محمد رمضان: إدارة الأكاديمية لا تتحمل مسؤولية خسارتي

حقّق المشترك في «ستار أكاديمي7 «الطالب الأردني محمد رمضان نجاحاً جماهيرياً مميّزاً خلال أربعة أشهر، حيث فاجأت قدراته الغنائية المتعدّدة الألوان أساتذته. غنّى اللون الجبلي فهزّ أرض المسرح وغنّى اللون الرومانسي فأمتع القلوب، وأسرّ بطيبته وروحه المرحة الناس في العالم العربي، وربما أيضاً قلب الأكاديمية التي احترمت موهبته واجتهاده. كشف محمد رمضان لـ«سيدتي» خلال اللقاء الذي أجرته معه في مكاتبها في عمان، أسرار حبه لرحمة وموقفه من تشكيك جدّه بالنتيجة، ورأيه بالطلاب العرب ورولا سعد وكاظم الساهر ووائل كفوري وكشف حقيقة خطبته من بوبي:

- هل توقعت هذا الاستقبال الجماهيري لك في المطار؟

بصراحة لا. توقعت أن يحضر أهلي وأصدقائي وزملائي في الجامعة فقط وهم أكثر الناس الذين تعبوا معي وتابعوني طوال أربعة أشهر وشجعوني في المنتديات الإلكترونية وصفحاتهم على الفيسبوك، لكني عندما وصلت المطار مع والديّ وعمي ياسر، فوجئت بجمهور كبير أتى خصيصاً لاستقبالي من عمان والمحافظات الأردنية.

 

جمهوري أهمّ من اللقب

- ماذا تقول لكل هؤلاء ولمحبيك الذين لم يعرفوا موعد وصولك؟

أتمنى ألا أكون قد خيّبت أملهم أو خذلتهم، اللقب عندي لم يعد مهماً، الأهم عندي اليوم هو جمهوري الذي سأحتار في كيفية إسعاده بأعمال فنية جميلة.

- من شجعك على المشاركة ببرنامج «ستار أكاديمي 7»؟

كان «ستار أكاديمي» حلمي السري منذ انطلاق موسمه الأول وكنت بعد في الثانية عشرة من عمري. فلمّا كبرت، صارحت أهلي برغبتي في الاشتراك فيه فدعموني.

- إمتلكك إحساس ما في أيامك الأولى بأنك مؤهّل للوصول إلى النهائيات؟

نعم. ثقتي بموهبتي كانت كبيرة وعزّزها أساتذتي في الجامعة الأردنية. لهذا كنت واثقاً من الأسبوع الأول أنني سأستمر للنهائيات. وسأجتهد حتى لا أخرج مبكراً، وكان أملي الأكبر العودة إلى بلدي باللقب.

- وهل خاب أملك؟

ليس كثيراً. فقد كان لدي أملان، الأول: الوصول للنهائيات، والثاني: الحصول على اللقب، وقد تحقق أملي الأول دون أن أسمّى «نومينيه» أبداً، وهذا بحدّ ذاته إنجاز، واستقبال الجمهور لي في المطار وزفّه لي أربع ساعات إنجاز ثان.

 

لم أشعر بالخطر من طاهرة

- خلال الأكاديمية أخافت طاهرة جميع الطلاب لشعبيتها الكبيرة التي أعادتها ست مرات في أول سابقة من نوعها تحصل في الأكاديمية. فهل شعرت بأنها منافسة خطرة لك أم أخافك ناصيف أكثر بقوة موهبته وحلاوة صوته؟

صديقي ناصيف أول من لفت نظري إليه بموهبته وحلاوة صوته، لم أشعر بأن طاهرة منافسة لي في الأسابيع الأولى بل راودني شعور بأن ناصيف وميرال وبدرية سيصلون للنهائيات معي لأن الثلاثة يمتلكون أصواتاً قوية وحضوراً جذاباً على المسرح.

- ورحمة ألم تتخيّل ولو للحظة أن تصل للنهائيات وتنافسك؟

توقّعت أن تصل صديقتي رحمة للنهائيات بمحبة الناس لا بصوتها لأنني حتى أكون صادقاً وواقعياً، كانت هناك أصوات أقوى من صوتها لكن إحساسها وأداءها جميلان.

- هل شعرت بالخطر من ناصيف أم لا؟

بالمناسبة، نحن صديقان جداً، وكنا صريحين مع بعض. وكلانا كنا خائفين من مفاجآت النهائيات غير المتوقعة، لإدراكنا بأن البرنامج لعبة غير محكومة بقاعدة معينة أو معروفة. فوضعت في حسابي مسألتيَ الربح والخسارة بشكل متوازن حتى لا أُصدم نفسياً بحال خسرت. لهذا، تقبّلت فوز صديقي ناصيف بمحبة وروح رياضية عالية. وتمنيت له النجاح والتوفيق في مرحلته القادمة.

- الكل اندهش لعدم تسميتك «نومينيه» ولو لمرة، فهل طاعتك لتوجيهات رولا سعد وأساتذتك حمتك نوعاً ما؟

لماذا اندهش البعض؟ فناصيف أيضاً لم يسمَّ «نومينيه»، وأنا اجتهدت كثيراً في تدريبات وامتحانات الأكاديمية ولم أكن ضعيفاً أبداً فنياً سوى بحصة التمثيل.

- البعض حلل الأمر بأن صوتك القوي جعل الأكاديمية تتمسك بك للنهاية، ما تعليقك؟

ربما. الله أعلم. لكني كما قلت لك، لقد اجتهدت وتعبت في دروس الموسيقى والغناء، وكنت طالباً ملتزماً لأبعد الحدود. لذا، أعتقد أن اجتهادي الفني هو الذي حماني من تسمية الأساتذة لي «نومينيه» كزملائي، وكل أساتذتي وعلى رأسهم مديرة الأكاديمية رولا سعد كانوا يتمنون لي الخير. وكانوا أسرتي الثانية في بيروت ولم يشعروني للحظة بأني وحيد في الغربة.

- هل تجاوزت مشاعر الحزن والإحباط لخسارتك اللقب أم بعد؟

تجاوزت خيبة أملي من الساعة الأولى، وفرحت لفوز ناصيف واحتفلت معه ومع أصدقائنا في حفل عشاء التتويج، لأني ربحت ما هو أكثر من اللقب، ألا وهي تجربة الأكاديمية بحد ذاتها وما كسبته من محبة الناس.

اللقب الحقيقي المعنوي فزت به وهو الوصول للنهائيات. ولم أخسر سوى الجائزة: السيارة والـ 50 ألف دولار. وكلمة رفعت رأسنا التي سمعتها من أهل بلدي الأردن تكفيني لأنها أسعدتني جداً وأشعرتني أن مشاركتي أحدثت فارقاً عند جمهوري.

 

لا أوافق جدي

- أبدى جدك لوالدك رمضان استياءه الشديد من النتيجة وشكّك بها بعد أن رأى مقدمة البرنامج هيلدا خليفة تطلب منك تغيير مكانك للمنتصف. وجاء مكانك ناصيف حيث حظي بأكبر نسبة تصويت فهل توافقه الرأي أم تخالفه؟

بالتأكيد... لا أوافق جدي في تحميل إدارة الأكاديمية مسؤولية خسارتي اللقب. ما حصل هو أني حين وقفت على الشمال لم نكن نحن الثلاثة نعرف ترتيب وقوفنا. فجاءت هيلدا خليفة ورتبت لنا أماكن وقوفنا حسب ترتيب الكمبيوتر. لهذا، أنا أرفض الظن السيئ وأرفض أن أظلم إدارة الأكاديمية التي احتضنتنا ورعتنا حتى يوم تخرجنا منها. وأتمنى من جدي الغالي أن يقتنع بالنتيجة لأني أنا نفسي مقتنع بها.

- من أكثر أستاذ أحبك؟

فؤاد فاضل وإليسار كركلا ورولا سعد التي غمرتنا جميعاً برعايتها وحبها.

- كنت أصغر الطلاب سناً فهل اعتبرتها أماً ثانية؟

لم نكن على احتكاك معها دائماً، وإن حدث، كانت تعاملنا برقيّ ومحبة كبيرة.

- نسبة تصويتك جاءت ضئيلة ألم يدهشك هذا الأمر؟

لم أقف عند هذه النسبة طويلاً، وخسارتي للقب أصبحت من الماضي، ومحبة الناس لي في الأردن والعالم العربي هي جائزتي الحقيقية.

وأشكر عبر مجلة «سيدتي» كل أهل الأردن والعشائر الأردنية على وقوفهم إلى جانبي ومساندتي، وأشكر العرب جميعاً على دعمهم لي وأشكر حتى الذين لم يصوّتوا لي.

- مثقف أردني معجب بصوتك فسر خسارتك اللقب باعتداء جنود البحرية الإسرائيليين على قافلة الحرية التي استرعت اهتمام الأردنيين وشغلتهم عن متابعة الحلقة النهائية والتصويت لك بكثافة، ما رأيك؟

لا أعرف إن كان هذا التفسير الأنسب لكنه منطقي نوعاً ما جراء التوأمة الخاصة التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وأنا في الأكاديمية لم أعرف بهذه المأساة إلا بعد عودتي إلى الأردن.

فكلنا في الأردن وفلسطين يد واحدة ضد الاحتلال الصهيوني. وأنا مع عدم التصويت في هكذا حالات فالحزن على الضحايا أقل واجب تجاههم. وما عدا ذلك صغير جداً وضئيل. وحزن الأردنيين على الضحايا أهم عندي من التصويت لي.

- من أكثر طالب أحزنك خروجه؟

صديقي باسل خوري.

- لكنه عازف أكثر منه مغن وصوته أضعف منك ومن ناصيف، فلماذا حزنت على خروجه ولم تتوقعه؟

ربما. لكن هناك أصوات أخرى أضعف من صوته واستمرت بعده.

- مثل من؟

لا تعليق.

- صادقت باسل قبل الأكاديمية أم قبل دخولكما إليها؟

توطدت صداقتنا بقوة خلال وجودنا معاً في الأكاديمية.

- كان معكم في «البرايم» الأخير فلماذا لم تستدعه الإدارة للظهور معكم على المسرح؟

لا أعرف السبب الحقيقي إلا أن الإدارة دعت آخر عشرة طلاب خرجوا واستمروا لأطول فترة ممكنة.

 

 

لمتابعة بقية المقابلة مع محمد رمضان اقرأوا العدد رقم 1531 من مجلة "سيدتي"