منزل عصري يتألّق بالإشراق

يقال إن المنازل العصرية جرداء، إلا أنّه رغم الروح العصرية السائدة في هذا المنزل، يتجلّى الرونق والإشراق في غير مكان فيه، فيما تبرز ألوان الأحمر والأبيض والأسود، وتكثر الشموع والورد.

إثر الدخول إلى الردهة الرئيسية في منزل كاتيا طرابلسي، يطالعنا جدار مخطّط بقماش من «الفينيل» ومشغول بخطوط المصمّم بول سميث يشير إلى فرح الحياة، بالتناغم مع الديناميكية الطاغية على روحيّة هذا المنزل. وفي هذا الإطار، تشرح المهندسة طرابلسي التي أشرفت على تصاميم منزلها «أن هذه الخطوط بألوانها الصاخبة والمختلفة عن باقي الجدران كافة التي تحمل اللون الأبيض تهدف إلى الإيحاء للزائر بمزاج مختلف».

 

طراز آسيوي

في الصالون، يسكن طراز ال «زين» الآسيوي المكان، حيث تبدو إلى اليسار زاوية سطحها مشغول من الزجاج والخشب تركن إليه ثلاثة كراس، فيما يرتكز إلى اليمين مقعد خشبي منخفض يحمل وسادتين بيضاوين تعلوه لوحة نحاسية، وتمتدّ خلفه قضبان من «البامبو» ترفع شتولاً من «الأوركايد». وتتوافر الحصى في خطوط ملاصقة للجدران، تتكامل مع مشهد الورود.

وتحلّ جلسة يسودها الجلد، فيما تمنحها لمسات حمراء الدفء، من خلال الرف الذي يبدو دون شاشة البلازما المثبتة على الجدار، يعلوها رف خشبي يزدان بتحف حجرية باللونين الأبيض والأسود. وأمام كرسي مميّز يتألق بلونه الأحمر، تعكس الكنبة البيضاء الوثيرة بخطوطها المستقيمة والملتوية ليونةً، خصوصاً مع «شلحة» من «الفيزون» منبسطة عليها، تعلوها لوحة تبرز فيها ألوان الأحمر والبرتقالي والذهبي وتبرز نموذجاً من النسّاك في التيبت. ويتوسط المكان طاولة متحرّكة بتصميم بسيط من الزجاج والخشب، تبرز عليها كتب و«اكسسوارات». هنا، تتوزّع الورود والشموع الحمراء بتناغم، مع اللوحة النحاسية الاسبانية من «غوتييه». وتنير ثريا حمراء من «الكروم» تعكس ليلاً اللون الأحمر هذه الغرفة. 

وللستارة إطلالة خاصّة بتصميمها ذي المربعات وألوانها الجريئة!

وتعلّق طرابلسي على هذه الغرفة، بالقول: «ان مساحة الشقة المحدودة لا تسمح باستقدام مكتبة إليها، لذا حدّدت أمكنة خاصّة لترتيب المجلات والكتب، منها الطاولة التي تتوسّط الصالون». 

  

الخشب...

تستقلّ غرفة الطعام بأسلوب خاص، وتنقسم إلى قسمين، وذلك في ظل غياب أي باب يفصلها عن سائر الغرف. هنا، يتألّق الخشب، حيث الطاولة والكراسي الثمانية مصمّمة بطراز «غوتييه»، وتتمتع الأولى بوجهين: واحد من الزجاج والآخر من الخشب، فيما تزدان الجدران بستائر من الخيطان الحمر المنسدلة من إطارات خشبية. وتحتلّ نافذة الجدار المشغول من الخشب بأشكال مربّعة ونافرة، فيما يبدو ركن من الشتول والورود بألوان تتبع المواسم والمناسبات. وتتدلّى ثريا من الكريستال الأبيض من السقف. وتختصر الشموع والورود الحمر «الاكسسوارات»، في هذه الغرفة.  

 

غرف يابانيّة

اختارت المالكة اللون الأخضر لغرفتها، معلّلة خيارها بالقول «أنّه لون مريح

لا تملّه العين»، فيما استخدمت الرمادي على جوانب الخزانة، ما يوفّر مساحةً إضافيةً، حسب قولها. 

ويحمل السرير طرازاً يابانياً، وهو منخفض بتصميم «غوتيه»، ظهره من الجلد الأبيض، فيما المنضدة معلّقة على الجهتين تعلوها الأدراج. وتغيب اللوحة التي تحتلّ عادةً المساحة التي تعلو السرير، واستعاضت عنها المالكة بمجموعة من الألعاب جمعتها من كل بلد، وهي تبلغ ستين لعبة وتعود لستين دولة! وإذ تحمل الستارة تصميماً مشابهاً لتصميم دائرة السرير، تغيب منضدة التبرّج إذ تعتبر المالكة أن مكانها الأبرز هو الحمّام الملحق بالغرفة.

وفي هذه الغرفة، ثمة جدار خاص بالتلفاز، تعلوه أرفف وخزانة لجهاز التدفئة، فضلاً عن خزانة ومرآة تحمل تصميماً خارجياً من «الكروم» والزجاج يصوّر الحرفين الأولين لاسم المالكة.

وقد خصّصت المالكة غرفة نوم باللونين البني والبيج للضيوف، وهي تتألّف من سريرين يابانيي الطراز، ظهرهما من الخشب المقطع بلون «الفنغيه»، كما وضعت شلحتين فوق غطاءي السريرين كنقطة جذب جمالية. أمّا الخزانات فتم طلاؤها بالأبيض وتأطيرها لتبرز خزانة محتجبة ومرآة، ما يحقّق مساحةً وافرةً للغرفة. وللستارة، تم اختيار تصميم «باتو» .

وإذ تبدو الإضاءة خفيفة في غرفتي النوم، يوحي البلاط الذي يكسو الأرضيّة كأنه من الباركيه، إلا أنّه بلاط تقليدي.

 

المطبخ ملاذاً

تتحدّث المالكة عن مهارتها في فنّ الطبخ، وقد جعلت من هذا المكان ملاذاً لها، واختارت له لوني البيج والبني اللذين تفضّلهما، فضلاً عن اللون الأصفر الفاقع «اوكيت»، وهو من أثمن البلاط المحجّر الذي يعكس الإضاءة.