللعب لمزيد من الوقت. ويجدر عدم الإفراط في الإثابة، لأن من شأن ذلك أن يفسد دوافع الطفل ويجعله لا يحفّز سوى مقابل الجوائز. ولذا، قد يصاب بالإحباط إذا لم يمنح الجوائز!

بالمقابل، إن العقاب البدني مرفوض تماماً، علماً أنّه لا يؤدي إلى النتيجة المرجوّة. ولكن، ثمة أنواع أخرى من العقاب مجدية، أبرزها: عدم السماح له باللعب أو عدم مشاركة أصدقائه في الخروج أو حرمانه من المصروف... ما يجعله يحذر من عدم تلبية الأوامر، تلافياً للوقوع فيها. ومن جهة أخرى، هذه العقوبات «المدروسة» لا تجعله يكره من يوقعها عليه، بل تعمل على تحويل سلوكه السلبي إلى إيجابي.

 

هل يمكن تعويد ابني وابنتي علي مساعدتي في الأعمال المنزلية، وبدءً من أيّة سن؟

لمياء ـ بيروت

 

تعتبر مشاركة الطفل في أداء الأعمال المنزلية سلوكاً ايجابياً، يجدر بالأم  تأصيله في نفسه ابتداءً من سنّ أربع سنوات، علماً أنّه في خلال هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى التفاعل في التجارب القريبة من والديه، حتى يكتسب من خلالها تحمّل مسؤولية العمل وخوض التجربة واكتشاف نجاحها، ما يعزّز لديه الدافع إلى السلوك الايجابي تجاه المجتمع. وكلّما بدأت الأم في تدريب طفلها على النشاط والتحرّك مبكراً، يعتاد هذا الأخير على تحمّل المسؤولية، ويجني نتائجاً ايجابيةً في المستقبل