الكلمة سلاح ذو حدين إحذري استخدامها

2 صور
يُحكى أن صبياً صغيراً كان سريع الانفعال والغضب ويؤذي كل من حوله بمزاجه السيئ، فأعطاه والده في يوم من الأيام علبة مسامير، وطلب منه في كل مرة يفقد فيها أعصابه أن يطرق مسماراً في سياج الحديقة.
في اليوم الأول طرق الصبي 37 مسماراً داخل السياج، ومع مرور عدة أسابيع تعلم أن يسيطر على غضبه أكثر، فتضاءل عدد المسامير بالتدريج، واكتشف أنه من الأسهل له أن يمسك أعصابه من أن يدق كل هذه المسامير في السياج.
وأخيراً أتى اليوم الذي أصبح فيه الولد هادئ الأعصاب، فأخبر بذلك والده، الذي اقترح عليه أن يسحب في كل مرة يستطيع فيها التحكم بأعصابه مسماراً من ذلك السياج، ومرت الأيام حتى أتى ذلك اليوم الذي أخبر فيه الولد أباه بأنه قد أزال كل المسامير من السياج، وما كان من الوالد إلا أن أمسك بيد ابنه وأخذه ليرى السياج قائلاً: «حسناً فعلت يا بني، ولكن انظر إلى كل هذه الثقوب، فلن يعود السياج أبداً لما كان عليه سابقاً... إن ما تقوله وأنت غاضب، سيترك جروحاً من الصعب أن تندمل تماماً كهذه الثقوب التي تركتها المسامير».
والعبرة من القصة أن الجرح بالكلام ليس أقل أثراً من الثقوب التي تركتها المسامير في السياج، فالكلمة الجارحة قد تكون مدمرة؛ تحفر ندوباً في أعماق النفس، من الصعب أن تختفي مع مرور الزمن.
وبما أن اللغة رابط مهم يربط بين الأشخاص، فيجب اتخاذ الحذر في استخدام الكلمات، فالكلمة الجارحة قد تؤذي نفساً، وتترك بصمة مؤلمة في قلب من نحب، وقد نخسر بسببها إنساناً لن نعوضه في الحياة مرة أخرى، وفي بعض الأحيان تكون الكلمة رقيقة كالنسمات «تبلسم» الجراح، وباختصار الكلمة سلاح ذو حدين، قد تهدم العلاقات، وقد تعيد بناء الجسور.
وكثيراً ما يعمل المعالجون النفسيون على تعليم الأزواج إعادة صياغة تواصلهم مع بعضهم البعض، فالتواصل الجيد هو من صميم العلاقات الجيدة، وأحد أسرار العلاقات السعيدة هو عمق التعاطف؛ لذا على الأقل علينا التوقف قليلاً والتفكير قبل أن نتكلم، والاستماع إلى ما نقوله، فقد نتجنب سوء فهم ربما يؤدي إلى دراما عاطفية، فخطأ الكلمات سوف يؤدي إلى رد فعل خاطئ قد يؤدي بدوره إلى العداء.
وفيما يلي عدة نصائح من الكاتب الأميركي الراحل ديل كارنيجي Dale Carnegie -مطور الدروس المشهورة في تحسين الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية، وأهم مؤلفاته كتاب «دع القلق وابدأ الحياة»- تساعدك على استخدام الكلمة لصالحك:
 
- الابتعاد عن الجدال: ومحاولة اختصار الحديث قدر الإمكان؛ لأن الجدال يضعف ثقة الآخرين بك.
 
- تجنب الغضب والانفعال: إذ يجب أن يكون حل المشاكل قائماً على الرفق واللين والحكمة، والابتعاد عن الانفعالات والغضب والتوتر.
 
- الكلمة الطيبة أكثر تأثيراً: من أهم الأساليب التي ينصح بها علماء النفس للتأثير على الآخرين الكلمة الطيبة، فلو أخطأ إنسان أمامك فليس من الضروري أن تقول له أخطأت، بل أن تنصحه بشكل غير مباشر، بحيث تنتقي الكلمات الحسنة في التعبير عن رأيك، وهذه الطريقة ستترك أثراً رائعاً في نفوس من حولك.
 
- لا تتمسّك بخطئك: يؤكد علماء النفس -ومنهم كارنيجي- أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، ويرفعك في أعين الناس، فلا تحاول أن تثبت صدق رأيك وأنت تعلم أنك مخطئ، بل حاول أن تكون مرناً في النقاش وأن تعترف بالخطأ، وهذا الأسلوب سيعطي انطباعاً لدى الآخرين بأنك صادق، وهو ما يزيد من ثقتهم بك وتأثيرك عليهم.
 
- الأسلوب الخامس: الصدق أقصر طريق لكسب ثقة الآخرين: يؤكد علماء النفس، ومن بينهم كارنيجي، أن الطريق الأقصر لكسب الآخرين والتأثير عليهم هو الصدق في القول والعمل، فالصدق هو أساس النجاح.

ما رأيك؟ هل لديك المزيد من النصائح من تجربتك الخاصة؟!