منزل بزوايا تبرز هويّــــــات مختلفة

لم تستعِن مالكة هذا المنزل بمهندس ديكور داخلي، بل رغبت أن تحلّ بصماتها على مساحة مملكتها الخاصّة التي تكثر فيها «الاكسسوارات» النفيسة، ويحلّ الزهري الضارب إلى البرتقالي في غير زاوية فيها، بدون إغفال اللون الأحمر الذي ومهما بدا قوياً أينما حلّ، إلا أنه وظّف بصورة متناغمة مع أعمال الديكور في هذا المنزل حيث تحظى كلّ زاوية فيه بهويّة خاصّة.        

يبرز في المدخل الرئيس «كونسول» قديم مشغول من خشب «الماسيف» المحفور، يحوطه كرسيّان ينتميان إلى الطراز الملكي الفرنسي. هنا، تكثر أعمال الديكور المحمّلة باللون اللؤلئي والتي تتناغم مع تصاميم الجدران المكسوّة بورق مزخرف ومميّز، وتتدلّى من السقف ثريا شرقية من النحاس الكريستال والخرز.

وإذ ترتفع عند إحدى الزوايا آنية رخامية تملؤها باقة ورد فوق عمود من الرخام الأبيض، تتوارى خلف المرايا التي تزيّن المكان وتزيده فساحة خزانة كبيرة خاصّة بمعاطف الضيوف.وتفترش الأرضية سجادة عجمية يناهز عمرها مائتي عام!

 

 

4 صالونات

ويمرّ الزائر بقنطرة شرقية قبل أن يلج مساحة رحبة تتضمّن أقساماً أربعة للاستقبال، تتوزّع فيها جلسات بطُرز غربية وشرقية، وتبدو فيها أعمدة مصمّمة بطراز «باروك».

ويتقدّم كرسيّان فرنسيّان يتوسّطهما «كونسول» كبير يرفع مجموعة لصور العائلة هذا القسم، تجاوره آلة بيانو وكرسي فرنسي تحلو زخرفاته. ويتواصل هذا الركن مع صالونين يبرزان الطرازين الإنكليزي والفرنسي في قالب مخملي زهري ومعرّق،   تتعانق فيهما «الاكسسوارات» مع ذكريات جميلة من رحلات المالكين السياحيّة، كما تتوزّع فوق الطاولات المزركشة بالخشب والزجاج مقتنيات مشغولة من الكريستال الشفّاف. هنا، لا يمكن إغفال طاولتي الجلوس المصنوعتين من السيراميك واللتين حملتهما المالكة من اليابان.

ولعلّ اللافت حضور مدفأة رخامية كبيرة تتوسط هذا الصالون، تركن أمامها آنية نحاسية تحمل شكل جانح طاووس مفتوح، تجاور كلّ جنب منها طاولة يابانيّة. وهي تشكّل صلة الوصل بين مجموع الصالونات، إذ تشرف على ثالث يضمّ أثاثاً إنكليزياً ينتمي إلى طراز «شيبانديل» وهو منجّد بقماش فاخر مطرّز بالورود. ولا تغيب «الاكسسوارات» اليابانية والفضيّة عن هذه المساحة، كما يتألّق زوج من المصابيح! ورغم اختيار السجاد الناعم الزهري ليفترش أرضيّة الصالونات، أصرّت المالكة على أن تعلوه طبقة من السجاد الصيني.  

وفي الصالون الرابع الذي يرتفع درجتين عن المساحة العامّة، ثمة «صوفا» كبيرة الحجم منجّدة بنقوش فرنسية ملوّنة بالزهري الضارب إلى البرتقالي الفاتح تتّسع لنحو سبعة أشخاص. ورغم طرازها الإنكليزي، فإنها تحلّ ضمن جلسة من «البامبو» الأحمر. ويفصل هذا الصالون، عن غرفة المكتب المجاورة الخاصة بالمالكة والتي يحلّ اللون الأحمر فيها، جدار تملؤه الرفوف التي تضمّ مجموعات من الأباريق والأواني الصينية واليابانية النادرة وباب زجاجي لوّنته المالكة بريشتها.

وإذ تتّخذ الجدران طراز الباروك، يتقدّمها اللون الزهري وتتشاركها مجموعة كبيرة من اللوحات.

 

غرفة طعام مستقلّة

لبلوغ غرفة الطعام التي خصّصت لها المالكة جناحاً خاصاً قسّمته إلى أقسام ثلاثة يمرّ الزائر عبر قناطر شرقية لدخولها، لا بدّ من استقلال السلالم التي لا تغيب عنها اللوحات.

هنا، يبدو مشرب تحوطه الكراسي المرتفعة المشغولة من الجلد البنّي والخشب، وتحتلّ أعمال خشبيــة السقف لا تزيد المكان إلا روعة، يقابله قسم فسيح تضاف إليه طاولات عندما يضيق المكان على الضيوف في الغرف الرئيسة للطعام والتي اختارتها المالكة بطراز لويس السادس عشر الفرنسي، يتدلّى من سقفها زوج من ثريات «الباكارا».                 

 

لكل غرفة نوم تصميم                 

وتمتاز كلّ غرفة من غرف النوم بلون خاص، تتوزّع بمجملها حول الزهري واللؤلئي والأحمر والبرتقالي الفاتح، كما بطراز وتصميم مختلف، فيُلاحظ تارة الخشب البيج المرسوم بالألوان والمخطّط بالذهب وتارة أخرى النحاس المدقوق بالذهب أو الأسود... إنها غرف مميّزة تشي كلّ منها بشخصيّة شاغلها.