«فالنسيا» مدينة الشواطىء وأشجار الليمون والحدائق الغنّاء

يصعب وصف مدينة «فالنسيا» من شدّة روعتها، حيث يمتزج فيها الماضي والحاضر بإتقان من خلال مبان حديثة ذات هندسة رائعة والإحتفاظ بالإرث العمراني القديم. تزنّرها أشجار الليمون، وتقدّم لزائريها حدائق وشواطئ متوسطية وحياةً ليليةً ناشطةً، بالإضافة إلى مطبخ مميّز يطيب تذوّق أطباقه...فإلى هناك: 

تمتاز «فالنسيا» بمناخ متوسطي نصف جاف، فصيفها حار وشتاؤها معتدل: ففي الشتاء، لا تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الـ 10 درجات مئوية، ويندر هطول الأمطار في الصيف، كما في كلّ المدن الواقعة على البحر المتوسّط.

ويسجّل متوسّط درجات الحرارة السنوي 17,8 درجات مئوية، فيما يبلغ متوسّط درجات الحرارة الدنيا 11,5 درجات مئوية في يناير (كانون الثاني) والقصوى 25,7 درجات مئوية في أغسطس (آب).

ولكن شهد السكّان مفارقةً هذا العام، إذ بلغت درجة الحرارة في «فالنسيا» 43 درجة مئوية بتاريخ 27 أغسطس (آب)!

ويبلغ معدّل الرطوبة الوسطي 85% صباحاً و55% مساءً، أمّا الشمس فتسطع 2594 ساعة خلال العام.

 

أبرز النشاطات

للحياة الليلية: بين الأجواء الغجرية السائدة وأماكن السهر الأنيقة الواقعة على طول الشواطىء، فإن الحياة الليلية في «فالنسيا» يمكنها أن تنافس تلك السائدة في «مدريد» والمعروفة عالمياً.  

- الحدائق: تمتلك «فالنسيا» حدائق ساحرة تحلو فيها النزهات، كحديقة النباتات Jardin Botanico و«مونفورت» Jardines de Monforte و«ديل ريل» Jardines del Real  و«فيفيروس» Jardines de Viveros و«توريا» Turia و«لا ألبوفيرا» La Albufera.

- المتاحف: تضمّ «فالنسيا» مجموعةً كبيرةً من المتاحف، كـ «متحف الفنون الجميلة» و«متحف المدينة» و«متحف الفن الحديث» و«متحف العلوم» و«المتحف التاريخي» 

و«المتحف الوطني للسيراميك» ومتحف «بلاسكو إيبانيز»...

- الأسواق: يعتبر التسكّع في أسواق «فالنسيا» متعة حقيقية، خصوصاً في سوق «كولون» Mercado de Colon المبنية في العام 1914، وهي سرعان ما تحوّلت إلى مركز للترفيه، وتضمّ مجموعةً من المطاعم والمقاهي و«البوتيكات». ولهواة التسوّق، تعتبر السوق الرئيسة التي افتتحت في العام 1928 والمصمّمة وفقاً للطراز الحديث والتي يجمع بناؤها بين الزجاج والحديد والبلاط، لافتةً، تقدّم مجموعةً من النشاطات وتحتضن أكثر من 1000 كشك لبيع الأسماك واللحوم والفاكهة والخضر.

