"بروناي" و"سنغافورة"

كانت زيارتنا لـ "سلطنة بروناي" تجربة لا تنسى، حيث الطبيعة الخلابة الممزوجة بطيبة الشعب وعراقة التقاليد، فيما التعريج على "سنغافورة" يسمح باكتشاف وجه آخر من السياحة الآسيوية، حيث الحداثة والعمل الدؤوب والمشاهد الخضراء التي تميّز هذا البلد الذي استطاع أن يحتلّ مكاناً متقدّماً على الخريطة السياحية والاقتصادية العالمية.

في خطوة تهدف إلى إطلاع وسائل الإعلام على صناعة السياحة والضيافة في كل من "سلطنة بروناي" و"سنغافورة"، والتعريف بالعناوين السياحية التي تمتاز كلّ منهما بها، فضلاً عن المقوّمات والركائز التي تستند إليها، نظّم "فندق ذي إمباير وكانتري كلوب للجولف" بـ "بروناي" بالتعاون مع "هيئة بروناي للسياحة"، و"فندق ماندارين أورينتال" بـ "سنغافورة" و"الخطوط الجوية السنغافورية" و"هيئة السياحة السنغافورية" رحلة حلّقت بنا بين جنبات البلدين اللذين يتنفّسان طبيعة خضراء وجمالاً أخّاذاً.

 

1 سلطنة بروناي

تعرف "بروناي" رسمياً باسم "بروناي دار السلام" أو "أمة بروناي" أو "أرض السلام"، تقع على الساحل الشمالي لـ "جزيرة بورنيو" بجنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى منطقتين تفصلهما بلدة "لمبانج" التابعة لولاية "سراوق" الماليزية التي تحيط بـ "بروناي" بشكل كامل، باسثناء ساحل "بروناي" الشمالي المطلّ على بحر "الصين" الجنوبي. وتجدر الإشارة إلى أن "بروناي" هي الدولة المستقلّة الوحيدة على جزيرة "بورنيو"، حيث تتقاسم "ماليزيا" و"اندونيسيا" بقيّة الجزيرة. ويسودها مناخ الغابات الاستوائية المطيرة.

وتشمل أبرز معالمها: أقدم غابة مطيرة في العالم والقرية العائمة على مياه النهر ومسجد السلطان عمر علي صفي الدين الأشهر في العالم الذي يجسّد عظمة الهندسة المعمارية الإسلامية والتقاليد الملكية، تبهر قببه الذهبية البرّاقة والمتلألئة الأبصار، فضلاً عن المتاحف.

ومن بين النشاطات التي قمنا بها، هناك: تجربة ركوب القوارب الخشبية الطويلة والتجديف على امتداد نهر يجتاز غابة كثيفة وسط الحيوانات المفترسة كالتماسيح وغيرها، وقضاء ليلة سفاري على المسطّح المائي للنهر في القرية العائمة.

أمّا إقامتنا فكانت في "فندق ذي إمباير وكانتري كلوب للجولف" الذي يعتبر جوهرة الضيافة في "بروناي"، يقع إلى جنوب بحر "الصين" في شمال شرق "رأس بورنيو". ويشكّل أحد أرقى المنتجعات الفندقية التي توفّر رفاهية غاية في الترف والبذخ، ويتضمّن ملاعب الجولف ويشهد على لقاءات الأعمال في إقليم آسيا بالمحيط الهادئ. يستقبل زوّار سلطنة "بروناي" من الأسر الملكية والطبقات الاجتماعية المختلفة، ويتيح لهم تجربة فريدة في روضة استوائية منعزلة تتربّع على مساحة 180 هكتاراً. ويمتاز بطبقاته الرخامية الإثنتي عشرة وردهة استقباله الذهبية، وتحوطه الحدائق الغنّاءة وملاعب الجولف الدولية التي تحمل توقيع جاك نيكلاوس، فضلاً عن نادي الجولف الريفي. ويوفّر 518 غرفة، مع الأجنحة والفيللات المطلّة على المحيط والبحيرة. وقد جهّزت غرف الفندق النموذجية بأسرّة ملوكية ضخمة مصنوعة من أجود أنواع الكتان، وبحمامات رخامية رحبة تضمّ أحواض استحمام عميقة مع صنابير مياه ذهبية ومزايا رفاهية أخرى رغيدة ومترفة.

