مشاكلك العائلية والعاطفية تجيب عليها فوزية سلامة

الحبيب الخائن

 

سيدتي أنا فتاة في الثالثة والعشرين، أحببت شابًّا بجنون منذ خمس سنوات، كانت له علاقات كثيرة، تخلّى عنها من أجلي، وبعد عامين ونصف العام من الحب، اكتشفت أنه يخونني مع امرأة متزوجة، ويحتفظ برقم هاتفها تحت اسم صديق له، وحين واجهته ادّعى بأنه كان يعرفها من قبل أن يتعرف عليّ، وأنه يحبني، ووعدني بقطع كل علاقة بها.

أنا لا أتصور الحياة دونه فسامحته، وبعد عام واحد تحدتني إحدى صديقاتي، بعد أن صارحتها بما حدث، تحدتني بأن أي فتاة يمكن أن توقعه في شباكها، واتفقت وإياها على الاتصال به، فاتصلت وصدمت لأنه بنَى معها علاقة، وحين أخبرته بأنها صديقتي وأنني على علم بكل شيء، اعتذر وادّعى بأنه اكتشف الخدعة، وسايرها لكي يعلِّمني درسًا.

وبعد تلك الواقعة اكتشفت أن له علاقات على الإنترنت، وصممت وقتها على قطع العلاقة، ولكنه وعد واستحلف وتقدم لخطبتي، كنت فرحة، ولكن الفرح خالطه خوف من شططه، ولكنه ظل يؤكد لي أن الرجل المتزوج لا يخون زوجته، حتى استعدت اطمئناني نسبيًّا.

بعد تخرجنا حصل على عمل، واكتشفت أنه يراسل زميلاته في العمل، ومنعني منعًا باتًّا من زيارته في مكان العمل، ربما لكيلا تعرف زميلاته أنني خطيبته، وقام بتغيير كلمة الدخول إلى بريده الإلكتروني..

لم يتبق على إتمام الزواج سوى أسابيع، وأنا أكتوي بنار الشك، أنا إنسانة جادة تحاسب نفسها على كل شيء، وأنا والحمد لله أتمتع بالجمال، لقد نجح حبيبي بتدمير ثقتي في كل الرجال.. هل أفسخ الخطبة؟ أم أصدق بأنه سوف يُقلع عن العبث بعد الزواج؟!

 

ابنتك جمانة

 

 

 

عزيزتي تقولين في رسالتك إنك لا تستطيعين العيش دون خطيبك، ومع ذلك تسألينني إن كان الأفضل لك أن تفسخي الخطبة، رغم أن الزواج وشيك، والعلاقة كما هي استمرت خمس سنوات، دعيني أصارحك بأن تكوينه الشخصي يدل على أن ميوله وسلوكه لن يتراجعا بعد الزواج، كما أن ميلك للاستقصاء وكشف العيوب لن ينحسر أيضًا، ولذلك عليك أن تدركي أن الزواج لن يغير واقعك، عليك أن تتعايشي مع حبه للتواصل مع أخريات، ولكن أن تتزوجيه لكي تعيشي في جحيم من الشك هو أن تحوِّلي نفسك من زوجة إلى عسكري دورية، دائم البحث عن قرائن وأدلة.

ولكيلا أظلم خطيبك أقول لك إنه اختارك أنت للزواج ومواصلة مشوار الحياة، ومعنى ذلك أنه مرتبط بك، ولكن هل يمكنك التعايش مع نقائصه؟! تلك هي المسألة، فكري جيدًا، لأنك مازلت حرة، ولكن بعد الزواج لا يمكن الرجوع في القرار، لأنك لو قررت الانفصال فستهدمين أسرة وستعرضين مستقبلك لما لا تحمد عقباه.

 

 

ثقافة الآخر


سيدتي أنا فتاة عربية مسلمة، مقيمة في بلد أوروبي، لي نشاط على الإنترنت، منذ بضعة شهور وصلني ردّ على مساهمة من مساهماتي من شاب يدرس للدكتوراه في دولة من دول أمريكا اللاتينية، وبعد عدة مراسلات أخبرني بأنه يبحث عن زوجة عربية مسلمة، ووجدت أنه يتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن، أخبرته بأن عائلتي سوف تجد صعوبة في قبوله، لأنه غير عربي، فضلاً عن أنه في بلد بعيد جدًّا، وبعدها رويت لأمي كل ما صار معي.

الشاب الذي ذكرته لك مستعد أن يأتي إليّ حيث أقيم ومعه أمه، لكي يفاتح أهلي في الأمر، أريد أن أصارح أبي، ولكنه أبّ شرقي، ولا أعلم من أين أبدأ، وكيف أفسر له أنني تعرفت على الشاب على النِت؟

الحائرة القمر الذهبي

 

عزيزتي ربنا قال في كتابه العزيز إنه خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف، وكلنا يعرف أن أكرمنا عند الله أتقانا.. هذا هو المبدأ، وأنا لا أرى ضررًا في أن يأتي الشاب هو ووالدته، لكي يتعرف بأهلك، وبإمكانك تقديم الأمر لوالدك ببساطة كما قدمته لي، مشفوعًا بنسخة من المراسلات التي أدت إلى التعارف، والتي بدأت بحوار ومعلومات عن الدين، ولكن ليس هذا معناه قبولاً فوريًّا للزواج به، أنا أتكلم عن مبدأ فقط، وإن أعجبك الشاب بعد اللقاء، وشعر أهلك بارتياح، لابد من زيارته أنت وأهلك في بلده، أنا أدرك أن ثقافة الإسلام جمعتكما، ولكن لا تستهيني بقوة ثقافة المكان والتاريخ، وتأثيرها في الفرد، في الوقت الحالي يبدو الأمر رومانسيًّا جميلاً، ولكن بعد زيارة بلده فسوف تدركين أن الزواج سوف يفصلك عن أسرتك، وعن كل ما جربت في ماضيك، إن قبلت فهذا يرجع لك، المهم هو الاستنارة برأي أهلك، وأتمنى لك التوفيق.

 

 

 

 

المحاولة قدر من النجاح

 

سيدتي أنا سيدة متزوجة منذ عامين، زوجي هو ابن عمي، والذي وافقت على الزواج به دون إجبار، وهو في مثل عمري، بعد الزواج اكتشفت أنانيته، فهو من نوع الرجال الذين يبيحون لأنفسهم كل شيء، ويتصور أن الزوجة أداة لمتعته فقط، فهو يأتي إلى البيت للأكل والنوم فقط، ويمضي بقية أوقاته إما مع رفاقه في الخارج، أو جالسًا على الإنترنت لملاحقة النساء، والفرجة على المواقع الإباحية، حاولت بشتى الوسائل إقناعه بأن الحياة على هذا النحو مستحيلة، إلا أنه لم يستجب، كل ما يهمه هو أن تبدو الأمور طبيعية لأهله وأهلي، حملت وشاء الله أن أفقد الحمل بعد ثمانية أشهر، فقد ولد الجنين ميتًا، وكانت تلك إشارة لي بطلب الطلاق، لأنني لم أعد أطيق حتى النظر في وجهه. حين صارحت أمي بالحقيقة، نهتني عن طلب الطلاق؛ لأنني في حالة صحية غير مستقرة بعد حادث موت الجنين، ولكني أشعر باليأس الكامل كلما فكرت في أنني سوف أمضي بقية عمري على هذا النحو، أريد فرصة في الحياة.. فهل هذا كثير؟!

 

الحزينة اليائسة ص

 

عزيزتي أنت على حق، وأمك على حق، أمك تدرك بحسها أن حادث موت الجنين، وفي أعقاب الحمل والوضع، تكون الحالة النفسية والعاطفية عند المرأة في مرحلة غير مستقرة، بسبب اضطراب الهرمونات، ولذلك فإن نصيحتها لك بالتروي في محلها، لقد صبرت عامين، فلا ضير من الصبر بضعة أسابيع أخرى.

لا تغفلي الواقع، وهو أن خسارتك للجنين لم تكن خسارتك وحدك، فزوجك أيضًا يشعر بالخسارة، وربما يكون الوقت مناسبًا لكي تتكاشفا، المشكلة كما تتراءى لي، هي أن الزوج في مثل عمرك، وللأسف فإن نضج المرأة نفسيًّا وعاطفيًّا يسبق نضج الرجل، ربما لأن الله سبحانه يعدنا مبكرًا لمسؤولية الأمومة، التي تتطلب صبرًا وصلابة وقوة بدنية، لا شك عندي في أن زوجك في سن الرابعة والعشرين، مازال يتصرف كمراهق ينقصه النضج والإحساس بالمسؤولية، وإن كان معدنه طيبًا، فإنها مرحلة تتراجع بتقدم النضج والإحساس بالمسؤولية، لقد ذكرت في رسالتك أنك تزوجت برضاك، ولابدّ أن الصفات التي جعلتك تقبلينه زوجًا مازالت موجودة ويمكن البناء عليها.

أنا لا أقول إن سلوكه معك مقبول، ولكنني أقول إن الإصلاح ممكن، بدلاً من الهدم، فلنحاول البناء، زوجك ضحية مثلك، هو ضحية تربية خاطئة، توهم الذكر بأن كل ذنب مغفور، وضحية ثقافة تتهاون مع الرجل، وتحمّل المرأة كل الأوزار، والدليل على ذلك أن المطلقة مازالت تعاني الأمرين في ثقافتنا العربية، وكأنها وحدها مسؤولة عن الفشل.

بدلاً من الدخول في مسلسل الاتهامات والقطيعة، حاولي أن تشاركيه هذه اللحظة الدالة على تفاعلكما معًا، وهي موت الجنين، شاركيه حزنه، وأفصحي له عن أحزانك، وأكدي أنك تزوجت برضاك، وأنك تتمنين أن تستمر الحياة بينكما لو كانت تلك أيضًا هي رغبته، لو أجاب بالإيجاب، فاطلبي أن تبدآ معًا صفحة جديدة.

أعتقد أن المحاولة قدر من النجاح، ولو لم ينجح مسعاك، من حقك طبعًا أن تطلبي فرصة أخرى للسعادة الزوجية، ستكون الخسارة خسارته، لأنه خسر حبك واحترامك، وصلة القرابة التي تربطكما.

 

 

ردود

 

عبد الباري  م

إن كنت جادًّا فلا تيأس من أول محاولة.

 

لونة أ ف

لقد طلبت نصيحة، وكان لابد أن أكون أمينة معك.