الصداقات المزعجة.. كيف تتعاملين معها؟

الجميع لديه صداقات ولكل صديق طريقة في التصرف، فمن الأصدقاء من نرتاح لصداقتهم، ومنهم من لديهم أطباع قد تبدو غريبة أو محرجة لنا، وغير لائقة أمام الآخرين، وبوجودك أنت لاتوافقين على تصرف صديقة وفي نفس الوقت لاتريدين أن تفقدي صداقتها، فهل تنصحينها بشيء من الدبلوماسية، أم أن المعاتبة المباشرة قد تسبب فقدان الصداقة، فبماذا ينصحك الخبراء في هذه الحالة؟ 



 

 

حسب الدراسة، الدبلوماسية في إعطاء النصيحة تساعد بنسبة 80 % على إيجاد آذان صاغية وتقبل لدى الآخرين، أما النصيحة المعطاة بطريقة خاطئة فيمكن أن يفهمها الآخرون بأنها نوع من الانتقاد لشخصياتهم.

 

دراسة برازيلية صادرة عن رابطة الصداقة المشتركة في مدينه ساو باولو البرازيلية، ألقت الضوء على أنواع من الصداقات والإحراجات التي يسببها الأصدقاء لبعضهم، وطرق التعامل مع الأصدقاء المحرجين، وكيفية التصرف لتجنب فقدان الصداقة مع صديق تحبه، بدأت الدراسة بالحديث عن الصداقات التي أسمتها بالحساسة، وعرفتها بأنها تلك الصداقة التي فيها تنافس بين الصديقين للظهور أمام الآخرين بشكل أفضل، هذا النوع من الصداقة لا يدوم طويلاً، لأن المنافسة ستصل إلى حدها الأقصى في موقف ما، فيتحرج الآخر وينسحب من الصداقة.

وقالت الدراسة: «بعيدًا عن هذا النوع من الصداقة، فإن هناك أنواعًا من العلاقات لاتصل إلى مرحلة الصداقة، بسبب خلل في شخصية أحد الصديقين، ويمكن إطلاق اسم «الزمالة» على مثل هذا النوع من الصداقة، التي يمكن أن تستمر ربما لوقت طويل دون أن تتطور الى مرحلة الصداقة الوطيدة».

 

 

الأصدقاء المقربون

أضافت الدراسة -التي أعدها خبراء اجتماعيون من عدد من دول أمريكا اللاتينية- أن الصداقة المقربة والوطيدة هي التي يحرص الإنسان على الاحتفاظ بها، ويعمل المستحيل لتفادي قطع أواصرها، ولكن هذا لا يأتي بسهولة، فهناك مواقف يمكن أن تؤثر سلبًا في الصداقة المقربة، إذا لم يعرف الشخص كيفية التعامل مع المواقف التي يمر بها الأصدقاء المقربون، وتأثير الآخرين في صداقتهم، والسلوك المحرج لأحد طرفي الصداقة ومحاولة الآخر تنبيه الصديق المقرب حول تصرف غير لائق بدر منه في مناسبة أو موقف ما.

وتابعت الدراسة: «لا يعلم أحدنا ما ينبغي فعله بالضبط عند تعرضه لموقف محرج سببه الصديق المقرب، ولكن هناك دائمًا «الفطرة السليمة»، التي تساعدنا على استيعاب الآخر في لحظة الإحراج، ومن ثم البحث عن مخرج أو طريقة للفت انتباه الصديق فيما بعد، ذلك لأن رد الفعل الفوري يفقد الانسان أحيانًا الحكمة في التعامل مع الموقف.

 

 

الصديقات المحرجات.. 5  أنواع و 5  نصائح:

 

ركز القسم الأكبر من الدراسة على علاقات الصداقة بين النساء، وعددت أنواعًا من الصديقات المحرجات، ووضعت نصائح حول كيفية التعامل مع الصديقة التي تسبب إحراجًا لصديقتها، وطريقة رد الفعل على ذلك، والدبلوماسية المطلوبة في التعامل مع هذا الإحراج، حرصًا على ديمومة الصداقة، وفي هذا الصدد أوردت بعض المواقف المحرجة بين الصديقات وطرق التعامل معها:

 

1- الصديقة التي تبدو فجأة طارقة بابك من دون موعد مسبق

قالت الدراسة إنه بعد الساعة العاشرة ليلاً، وبينما أنت جالسة في بيتك مع زوجك وأولادك تشاهدين التلفاز أو تحضرين الأولاد للنوم، يرن جرس الباب فجأة دون أن تعلمين من الطارق، تفتحين الباب فإذا بصديقتك أمام الباب لزيارتك في هذا الوقت المتأخر من الليل، فماذا ستفعلين؟

النصيحة:  أنت غير مجبرة على استقبالها في زيارة غير متوقعة؛ ولكنك إذا رفضت استقبالها فقد تجرحين مشاعرها، وحرصًا على صداقتكما فبإمكانك دعوتها للدخول والجلوس في غرفة خاصة في المنزل لمدة قصيرة، لتسأليها عن سبب الزيارة، وإذا لم يكن هناك أمر هام، فباستطاعتك أن تشرحي لها بطريقة دبلوماسية أن أولادك ينتظرونك في أسرتهم للنوم، وهم لا ينامون إلا بوجودك معهم لبعض الوقت، ويمكنك أيضًا أن تشرحي لها أن زوجك يشاهد فيلمًا أو برنامجًا تلفزيونيًّا، ومن عادته أنه لا يحب أي ضجة أو أحاديث جانبية أثناء المشاهدة، أما إذا كانت الصديقة قد جاءت لأمر هام من دون سابق إنذار، فبإمكانك أن تقترحي عليها الالتقاء في اليوم التالي لبحث الأمر بالتفصيل.

