الصيف غير بين لندن وباريس

لنبدأ الرحلة من لندن، يقول الإنكليز عن عاصمتهم أنها تحتوي الأفضل في كل شيء، بدءاً من المتاحف والمعارض والمسارح، إلى مناطق التسوّق التي تناسب كلّ الميزانيّات إلى بعض أفخر الفنادق العالمية، إلى أماكن التنزّه الكثيرة جداً، إلى الفنادق من كل نوع وشكل. وبدون شك، نجد في كلامهم في هذا الصدد الكثير من المصداقية. فإذا بدأنا من المتاحف والمعارض، سوف نجد العشرات منها في مختلف أنحاء المدينة، ولعلّ أشهرها متحف التاريخ الطبيعي الذي يدخله الملايين كل عام، من طلاب المدارس والجامعات ممن يريدون التعرف على العلوم الطبيعية. وللمهتمين بالفنون، هناك العديد من المعارض الفنية التي تهتم بكل المدارس، وبكل الفنانين من جميع أنحاء العالم.

 

بلد شكسبير

بالنسبة إلى المسارح، سوف نجد أن لندن تمثّل إحدى أهمّ عواصم المسرح العالمي، الكلاسيكي منه والغنائي. وفي أي وقت من العام، يمكن لزائرها أن يشاهد عدداً من المسرحيات للشاعر الإنكليزي الأشهر شكسبير، فضلاً عن عدد من المسرحيات الغنائية والمسرحيات العالمية، لتشيكوف، على سبيل المثال، أو برخت أو سترندبرج. وللمهتمين والدارسين للمسرح، هناك مسارح وفرق صغيرة تعرض ما يمكن اعتباره تحفاً فنيةً تجريبيةً حقيقيةً.

أما التسوّق في لندن، فكما يقولون، حدّث ولا حرج! إذ أن هذه البقعة هي مدينة تسوّق من الدرجة الأولى، وتحتوي بضائع من كل صنف ولون تناسب الميزانيات المختلفة، وذلك بدءاً من الأسواق الشعبية المنتشرة في كل أنحاء العاصمة البريطانية، كسوق «شيبردز بوش» إلى المتاجر الإنكليزية العريقة والتي تكاد لا تبيع سوى البضائع الإنكليزية، من أنواع المربى الفاخرة إلى السلال المخصّصة للنزهات، إلى أدوات المائدة. وهناك، بالطبع، المتاجر الشهيرة عالمياً كـ «هارودز» و«سلفردج» و«هارفي نيكولز»، وغيرها من الأسماء التي يقصدها المتسوّقون من جميع أنحاء العالم. وبهذه المناسبة، يحتفل متجر «سلفردج» هذا العام بمرور مائة عام على افتتاحه، حيث افتتح في عام 1909! وهناك شوارع كاملة لا يكاد المار يرى فيها سوى متاجر متخصّصة في الأزياء، ولعلّ أشهرها «بوند ستريت» الذي يزدحم بـ «بوتيكات» لكل الأسماء الشهيرة في عالم الموضة، وشارع «سيفل رو» الشهير في مجال الملابس التي تفصّل للزبون حسب المقاس.

 

عين لندن

الأماكن السياحية كثيرة للغاية وتكاد لا تحصى، بدءاً من القصور الملكية كـ «قصر باكنغهام»، إلى قصر «كنزنجتون» الذي كان مقر إقامة الأميرة الراحلة ديانا، وغيرهما من القصور، إلى مقرّ البرلمان وساعة «بيغ بين» إلى «عين لندن» وهي عبارة عن دولاب كبير للغاية تستغرق الدورة الواحدة منه نصف ساعة، وعندما يصل الراكب إلى قمته يرى مساحة هائلة من لندن.

وإذا تحدثنا عن أماكن التنزه، فمن منّا لم يسمع بحديقة «هايد بارك»، أشهر حدائق لندن أو «جرين بارك»، وهما اثنتان فقط من بين عشرات الحدائق الكبيرة التي تنتشر في لندن وضواحيها.

 

فنادق

تحتضن لندن عدداً كبيراً من الفنادق الفاخرة، ومنها فندق «إنتركونتننتال بارك لين» الواقع في مكان مثالي، اذ يطلّ على حديقة «هايد بارك»، ويبعد مسافة قصيرة من حديقة «غرين بارك»، ومن قصر «باكنغهام»، وعدد من القصور والمتاحف والمعارض وأماكن التسوق الشهيرة مثل «نايتزبريدج» و«بوند ستريت» و«أوكسفورد ستريت». ويضمّ فندق «انتركونتننتال بارك لين» عدداً من المطاعم والمقاهي و«سبا» و447 حجرةً وجناحاً. ومن المعروف أنه في عام 2007 أدخلت عليه تجديدات تكلفت 76 مليون جنيه استرليني جعلته واحداً من أفخم الفنادق في العالم.

