عريس يسأل عروسه: بين الأندلسي والإيطالي، أيهما تختارين؟

أوحت إحدى قارئات «سيدتي» المقبلات على الزواج لنا بفكرة هذا الموضوع، وذلك من خلال رسالة نصّية كشفت لنا فيها عن حيرتها بالرد على خطيبها الذي سألها: أي طابع لأثاث البيت ترغبينه: الأندلسي أم الإيطالي؟ إتّخذي قرارك بسرعة! حملت الرسالة شيئاً من الرجاء، ممّا دعانا للإتفاق مع شركة تحضّر لنا هذين الخيارين:

غرفة المعيشة الأندلسية

ربما توصف غرفة المعيشة بالأندلسية لرحابة مساحتها، وإطلالتها على الحديقة من جهات ثلاث، عبر نوافذها الطولانية. ويرسخ في البال ذلك السقف المدعّم بأخشاب طولانية، تزيّنه شمعدانات تعود بنا إلى زمن كلّ ما فيه أندلسي. تتناغم ألوان الكنبات بين الأحمر المائل إلى البرتقالي إلى البيج السادة، بأقمشتها البسيطة ودعاماتها الحديدية المتميّزة وطرازها أحادي الأبعاد، ما يعطي الغرفة الفسيحة طابعاً فضائياً أيضاً، ويوحي بمكان غير متكلّف، يتّسع لعدد كبير من أفراد العائلة. كما أنها تطلّ بأرضيتها الرخامية على غرفة الطعام التي تبدو كراسيها للوهلة الأولى مكتبية، تجمع العائلة على موعد العشاء، وتفسح مجالاً في الوقت نفسه لموعد عمل يجمع رب العائلة وأصدقائه. كلّ ذلك يرتكز أمام طاولة زجاجية متناغمة مع تلك الأخرى الزجاجية المستديرة وسط الغرفة. وحتى الاكسسوارات قليلة، إن لم نقل إنها تقتصر على المصابيح كبيرة الحجم، والتي تحتلّ مساحات متفرّقة من غرفة المعيشة، بينما تتمركز في الأطراف أشكال لأعمدة غاية في البساطة، يظهر التعقيد فقط في نهاياتها ذات النتوءات الغريبة التي لا معنى لها سوى تحديد ارتفاع مستوى النظر. وفي الجهة المقابلة لغرفة المعيشة، تمتدّ الأرضية الرخامية وكأنها جزء من ملعب يفترشه اللونان الأسود والأبيض، على هيئة غرفة مريحة، ليس فيها أي تفصيل يشغل البال أو يأخذ الفكر في متاهات فلسفية. هو نفسه البيت القديم ذو الوسادات الأرضية، لكن دعامات الكنبات ترفعها من على الأرض وتعبر الزمن معها إلى الأمام إلى تأثيث أكثر حداثة. وحتى الاكسسوارات واللوحات تبدو محيّرة: هل اختيرت على عجل أم أن راحة داخلية تجعل اختيارها أقلّ كلفة؟

 

غرفة المعيشة الايطالية

في الأثاث الإيطالي لغرفة المعيشة، لا تغيب صور الغرفة الأندلسية عن البال! ربما تضاف إليها تلك الحميمية الغريبة التي تتوغّل داخل النفس بجرأة أكبر من خلال ضيق المكان أو تلك الثريات المتدلّية ببساطة شديدة أو المناضد الملتصقة بالكنبات السكرية اللون، متباعدة المساند التي توحي بالإرتخاء إلى حدّ الكسل، حيث يمكنك وضع كوب العصير بعد أن تفرغي منه دون أن تتكلّفي عناء البحث عن منضدة مقابلة! وقد يبدو غريباً ذلك الجدار الحصيري المقابل الذي يكشف عن فكرة هادئة تظهرها للعيان تلك الإضاءة الممتدّة من فتحات داخلية لسقف بدائي بدعاماته الخشبية، وكأنه مغطّى بسعف النخيل من الخارج.

لا شيء يوحي بدفء الحرارة في المكان أكثر من اللون البني الذي يقطع اللون السكري البارد، من خلال مساند الكنبات أو الاكسسوارات الخشبية قروية الطراز أو طاولة الوسط قليلة الإرتفاع أو حتى سجادات الأرضية.