من ناحية أخرى، يعزّز هذا الفندق مفهوم الضيافة الفخمة للسلطنة عبر سلسلة من المطاعم العالمية، و"السبا" Spa. وتدمج فيه مرافق اجتماعات عالمية مخصّصة للمؤتمرات والمعارض المختلفة، ما يؤهّله ليكون منتجعاً مثاليّاً للعائلات والأشخاص الرومانسيين أو لرحلات الأعمال بحق.

 

2 سنغافورة

 تمثّل "سنغافورة" بعداً آخر للجمال والحداثة الآسيوية، وهي جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة "ملايو"، ويفصلها عن "ماليزيا" مضيق "جوهور" وعن جزر "رياو" الأندونيسية مضيق "سنغافورة". وتعتبر رابع أهم مركز مالي في العالم ومدينة عالمية تلعب دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي. وتعتبر ثاني دولة في العالم لناحية الكثافة السكانية.

يعود اسم "سنغافورة"، وهي تلفظ باللغة المحلية "سنغابورة"، إلى كلمتي: "سنغا" و"بورا" السنسكريتيتين واللتين تعنيان "مدينة الأسد". والأسد "ميرليون" هو أسد بجسد سمكة، يمثّل الشعار الرئيس للبلاد منذ 1986.

وقد زرنا "ذي يونيفرسال استوديو"، وهي مدينة ملاهٍ تضم كلّ ما يمكن تخيّله من وسائل اللهو والترفيه والألعاب التفاعلية، إضافة إلى الأسواق والمراكز التجارية وحديقة الحيوان الليلية، حيث يبدو المشي بين الحيوانات ليلاً تجربة لافتة!

أمّا إقامتنا في "فندق ماندارين أورينتال" فكانت تجربة غاية في المتعة، إذ استناداً إلى معايير السياحة العالمية اختير هذا "الفندق" بين أرقى 50 فندقاً آسيوياً، وضُمّ إلى لائحة الفنادق العالمية سنة 2011 من قبل "كوندي ناست ترافيلر". يشكّل واحداً من بين أفخم فنادق المدينة على الإطلاق، ويضمّ في داخله ردهة مركزية مثيرة للإعجاب و 572 غرفة حديثة التجديد والترميم، فضلاً عن أجنحة وصالة للراحة والاسترخاء فاخرة في النادي ذي الطابع الشرقي ومركز للسبا، وهو غاية في الرحابة والحميمية. وقد مُنح هذا المركز الصحي منزلة النجوم الخمس في دليل "فوربس" للسياحة في 2012.

ويوفّر 5 مطاعم مشهورة، وردهة رائعة تثير العجب بإطلالة جميلة على خليج "المارينا". يتمتّع بموقع قريب من المركز المالي ومن أمكنة اللهو والتسلية ومتاجر التسوّق الراقية، مع سهولة الوصول إلى المجمّع التجاري في "ميدان المارينا" و"مركز سنغافورة الدولي للمؤتمرات والمعارض" و"مدينة سانتيك"، بالإضافة إلى ممشى "الميلينيا" ومسارح "اسبلانادي" Esplanade على الخليج.

 

 

الخطوط الجوية السنغافورية

شركة وطنية تتمتّع بشهرة واحترام عالمي، وتتّخذ من "مطار تشانجي الدولي" مركزاً لانطلاق عملياتها. تقدّم خدماتها إلى أكثر من 66 وجهة سياحية، وتمتدّ شبكتها عبر قارات العالم الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، بالإضافة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأميركيتين وأستراليا، وتتمتّع بعضوية تحالف "ستار" العالمي. وهي من أوائل الشركات التي امتلكت وشغلت طائرة "الإيرباص" العملاقة A380، وقامت برحلتها الأولى من "سنغافورة" إلى "سيدني" في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2007.