- الشواطئ: إن خيارات الشواطئ في «فالنسيا» ليس لها حدود، فهي تمتدّ على طول أطراف المدينة وحتى بضعة أمتار من وسطها. وفي هذا الإطار، ثمة شاطئان قريبين من المدينة هما: «لاس أريناس» Las Arenas  و«لا مالفاروسا» La Malvarrosa،  يمكن الوصول إليهما بسهولة عبر الباص أو المترو أو الدراجة الهوائية أو سيراً على الأقدام. ويمكن الإبتعاد قليلاً عن مركز المدينة، للوصول إلى الشمال والتنعّم بشواطئ «ألبورايا» Alboraya أو باتجاه الجنوب للوصول إلى شواطئ «سويسا» Sueca و«كولرا» Cullera.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع شواطئ «فالنسيا» حائزة على «العلم الأزرق» الذي يشكّل علامةً على التميّز والإستحسان الأوروبي، لناحية الخدمات والشروط البيئية. ولعلّ أحد المناظر التي تحظى بإعجاب الكثيرين في «فالنسيا» هي «باسيو ماريتيمو» Paseo Maritimo أي المتنــــزّه البحري المليء بأشجار النخيل والحدائق والذي تبدأ حدوده من شمال المرفأ نزولاً باتجاه ألبورايا» Alboraya. إن هذا المتنزه الذي يمتدّ على بضعة كيلومترات يعتبر أحد الأماكن الأكثر شعبيّةً في «فالنسيا».

 

لا تفوتوا زيارة

- «مبنى البورصة» Lonja de la Seda: بناء ذو طراز قوطي، شيّد في العام 1493 وتم تصنيفه كإرث عالمي للإنسانية من قبل «اليونسكو». شكّل مركزاً هاماً للغاية، في ما مضى، بسبب تجارة الحرير، ثم استخدمه النبلاء صالة للعروض الراقصة. وتنظّم فيه اليوم المعارض والحفلات الغنائية.

- «مدينة الفنون والعلوم» La Ciudad de las Artes y de las Ciencias de Valencia: مجموعة من المباني المفرطة في عصريتها، بناها المهندسان المعماريان كالاترافا Calatrava وكانديلا Candela. تحتضن متحفاً للعلوم ومركزاً للأوقيانوغرافيا (علم المحيطات) ومركزاً لنصف الكرة الأرضية يحتضن شاشةً تبلغ مساحتها 900 متر مربع تقدّم أفلاماً بأربع لغات.

- «كاتدرائية المدينة»: يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر، شهدت توسّعات كبيرة وإعادة هيكلة، ما يعني أنها تبعت لتأثيرات عدّة أي لطرازات مختلفة، من بينها: الروماني والباروكي والقوطي.

- مدينة «بوكيرنت» Bocairent: تقع جنوب المقاطعة، بالقرب من سلسلة جبال «ماريولا» Mariola والبقعة الجميلة لوادي «ألبيدا» Albaida.

- «القصر الحكومي» Palau de la Generalitat: طرازه قوطي يعود إلى القرن الخامس عشر، يتضمّن برجين، وقد خضع إلى تعديلات وإضافات عدّة.

- قصر «سرفيللو» Palacio de Cervello: بني في خلال القرن الثامن عشر، وشكّل المقرّ السكني الرسمي لعدد من الملوك والشخصيات الهامّة.

- قصر الموسيقى Palau de la Musica: بناه خوسيه ماريا باريديس Jose Maria Paredes في القرن العشرين، وتمّ افتتاحه في العام 1987. يقع داخل حدائق «دل توريا» Jardines del Turia ويعتبر مكاناً استثنائياً لتنظيم الحفلات الموسيقية، وهو مصنّف من بين الأفضل في أوروبا.

- قرية «بونيول» Buol: ثمّة واد يقع في هذه القرية التي تضمّ مجموعة من مصادر المياه، كما تشتهر بمطبخها التقليدي المتميّز.

- مدينة «كولرا» Cullera: تجمع بين زراعة الأرز والشواطىء الجميلة.

- مدينة «ليريا» Liria: تشكّل عاصمة الموسيقى لمنطقة «فالنسيا» وحقل «توريا»، تضمّ حمامات عربية وبعض الصروح الأثرية.

- قرية «ساغنتو» Sagunto: كانت تحتل أهميّةً كبيرةً في خلال حقبة الحكمين الروماني والإيبيري. وفي هذا الإطار، ننصحكم بزيارة محلة «جوديريا» Juderia والمسرح الروماني والقصر والمتحف الأثري...