هذان اللونان يأخذان بدفئهما إلى غرفة الطعام التي تبدو على بساطتها هي الأخرى، أكثر تعقيداً من غرفة الطعام الأندلسية، حيث تعود بنا مساند كراسيها العالية إلى عصور أوروبا الوسطى. ولم تكن طاولة الطعام زجاجية هذه المرّة، بل خشبية بلون سكري يمرّ فيها اللون البني وكأنه كحل يزيّن جفن عين! في الجانب الآخر من غرفة المعيشة الإيطالية، يبدو اللون البني أكثر ظهوراً ابتداءً من السقف ذي الدعامات الخشبية الأكثر عمقاً إلى المصابيح والأرضية البنية اللون، لكن اللون الأحمر الداكن يفاجئ بشكل أخّاذ من خلال الستائر المخفية بداياتها عند الأسقف، والوسائد المتموضعة فوق اللون السكري.

 

غرفة النوم الأندلسية

تبدو غرفة النوم الأندلسية الرئيسية فخمةً، من خلال الجلد المستخدم في كنبتها ورأسية سريرها، وحتى بإطار لوحتها الجلدي الذي يأخذنا إلى متحف «اللوفر» بهيبته، وجمال تموضعه فوق جدار مكسوّ بورق من المربّعات! وحتى الزوايا و«الدرسوار» الخشبي مكسوّة بالقماش الجلدي. وإذ تختفي القطع الخشبية من جوانب السرير، تظهر دعائمه المعدنية التي تتناغم مع غرفة المعيشة. أما المصابيح فهادئة وبسيطة، ولم يحرّك ذلك الطابع المهيب لهذه الغرفة سوى شمعدان فضّي يرتاح على «الدرسوار» الكبير في جانب الغرفة. وترتسم الثريا بصورة غريبة، فهي طولانية ذات إضاءة داخلية، تنعكس على السجادة الجلدية المقطّعة والتي تبدو أكثر غرابةً منها.

ويقودنا الممرّ نفسه في هذه الشقة إلى غرفة نوم أندلسية أيضاً أكثر بساطةً من الأولى، وتتشارك معها بستائرها ذات المربّعات التي توحي أن الأرضية تحت قدميك وأمامك. ويحمل السرير الطابع الأميركي الهادئ، تحرّكه لوحة تشكيلية كبيرة تتمركز فوق رأسيته، وربما يزيد الكرسي الجلدي الجانبي الأحمر اللون إحساساً بالإسترخاء ورغبة بالقراءة!

 

غرفة النوم الإيطالية

لعلّ أسهل ما يمكن أن يقال عن غرفة النوم الرئيسية في الشقة الإيطالية المقابلة، أنها قروية الطابع والإحساس، بسريرها الخشبي العالي، وصندوقها عند حافة السرير، وتلك المفروشات المصنوعة من القش، سواء الكنبة الجانبية أو حتى سلّة الغسيل أو الزهرية! وربما أكثر ما يأخذنا إلى عالم الأرياف هو ذلك البساط المنسوج يدوياً، والذي يعود بنا إلى العهد الروماني... هنا، يبدو كل شيء منسّقاً بتأنٍ بالغ، حتى تلك الإضاءات التي أخذت شكل شمعدانات وهمية، عاكسةً أضواءها على اللوحة الكبيرة التي تجسّد حالة لصخور بركانية. أما غرفة النوم الثانية الإيطالية الأخرى، فتبدو صيفيةً أكثر من سابقتها التي يغلب عليها الطابع الشتوي، ربما لألوانها الفاتحة وإطلالاتها من اتّجاهين على نوافذ عريضة، تسمح للشمس بأن ترسم خطوطها على مفرش السرير الأبيض. وعدا عن الكرسي الجانبي المنتقى بعناية، يمنح اللون الأحمر الداكن للستائر والسجادة حالة حالمة من الحب الدافئ، والإنتماء للمكان، ولعلّ ما يزيدها إحساساً بالإنطلاق تلك اللوحة الجدارية الكبيرة التي تنقل بصدق ونقاء أزهار الوادي الفسيح، المتخيّل خارج المكان.

 

المطبخ الأندلسي

يبدو التشابه كبيراً بينهما من حيث اختيار اللون الخشبي لخزائنهما. ولكن، الفخامة تشعّ أكثر من المطبخ الأندلسي، بمعدّاته وطاولته الرخامية التي تحتلّ مساحةً واسعةً من المكان، بينما توحي خزائنه ذات الأبواب الزجاجية الأكثر عدداً بأنها مستعدة لاستقبال أفخم الخزفيات.

 




المطبخ الإيطالي

بالمقابل، يبدو المطبخ الإيطالي ريفياً أكثر ومتناغماً مع غرفة النوم الرئيسية وحتى غرفة المعيشة! ويمتاز بسقفه ذي الدعامات الخشبية التي تعود فكرتها لزمن العمارة القديمة أو حتى خزائنه المغلقة التي اعتاد أهل الأرياف عدم إظهار ما فيها.

للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي"