«طفل الأنبوب»: تقنية قديمة بأساليب مستحدثة

ثمة تقنيّة حديثة في مجال الإخصاب الصناعي تقضي بإدخال السائل المنوي إلى داخل البويضة بواسطة المجهر، ما يساعد على ارتفاع نسبة احتمال نجاح الحمل، في حين أن التقنية القديمة كانت تقتصر على وضع السائل المنوي على مقربة من البويضة لالتقاطها. وبالطبع، ترفع هذه التقنية من نسبة الإنجاب.  

«سيدتي» تطّلع على الجديد في هذا المجال من خلال الحوار مع الإختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد وتقنيات الحمل والإخصاب الصناعي في «مركز بلفو الطبي» BMC الدكتور شادي فقيه، علماً أنها واكبت مراحل هذه العملية:

- ما هي الحالات التي تستدعي إجراء عملية الإخصاب الصناعي (طفل الأنابيب)؟

إن أبرز الحالات التي تستدعي إجراء هذا النوع من العمليات تتمثّل في عدم حدوث حمل من خلال العلاقة الزوجية الطبيعية، لسبب يعود إما إلى ضعف البويضات عند المرأة أو إلى ضعف السائل المنوي عند الرجل. ولكن، هناك حالات أخرى تدفع الزوجين إلى الخضوع لهذه العملية، من بينها تلافي انتقال الأمراض الوراثية إلى الجنين.

- ما هي التقنيّات الحديثة في هذا المجال؟

تشمل التقنيات الحديثة في هذا المجال الحقن المجهري الـ «آي سي أس آي» ICSI Intracytoplasmic sperm injection، والتي تقضي بإدخال السائل المنوي إلى داخل البويضة بواسطة المجهر، ما يساعد على ارتفاع نسبة احتمال نجاح الحمل، في حين أن التقنية القديمة كانت تقتصر على وضع السائل المنوي على مقربة من البويضة لالتقاطها، علماً أنه في الحالات التي يعاني فيها الرجل من ضعف تصبح عملية التقاط البويضة للسائل المنوي غاية في الصعوبة. بالإضافة إلى أن الـ «آي سي أس آي» ICSI تحتاج إلى حيوان منوي واح فقط لكل بويضة.

- ما هي الأجهزة المستخدمة لإتمام هذه العملية؟

هي أجهزة حديثة تتمتّع بتقنية عالية، وتشكّل بالإضافة إلى صحة المريضة وبراعة الطبيب، عاملاً أساسياً يساعد في زيادة احتمال نجاح العملية، كما أن موقع المستشفى الجغرافي ينبغي أن يكون محاطاً بطبيعة خضراء يساهم بشكل فعّال في الحفاظ على صحة البويضات وجودة نوعيتها. وتجدر الإشارة إلى أن أسقف قسم التوليد يجب أن تكون مجهّزة بمصافٍ تنقّي الهواء وتمنع تسرّب التلوّث إلى داخل الغرف.

 

التحفّز الزائد في المبيض

- هل هناك أي عوارض سلبية تتخلّل العملية أو تليها؟

تغيب أي عوارض سلبية أو مخاطر على المدى القصير. ولكن، على المدى الطويل قد تظهر بعض المشكلات كالتحفّز الزائد في المبيض أو الحمل خارج الرحم، إلا أنّها لا تعدو كونها حالات نادرة للغاية. وتنتج إفرازات داخل الجسم عن التحفيز الزائد للمبيض، ما يؤدّي إلى امتلاء بطن المرأة ورئتيها بالماء ويستدعي دخولها إلى العناية الفائقة. ولكن هذه الحالة نادرة جداً،

ولا تتجاوز نسبة حدوثها 1%. ومع المتابعة الدقيقة للمريضة، تصبح هذه النسبة معدومة.

- هل يتطلّب إجراء هذه العملية أي تحضيرات سابقة، كتنشيط البويضات أو تناول فيتامينات معيّنة أو تجنّب تناول بعض المأكولات؟

بالطبع، هناك بعض الإجراءات التي يجب اتّخاذها قبل الخضوع لعملية الإخصاب الصناعي، إذ يتمّ تحضير جسم المرأة من خلال وصف عدد من الأدوية والإبر لها بهدف تنشيط مبيضها للحصول على الكميّة والنوعية اللازمتين من البويضات، فيما البعض الآخر يهدف إلى تجهيز الرحم لاستقبال الجنين.

- هل تتسبّب هذه التقنية بأي آلام للمرأة؟

يقتصر الألم الذي تشعر به المرأة على مرحلة سحب البويضات من جسمها. لذا، أحرص على إخضاع المرأة للبنج خلال هذه العملية، في حين أن غالبية المستشفيات لا تلجأ إلى تخدير المريضة أثناء هذه العملية. كما أن هناك العديد من عمليات سحب البويضات التي تتمّ خارج المستشفيات، في حين أننا نلتزم بالقيام بها في المستشفى تفادياً لأي انعكاسات صحية قد تطرأ على صحة المريضة.

 

سنّ المرأة

- وما هي نسب نجاحها وارتباطها بعمر المرأة؟

ترتبط نسبة نجاح العملية بعوامل عدّة، إلا أن العامل الأساسي هو سنّ المريضة. فبعكس البذرة عند الرجل والتي تتجدّد كل 72 يوماً، فإن كميّة البويضات ونوعية الإباضة عند المرأة تتدهور وتشيخ مع الوقت. فمخزون البويضات في جسم المرأة يقلّ تدريجياً مع التقدّم في السن، حيث يكون 1500000 بويضة عند الولادة، ثم تقلّ الكمية إلى 600000 عند سن البلوغ حتى تصل إلى 25 ألفاً مع عمر الـ38.

- ما هو عدد المرّات التي تستطيع خلالها المرأة الخضوع لهذه العملية؟

ليس هناك عدد محدّد من المرّات التي تستطيع المرأة خلالها الخضوع لهذه العملية، إذ يمكن لها إجراؤها بقدر ما تشاء. وبالطبع، لا يؤثّر هذا الأمر إطلاقاً على صحتها.