 

2- الصديقة التي تنطق ألفاظًا غير لائقة بشكل متكرر

قالت الدراسة إن هناك كثيرًا من الأشخاص الذين تأخذ ألسنتهم على نطق ألفاظ غير لائقة، بما فيهم بعض النساء، وأنت

لا تحبين مثل هذه الألفاظ؛ ولكن صديقتك تلفظها أمامك وأمام الآخرين لأنها معتادة على ذلك، فكيف تنصحينها بترك هذه العادة؟ طبعًا من غير الممكن تغيير أطباع الناس بسهولة، ولكن النصيحة مفيدة دائمًا خاصة إذا شعر الآخر بأنها في مصلحته أو مصلحتها، فكيف تتعاملين مع صديقة مقربة تحبينها، ولكنها تلفظ بين الحين والآخر كلمات وألفاظًا غير لائقة؟

النصيحة: في مثل هذه الحالة يمكنك أن تمرري بعض هذه الألفاظ بالتظاهر بأنك لم تسمعيها، ولكن عندما تزيد الأمور على حدودها، وتصبح مثل هذه الألفاظ جزءًا رئيسيًّا من شخصية صديقتك، فيمكنك دعوتها لحديث منفرد وخاص بينكما؛ لتشرحي لها بأنك لا ترتاحين لبعض الكلمات والألفاظ التي تنطق بها، وبإمكانك أن تلفتي انتباهها بأن مثل هذه الألفاظ غير مقبولة اجتماعيًّا، وهي تضر بسمعتها أمام الآخرين، وبما أنك صديقتها المقربة فإنك تريدين دائمًا الخير لها، ولا تسمحين للآخرين بالحديث عنها بالسوء، أو تعكير صورتها في مخيلة الناس.

 

3- الصديقة التي تحب الحديث معك عن علاقتها الحميمة مع زوجها

قالت الدراسة إن هناك بعض الصديقات اللاتي يحببن الحديث عن العلاقات الحميمة مع الزوج، ربما إلى درجة مزعجة لا تحبينها، فكيف تنصحين مثل هذه الصديقة بالتوقف عن هذه العادة؟

النصيحة: في البداية، بحسب الدراسة، بإمكانك الاستماع إلى صديقتك وهي تتحدث عن علاقتها الحميمة مع زوجها دون أن تبادليها بأحاديث مماثلة، فقد يأتي وقت تمل فيه الصديقة عن سرد أسرار علاقاتها الحميمة، مع استمرار امتناعك عن الحديث عن علاقاتك الحميمة مع زوجك، لكن إذا استمرت في ذلك ووصلت الأمور إلى حدود مزعجة بالنسبة لك، فبإمكانك أن تردي بطريقة مازحة بأنك تشعرين بالخجل عند الحديث عن العلاقات الحميمة، وحاولي تغيير الموضوع من دون إشعارها بأنك تكرهين هذه العادة فيها لكي لاتفقدي صداقتها.

 

4- الصديقة التي تضحك بصوت عالٍ دائمًا أمامك وأمام الآخرين

قالت الدراسة إنه من الصعب تغيير عادة الضحك بصوت عالٍ لدى البعض؛ لأن العادة تكرست في شخصيتهم، فماذا تفعلين إذا كانت صديقتك تحرجك عندما تضحك بصوت عالٍ بوجودك وأمام الآخرين؟

النصيحة: تفادي إطلاق النكات والمزاح الكثير مع مثل هذه الصديقة، وحاولي التركيز بقدر الإمكان على الأحاديث الجادة معها، ولكن إذا حولت تلك الصديقة الأمور الجادة إلى مهازل، فبإمكانك أن تنبهيها بأن من يسمعها تبدو عليه بوادر الانزعاج من ضحكها بصوت عالٍ، دون إشعارها بأنك أنت التي تنزعجين من ذلك؛ حرصًا على تفادي الانتقاد المباشر الذي قد يؤثر في صداقتك معها.

 

5- الصديقة التي تثرثر عن حياة الآخرين

عن هذا النوع من الصديقات، قالت الدراسة بأنها الأكثر شيوعًا بين النساء، بحيث إن هناك من تنسى حياتها ونفسها، وتنخرط في الحديث عن الآخرين وانتقاد الجميع، فماذا تفعلين لتوجيه نصيحة لصديقتك التي لاتمل من الحديث عن الآخرين؟

 النصيحة: حاولي دائمًا تغيير الحديث عندما تشعرين بأن صديقتك قد دخلت في دائرة انتقاد الآخرين والحديث عنهم بالسوء، ومفيد أيضًا أن تحاولي تبرير تصرفات الآخرين الذين تنتقدهم صديقتك، بالقول إن لكل إنسان طبعه وطريقته في التصرف في الحياة، وهذه حرية شخصية لا يحق لنا التدخل فيها، كما يمكنك أن تثيري في صديقتك روح التحدي في إيجاد الحلول لمشاكل الآخرين، بدلاً من الحديث عنهم بالسوء، وإفهامها بأن ما هو مقبول لدى البعض غير مقبول عند البعض الآخر.

 

 

كيف تتصرفين إذا كانت تصرفات صديقتك تزعجك؟ هل تصارحينها؟ هل تتهربين منها؟ كيف تواجهين هذا الأمر؟ شاركونا برأيكم من خلال مساحة التعليقات..