ولمّا كانت لندن تعتبر مكاناً سياحياً يجذب الآلاف من السيّاح العرب سنوياً، فإن فندق «إنتركونتننتال بارك لين» يضم لمسات تهم السائح العربي بوجه خاص، مثل الوجبات الشرقية والمطبوعات العربية والقنوات الفضائية المشاهدة بكثرة في العالم العربي. كما ينسّق هذا الفندق مع المتاجر اللندنية الشهيرة لخدمة النزيل العربي، ويهتم، خصوصاً، بتوفير إقامة فاخرة لكل أفراد العائلة، كما يتيح لرجال الأعمال مختلف الخدمات التي تحوّل مكان إقامتهم في الفندق إلى مكاتب متنقلة.

 

رحلة تحت الماء

الرحلة التي نعنيها هنا هي الرحلة من لندن إلى باريس، ويمكن أن يقوم بها السائح في سيارته الخاصّة، أو بواسطة الأوتوبيس أو القطار أو الطائرة، ولكن غالبية السائحين يقومون بها عبر قطار «اليوروستار» Eurostar أو «نجمة أوروبا».

وهي خدمة قطارات نقل سريعة في غرب أوروبا، تصل العاصمة البريطانية لندن ومقاطعة كنت في المملكة المتحدة، بباريس وليل في فرنسا وبروكسل في بلجيكا. كما تسير خدمة القطارات هذه رحلات مابين لندن و«يورو ديزني» الفرنسية ومناطق أخرى في فرنسا.

ويـضـمّ قـطـار «الـيـوروسـتــار»  18 مقطورةً، وتصل سرعته إلى300 كيلومتر في الساعة، وتستغرق الرحلة من وسط لندن إلى وسط باريس من 120 إلى 150 دقيقة.

 

مدينة النور

هذا اللقب أصبح علماً على العاصمة الفرنسية باريس. ولعلّ كثيرين لا يعلمون أن هذا اللقب أطلق على باريس لأنها كانت أول مدينة أوروبية تضاء شوارعها بالمصابيح التي تعمل بـ «الكيروسين» عام 1828. وممّا لا شك فيه أن باريس تعتبر عاصمة للسياحة العالمية، إذ يعتبرها كثيرون أهم المدن جاذبية للسياح في العالم.فهي تحتوي على أشهر دور الأزياء والتجميل والعطور، وعلى بعض أهم المتاحف في العالم. ومن لا يعرف متحف اللوفر؟ وبعض أهم المعالم السياحية في العالم، ومن لا يعرف برج «ايفل» ومسلة كليوباترا في ساحة «الكونكورد» وشارع «الشانزليزيه» وقوس النصر ودار الأوبرا الباريسية العريقة وكنيسة «نوتردام» على نهر «السين» الذي يقطع باريس، وغيرها من المعالم السياحية.

وبالنسبة للتسوّق، فهناك العديد من المتاجر المعروفة عالمياً، ولعلّ أشهرها «برينتان» الباريسي الذي يعتبره كثيرون مرادفاً لمتجر «هارودز» اللندني. ويوجد تنسيق كامل بين فندق «لو غراند» ومتجر «برينتان» لخدمة نزلاء الفندق خدمة خاصة، بحيث يمكن أن يحجز الفندق للنزيل خدمة «مرافق خاص للتسوّق في المتجر»، لتصل المشتريات إلى غرفة النزيل مباشرة!

 

الإقامة في باريس

تضمّ باريس مئات الفنادق. ومن بين أفخم الفنادق الباريسية وأعرقها فندق «إنتركونتيننتال باريس لو غراند» الذي يقع مقابل أوبرا «جارنيير»، قريباً من المعالم السياحيّة والمتاجر الكبرى و«البوتيكات» الفخمة حول ساحة «فاندوم» ومركز أعمال العاصمة.

 إفتتحت الإمبراطورة يوجين، زوجة نابليون الثالث فندق «لو غراند» في 5 مايو (أيّار) من عام 1862. وفتح الفندق أبوابه لعملائه في 4 يونيو (حزيران) من العام نفسه. وكان فندق «إنتركونتيننتال باريس لو غراند» يومها أفخم فنادق عصره، وارتبط تاريخه الطويل مع أوبرا باريس التي شيّدت بعده ببضعة أعوام. ويحتل هذا الفندق مكاناً مثالياً في قلب العاصمة الفرنسية، وفي عام 2003 أجريت عليه تجديدات استمرت فترة عام ونصف، وبعد هذه التجديدات استعاد الفندق مكانته المرموقة بين أفضل الفنادق الباريسية على الإطلاق، وهو حالياً يعتبر أكبر الفنادق الباريسية من حيث سعة الغرف والقاعات. ويضم 470 غرفةً و21 قاعة استقبال وعدداً من المطاعم والمقاهي، التي يقصدها الباريسيون والسيّاح، وقد أصبحت من بين أشهر الأماكن الاجتماعية في العاصمة الفرنسية، ومن أشهرها مطعم ومقهى «كافيه دو لا بيه» وهو مكان سياحي بامتياز. يعتبر من أفخر وأهم المطاعم والمقاهي في باريس، ويقع في الطابق الأرضي من فندق «إنتركونتيننتال باريس لو غراند».